توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرطان الفوضى يهددنا

  مصر اليوم -

سرطان الفوضى يهددنا

بقلم عماد الدين أديب

أتخيل أن أستاذ أساتذة الجغرافيا السياسية فى مصر الدكتور جمال حمدان -رحمه الله- يتقلب الآن فى قبره حزناً على ما أصبح عليه أبناء النيل العظيم.

فى مؤلفه الرائع «شخصية مصر»، تحدث الدكتور جمال حمدان عن «عبقرية المكان» التى صبغت سلوكيات المجتمع النهرى المتأثر بجانبى وادى النيل، وتأثير المجتمع الهيدروليكى على سماحة وإبداع سكان الأرض المنبسطة.

الآن لو كان الدكتور جمال حمدان بيننا لعاد فى نظرته العميقة، ولأصيب بأكبر خيبة أمل لما أصاب قطاعات كبيرة من المجتمع باليأس والإحباط والتربّص الاجتماعى والكيد السياسى والتناحر الذى ابتلينا به فى السنوات الأخيرة.

واعتقادى أن الدكتور سيد عويس -رحمه الله- كان أيضاً سيعود إلى نظريته الخاصة بـ«مجتمع الرخام»، وتأثير ذلك على «سلوك التصارع» الذى حوّل الشخصية المصرية من شخصية سمحة وطيبة إلى شخصية شرسة وغير قابلة للتكيّف والتشارك فى الحقوق والواجبات.

وما أصاب المجتمع المصرى فى حالة ما بعد الثورات أنه فقد أعظم ما فى الحالة الثورية، وأصبح أسيراً لأسوأ ما فيها، وهو «الرفض الدائم لأى شىء وكل شىء»، مما جعله يعتبر أن «الفوضى المؤقتة» التى تحدث فى الثورات هى المؤقت الأبدى الذى يتعامل به مع كل شىء.

لقد حدث لنا خلل عظيم فى نسيج وسلوكيات المجتمع لم يتم إصلاحه، وظهرت جروح وتقيحات على جسد الوطن ما زالت تنزف حتى هذه اللحظة.

هذه الحالة أصبحت تلتهم كل محاولة جادة للإنجاز، وأصبحنا لا نرى إلا الظلام الذى فى النفق الطويل دون أن ندرك أن هناك ضوءاً فى نهايته.

مصر الآن بحاجة إلى علماء اجتماع سياسى أكثر من ساسة، وبحاجة إلى أطباء نفس أكثر ما هى بحاجة إلى مفكرين.

عقل مصر فى خطر، وضميرها الوطنى فى حالة اضطراب عظيم، إلى الحد أنها اعتادت الهستيريا وفقدت بوصلتها الحساسة فى الحكم على من يحبها ومن يكرهها، ومن يعمل من أجل مصلحتها، ومن يتآمر ضدها فى الداخل أو فى الخارج.

نحن فى غرفة إنعاش منذ سنوات، وما زلنا نعانى من صدمة عصبية تاريخية جعلتنا ضحايا عقدة هائلة تحتاج إلى حلول عاجلة قبل أن ننتحر جماعياً.

GMT 00:56 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

نحن من سيدفع فاتورة الحرب أو التسوية

GMT 02:23 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

كارثة أن تقول لهم ما يريدون

GMT 00:22 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

دعوة عبدالله بن زايد: لا اتفاق جديد مع إيران بدوننا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرطان الفوضى يهددنا سرطان الفوضى يهددنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon