توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 23 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

والآن نبدأ: فصل جديد فى جريمة خاشقجى

  مصر اليوم -

والآن نبدأ فصل جديد فى جريمة خاشقجى

بقلم-عماد الدين أديب

من المقصود بالترصد والعداء والعقوبات: السعودية كدولة؟ القيادة كحكام؟ النظام الملكى كنظام؟ مشروع الإصلاح بحد ذاته؟ ولىّ العهد بشكل شخصى؟ الدور الإقليمى السعودى كدور؟ مشروع إضعاف السنّة المعتدلين لصالح جماعات الإرهاب التكفيرى؟

ما السبب الحقيقى؟

يقول علم الفيزياء، بناء على رؤية العالم العبقرى «ألبرت أينشتاين» إنه «لا يمكن تفسير أى حادث أو أى ظاهرة من خلال قصر هذا التفسير على سبب واحد فقط».

باختصار: «أى ظاهرة أو حدث ليس لها مسبب واحد، ولكن عدة أسباب مختلفة».

من هنا يصبح من التسطيح الفكرى أن نقصر ما يحدث من جنون هستيرى فى العالم منذ اغتيال الزميل جمال خاشقجى -رحمه الله- على سبب واحد دون سواه.

إن رد الفعل تجاه المملكة يرجع إلى عدة أسباب مختلفة، يمكن تحديدها تحت هذا العناوين:

أولاً: أنها جريمة مروعة، غير مبررة، ولا يمكن الدفاع عنها.

ثانياً: أنها تختص بدولة أساسية ذات تأثير حيوى فى العالم والمنطقة والأسواق والعالم الإسلامى، أى إن الجريمة منسوبة إلى السعودية والاتهام لسعوديين، والضحية سعودى، وتمت فى القنصلية السعودية، أى -قانوناً- ارتُكبت على أرض سعودية.

ثالثاً: أن هناك دولاً لها ثأر جديد قديم مع السعودية، وهى تحديداً إيران، تركيا، قطر.

رابعاً: أن هناك دولاً ترى فى الرياض أكبر خزانة أموال على ظهر كوكب الأرض، وأن حادثة خاشقجى هى فرصة العمر لابتزاز هذه الخزينة.

خامساً: أن هناك أعداء فى كل مكان وزمان لأى مشروع إصلاحى تغييرى مثل ذلك الذى يقوده ولىّ العهد السعودى بقوة واندفاع شديدين.

لذلك يجب -من منظور أعداء الإصلاح- أن يتم ضرب المشروع أو تعطيله أو إسكاته.

كل هذه العناصر اجتمعت لتجعل الملف شديد السخونة، خاصة أنه جاء فى توقيت انتخابات محلية وتشريعية فى ألمانيا، والولايات المتحدة، وفى ظل أزمة «البريكست» فى بريطانيا، وفى ظل أزمة استقالات حكومية فى فرنسا، وعقب توتر فى العلاقات بين السعودية وكل من ألمانيا وكندا.

وجاءت أيضاً واقعة جريمة خاشقجى بعدما وجّه ولى العهد السعودى أقوى رد سياسى لرئيس أمريكى رافضاً دفع «إتاوة مالية ثمناً لما سماه ترامب بالحماية الأمريكية للرياض».

هذا كله شىء، وهذا كله فصل سابق، والآن ندخل جميعاً إلى فصل جديد فى هذه المسألة، وهو فصل «حجم ومستوى العقوبات» التى ستُفرض بناء على الحادث.

هنا، وهنا فقط، سوف تعرف الرياض، وسوف نعرف جميعاً بما لا يدع مجالاً للشك، من يبحث -حقاً- عن العدالة فى حد ذاتها، ومن يريد تصفية الحسابات، ومن يبحث عن تصفية حسابات شديدة؟ ومن يريد ضرب مشروع الإصلاح الداخلى فى المملكة؟ ومن يريد ضرب معسكر تحالف الاعتدال العربى؟

موقف كل طرف سوف يكون كاشفاً تماماً لحقيقة نواياه وطبيعة مواقفه من المملكة، وقيادتها، ومشروعها الحالى.

من هنا لا عجب، مثلاً، أن تقرأ رد الفعل الفورى من النيابة التركية التى تريد أن يتم تسليم المشتبه فيهم أو المتهمين السعوديين الموقوفين قيد التحقيق للمحاكمة فى تركيا، وكأن تركيا هى «قبلة العدالة التى يحج إليها أصحاب المظالم».

وتناست السلطات التركية أنها تضع 110 آلاف موقوف ما بين السجن والاعتقال والإيقاف، وتنسى أنها عزلت 15 ألف قاضٍ، وأبعدت 25 ألف ضابط جيش وشرطة من رتب مختلفة، وأنها أبعدت أكثر من 50 ألف موظف عام، وأكثر من عشرة آلاف أستاذ جامعة ومدرس، وأكثر من خمسة آلاف صحفى.

وتناست السلطات التركية تقارير منظمات حقوق الإنسان عن حالات الاختفاء القسرى والاحتجاز دون محاكمة.

وفى ذات اليوم الذى جاء فيه تعقيب وزير الخارجية التركى على البيان السعودى الذى يحدد الجريمة والجناة وملابساتها ويحدد الأدوار والتهم، قال وزير الخارجية التركى فى ذات التصريح: «إننا لن نسكت»، وإن بلاده لن تلتزم الصمت تجاه الأعمال والجرائم التى تُعتبر غير إنسانية فى اليمن.

وتناسى معالى الوزير التركى جرائم بلاده غير المبررة ضد الأكراد فى العراق وسوريا، وضد المدنيين فى المدن التركية الحدودية الملاصقة لسوريا والعراق.

أما أكثر ما يتحدى العقل فهو التعليق على بيان النيابة العامة السعودية من باب التشكيك الكامل فيه، وكأنه شر مطلق ما دام لم يوجه إدانة للحكم فى البلاد.

ويتناسى هؤلاء أن البيان السعودى هو نتائج التحقيق الذى يشكل التهم والإدانة التى على أساسها ستتم محاكمة المتهمين بالتهم المنسوبة إليهم. إن هناك محاكمة عادلة سوف تتوفر لها كل الشروط القانونية والشرعية، مما قد يلقى ضوءاً أكبر ويعطى تفاصيل أكثر عن حقيقة ما حدث ويجيب عن تساؤلات كلنا نبحث عن إجابات شافية عنها.

لذلك كله من المخيف حقاً أن يتم التعامل مع تقرير النيابة السعودية على أنه الملف النهائى لتحديد الوقائع والتهم والمسئوليات والأحكام النهائية الباتة.

ومثلها مثل كل الجرائم الكبرى التى تتداخل فيها السياسة مع الإعلام مع الأمن تكون هناك -دائماً أو أحياناً- أسئلة كثيرة حائرة تبحث عن إجابة.

وحالة جريمة خاشقجى ليست حالة شاذة فى هذا المجال، تعالوا نستعرض الكثير من الوقائع والجرائم التى امتزج فيها الدم بالسياسة بالعمليات الأمنية بالاغتيالات، وحتى الآن لم تعرف البشرية أى إجابات نهائية عنها:

1- اغتيال الرئيس جون إف كنيدى.

2- اغتيال قاتل كيندى.

3- محاولة اغتيال أمير الكويت الأسبق.

4- من دس السم للرئيس ياسر عرفات؟

5- الجهة التى دلت على مكان اختباء الرئيس معمر القذافى.

6- من دس حقائب المتفجرات فى طائرة «لوكيربى» التى ما زال يتم تداول المعلومات والاتهامات فيها حتى الشهر الماضى، والتى تمت فيها تبرئة السلطات الليبية.

7- من الذى أمر بقتل الرئيس أنور السادات؟

8- من الذى وفر السم للمشير عبدالحكيم عامر.

9- حقيقة تفاصيل جريمة قتل «المبحوح» بواسطة الموساد فى مدينة «دبى».

10- كيف، ومن أمر ومول وخطط ونفذ قتل الرئيس رفيق الحريرى؟

هناك آلاف الأسئلة فى مئات الجرائم السياسية فى التاريخ الحديث ما زالت تبحث عن إجابات رغم مرور سنوات وسنوات عليها، ليس مجرد 6 أسابيع فقط.

هذا كله لا يمنع أن العدالة مطلوبة، وأن الجريمة غير مبررة، وأن الحق لا بد أن يأخذ مجراه، ولكن الذى نقوله للجميع بأعلى صوت: «ألا يجب أن تكون العقوبة مساوية للجريمة؟ وهل يمكن أن يعاقب نظام وشعب بشكل أبدى ثأرى؟».

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والآن نبدأ فصل جديد فى جريمة خاشقجى والآن نبدأ فصل جديد فى جريمة خاشقجى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon