توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ترامب» وفن صفقة «الابتزاز للجميع»

  مصر اليوم -

«ترامب» وفن صفقة «الابتزاز للجميع»

بقلم : عماد الدين أديب

  ما هى الرسائل التى يحملها مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى الجديد، فى أول زيارة له إلى المنطقة، عقب إقرار «الكونجرس» ترشيح الرئيس «ترامب» له وقبول تعيينه؟

يمكن ملاحظة عدة أمور شكلية وأخرى موضوعية ترافق هذه الزيارة، يمكن تحديدها على النحو التالى:

أولاً: أن الزيارة بدأت بالرياض، وتشمل إسرائيل والأردن فحسب.

ثانياً: أنها تأتى عقب الضربة الأمريكية بـ120 صاروخاً «توماهوك» لأهداف مختارة فى سوريا، وقُبيل تاريخ 12 مايو الحالى الذى يحدد فيه الرئيس «ترامب» اتجاهات موقفه من الاتفاق النووى مع إيران.

ثالثاً: أن الزيارة تأتى عقب استقبال واشنطن لكل مِن ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، واتخاذ الرئيس ترامب موقفاً «ودياً محايداً مع كل منهما»، دون أن يبدو منحازاً لأحدهما فى أزمة «السعودية والإمارات والبحرين ومصر» مع قطر.

رابعاً: أن الزيارة تأتى بعد اتفاقات وتعهدات بصفقات تجارية وعسكرية مع طرفَى النزاع «الخليجى - القطرى».

أما من ناحية الموضوع، فيمكن ملاحظة الآتى:

1- أن مايك بومبيو هو الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الأمريكية، وهو «رجُل ترامب»، جاء بمحض اختياره، وهو يعبر عنه مباشرة على خلاف ريكس تيللرسون المرتبط شخصياً وعضو بلوبى الغاز والنفط وبعلاقة مصالح قوية مع الدوحة.

إذن ما يقوله الرجل هو من عقل ولسان وتكليف دونالد ترامب شخصياً.

2- قال «بومبيو» وهو فى الرياض: «إن أمن المملكة هو مسألة ذات أولوية للولايات المتحدة».

3- بعث «بومبيو» برسالة واضحة للجميع حول «أعتقد أن الجميع سوف يوافق على أنه من مصلحة كل الأطراف (يقصد أطراف النزاع الخليجى - القطرى) أن تكون معاً، لأن لدينا تحدياً مشتركاً فى إيران، وأعتقد أنهم جميعاً يدركون ذلك، ونأمل أنهم -وعلى طريقتهم الخاصة- يمكن أن يتعرفوا على أسلوب لعلاج هذا الخلاف».

وكأن «بومبيو» يقول: «أسرعوا بحل الخلاف بينكم، لأن الأولوية هى عدونا المشترك (إيران) وحلّوا هذا الخلاف بطريقتكم وليس بطريقتنا».

وفى حقيقة الأمر، فإن التعمق فى السلوك الأمريكى تجاه أزمة قطر وأزمة تمدّد الدور الإيرانى لم يكن أبداً معبّراً عن موقف مبدئى، لكنه يعبر عن «سلوك انتهازى مرتبك يستخدم تكتيكات متضاربة من أجل استراتيجية واحدة هى ابتزاز كافة الأطراف للحصول على صفقات اقتصادية وعسكرية».

إن دونالد ترامب يطبّق حرفياً فكره وسياساته التى جاءت فى كتابه «فن الصفقة»، الذى يستعرض فيه أسلوبه فى النجاح فى الصفقات العقارية، والقدرة على الضغط على الشريك الآخر للحصول على أكبر مغانم ومكاسب مالية.

فن الصفقة عند «ترامب» استدعاه أن يتحدث عن مسئولية قطر فى دعم الإرهاب بعد ساعات من مغادرته للرياض، وحصوله على وعود بـ460 مليار دولار من الصفقات.

وفن الصفقة عند «ترامب» جعله يبعث تيللرسون وهو «صديق قطر القديم»، لتوقيع اتفاق تعاون ضد الإرهاب، والإشادة بدور قطر فى مكافحة التطرف ومواجهة الإرهاب بعد وعود بـ77 ملياراً من الدولارات فى صفقات طائرات مقاتلة وأخرى للركاب. وفن الصفقة عند «ترامب» هو فى لعبة التلويح بالحديث السلبى فى وسائل الإعلام عن تصرفات مالية لشركات كبرى فى الرياض وأبوظبى والدوحة على حد سواء لابتزاز الجميع أكثر وأكثر.

السياسة الأمريكية الآن فى قمة ارتباكها وتحوّلها إلى منطق «تاجر الشنطة» الذى على استعداد للبيع إلى مَن يشترى.

والتشدد الحالى مع إيران ليس دفاعاً عن مبادئ، ولكن لتحسين شروط التفاوض للوصول إلى جزء من كعكة إعمار إيران، بعد الإفراج عن أرصدتها المجمّدة، وبعدما اكتشفت الإدارة الأمريكية أن الحصص الكبرى فى هذا الملف كانت -مبدئياً- مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا! وليس من الصدفة أن يكون ثلاثى «ميركل - ماكرون - ماى» هم مَن يحاولون إقناع «ترامب» بعدم تفجير الاتفاق النووى.

باختصار.. نحن فى قاموس «ترامب» السياسى لسنا أنظمة أو دولاً، ولكن «مغانم مالية» يجب ابتزازها لأقصى حد وعصرها مثل الليمونة لآخر قطرة.

الشريك الأمريكى ليس شريكاً، وليس صديقاً، وليس حليفاً، وصدق السياسى اللبنانى المخضرم كميل سمعون حينما قال: «لا تصعد مع الأمريكان فى مصعد إلى الدور العاشر، لأنهم سيوقفونه فى الدور الثامن ويتركونك وحدك».

أخطر التطورات الأخيرة هو إعلان «نتنياهو» عن وجود 55 وثيقة رسمية أمنية لدى إسرائيل تدّعى «أن إيران لا تلتزم بتعهداتها فى الاتفاق النووى، وأنها خدعت الجميع، لأنها -حسب كلام نتنياهو- لديها قدرة تحضير 4 قنابل نووية».

هذا الكلام بصرف النظر عن مدى دقته وصدقه هو نوع من صاروخ إسرائيلى «أرض - أرض» تجاه الممانعة الإيرانية لتعديل شروط الاتفاق، حسب مطالب ترامب التى هى فى الحقيقة مطالب إسرائيل.

لا يفوت على الجميع أن وزير الخارجية الإسرائيلى ليبرمان الذى يزور واشنطن الآن، التقى وزير الدفاع ماتيس ومستشار الأمن القومى جون بولتون ونسقوا تحركات واشنطن وتل أبيب لمواجهة إيران حتى النهاية.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ترامب» وفن صفقة «الابتزاز للجميع» «ترامب» وفن صفقة «الابتزاز للجميع»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon