توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان

  مصر اليوم -

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان

بقلم : عماد الدين أديب

لم أفهم حتى الآن، لماذا يشتم العرب بعضهم البعض حينما يختلفون فى أمر ما أو حول قضية بعينها؟

نشتم بعضنا البعض فى الخلاف على محبة وتشجيع فريق كرة قدم.

ونشتم بعضنا البعض لأسباب دينية أو مذهبية أو طائفية.

ونشتم ونسب بعضنا البعض لأسباب لها علاقة بالعرق أو اللون أو العائلة.

نشتم بعضنا البعض لأن هذه «امرأة» أو «حرمة» أعزك الله، أو نلقى الكلمة بتخابث حينما نقول «هذه مطلقة» أو «ما زالت غير متزوجة حتى الآن» وكأن ذلك -عفواً- نوع من الخبث الإنسانى أو السقوط الأخلاقى.

نشتم بعضنا البعض لخلاف حول زعيم سياسى أو حزب أو ميليشيا أو جماعة، ونوغل فى الاغتيال المعنوى لمن يخالفنا الرأى حتى نشكك فى وطنيته ونتهمه بالعمالة والخيانة وبيع البلاد والعباد.

والتعريف النفسى للسباب والشتائم هو أنه يعكس حالة من الشعور الداخلى بعدم الثقة فى النفس، لذلك نمارس العدوان اللفظى على الغير، ونسعى لاغتياله معنوياً حتى يبدو قزماً ونبدو نحن عمالقة أمامه.

هذه الحالة هى آفة عظمى من آفات العقل العربى الذى يصل بها إلى أعلى درجات «العنف اللفظى».

والعنف اللفظى حينما يصل إلى أعلى درجات انحطاطه ينتهى -كما علَّمنا التاريخ- إلى عنف دموى مادى مدفوعاً بمخزون هائل من كراهية النفس أولاً، وكراهية الآخرين ثانياً.

العنف حينما يصل إلى حالة الضغط على الزناد وإطلاق الرصاصة هو قرار عقلى - نفسى قبل أى شىء آخر.

ويجب ألا يخجل عالمنا العربى من أن يعترف أنه صاحب أعلى معدلات من الأمراض النفسية الأصيلة التى تتصف بالكراهية ورفض أى آخر يختلف عنا، ورفض الحوار بهدف التفاهم والتفهم لموقف من يخالفنا الرأى.

نحن أمة لديها اعتقاد راسخ أنها تملك وحدها «توكيل الصواب الحصرى» فى هذا الكون.

نحن أمة تؤمن أنها وحدها هى التى لديها تاريخ، ودين، وعقل، وجغرافيا، وكأن فى البدء كان العالم العربى، ومنذ ذلك التاريخ لا يوجد أى شىء آخر.

نحن لا نبذل جهداً للفهم والتفهم والتواصل ومحاولة التعرف على «الرؤى المختلفة» و«المصالح المضادة» والتراكم الثقافى المغاير لنا.

نحن نريد أن يكون العالم كله كما نريد، ولا نريد أن نبذل أدنى جهد للتأقلم والتكيف والانخراط فيه مع المحافظة على ثوابتنا الأساسية.

كما يقول الفيلسوف المفكر «جان بول سارتر»: «بعضنا يعتقد أن الجحيم هو الآخر».

«يا ستار» الآخر هو الجحيم، هذه هى حقيقة العرب المؤلمة.

منذ أيام أذاعت الكنيسة الكاثوليكية فى الفاتيكان شريطاً يقوم فيه الرجل العظيم قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بتقبيل أقدام وأحذية ممثلى جنوب السودان الذين دفعت عائلاتهم قتلى وجرحى وسبايا فى الحرب الأهلية، طالباً لقتلاهم الرحمة ولجرحاهم السلامة، وطالباً منهم المغفرة لأن أحداً -وهو منهم- لم يقدر على منع الجريمة أو نجدتهم وقتها.

ورغم أن البابا غير مسئول مسئولية مباشرة عن هذه الجريمة، إلا أن حسه الإنسانى المرهف وضميره الإيمانى العميق جعله يشعر بالتعاطف إلى حد الشعور بالذنب عن جريمة لا علاقة له بها.

يا له من زمن يقتل فيه «قابيل»، «هابيل» بينما هناك من يقبل أقدام وأحذية الآخرين طلباً للصفح عن جريمة ليس مسئولاً بأى شكل عنها. من قال إن هذا عالم عادل أو منطقى؟!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon