توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا لها من عربة؟

  مصر اليوم -

يا لها من عربة

حسن البطل

على جانب باب سيارة الشحن يكتبون، أحياناً، عبارتين: حمولتها فارغة (أي وزنها) وحمولتها القائمة (أي طاقتها على الحمل).
لا أعرف ما الذي كان في بال الشاعر القديم، عندما وصف قافلة من الإبل: "ما للجمال مشيها وئيدا / أجندلاً يحملن أم حديدا" أي هل تحمل قتلى حرب أم تحمل الحديد الثقيل.
هيدروليك وميكانيك؛ كهرباء ومغناطيس يجعل الرافعات في الموانئ البحرية تحمل مستوعبات "كونتينر" ذات اثقال مهولة. محركات صواريخ جبارة ترفع الى الفضاء العالي ما يشبه السخرية من قوانين الجاذبية الأرضية.
لكن السؤال سؤال العضلات، لا سؤال اعصاب من فولاذ، ومنه كم يستطيع بطل العالم (الرّباع) في رفع الأثقال أن "يشقل" وزناً من الحديد قياساً لوزن جسمه وقوة عضلاته؟.
يحكون للأطفال عن سباق غير متكافئ بين الأرنب السريع واللاهي، والسلحفاة الوئيدة والمجدة. أمّا للكبار فيحكون عن بطلة غير الرباعين في حمل الاثقال: إنها النملة ذات الأرجل العديدة، التي تحمل اضعاف وزنها.
أفكرّ أن أحمل كاميرا والتقط بها صوراً لعربات الزبالين. إنها تدبّ، وئيداً، على دولابين، كما يدبّ الانسان على قدمين. بين الدولابين برميلان. ليس لعربة الزبال حمولة قصوى، لكن حمولتها فارغة قياسية مضافاً اليها حمولة المكنسة والمجرفة لرفع القمامة.
ليست طاقة عربة الزبال على الحمل هي المسألة، لكن شكلها العجيب الذي لحمولتها من القمامة، وبالذات هذه الاضافات "الاكسسوارات" الملحقة بها، مثل ربط صناديق الكرتون الفارغة، او تعليق اكياس البلاستيك الكبيرة على جوانبها.
يبدأ الزبال يدفع وعربته في مشوار الشغل كأنها عارية؛ مجرد عربة ذات دولابين وبرميلين ترتفع في احدهما عصاوان للمكنسة والمجرفة .. ثم "تلبس" العربة خليطاً من الالوان، وكذا ما يشبه "ملابس" ملائمة لفصول السنة كلها، فتبدو "كتلة" تحمل ما هب ودب من الحطام، ولا يبدو لها شكلاً هو لعربة الزبال من دولابين وبرميلين ومكنسة ومجرفة!
شعار الزبال في تعامله مع عربة الزبالة هو "الحاجة ام الاختراع" في المقدمة يلتقط علبة كرتون ضخمة وفارغة ويضعها مستوعباً مقدمة لعربته، كأنها "سترة الريح" مثلاً في دبابات جيش اسرائيل، او يضع على جوانبها "معلقات" من أكياس القمامة الكبيرة، بما يذكّر بصفائح حماية المدرعات والدبابات من صواريخ مضادة للدروع.
أحياناً، تعلو أكوام الزبالة على طول قامة الزبال، فيميل بنظره جانبياً ليرى طريقه الى "حاوية" حديدية في طرف الشارع، يُفرغ فيها حمولته من القمامة، وتأتي سيارة جمع القمامة لتحمل حمولة زبالة الحاويات.
كان لبلدية رام الله نظام قديم هو بمثابة صناديق حديدية خفيفة معلقة على الاعمدة لجمع ما يمكن من المهملات والزبالة الخفيفة. لم تعد طاقة هذا النظام تحتمل او تستوعب. هكذا، صار للبلدية نظام جديد هو صناديق من الخشب في جوفها برميل مضلّع من المعدن، لأن شكل الصناديق هو شكل زهرة اللوتس .. وهذا، بدوره، لم يعد يتحمل تخمة من قاذورات متنوعة. الآن، صار على المحلات أن تسلم قمامتها في أكياس او صناديق كرتون في ساعات معينة، لتحملها سيارات القمامة الكبيرة.
يبدو أن نظام مواقف السيارات مسبقة الدفع ينجح قليلاً قليلاً، لكن نظام جمع فوارغ علب الكرتون لإعادة تدويرها لا ينجح جيداً، بالرغم من صناديق عملاقة خاصة بجمع صناديق الكرتون.
شوارع مدينة رام الله ذات مستويين من الوساخة. المستوى الاول لمركز المدينة، حيث يعمل الزبالون بالتناوب على مدار الساعة لرفع قمامة الشوارع، وأمّا في المستوى الثاني للشوارع الجانبية الأخرى، فإن القمامة قليلة وفوارغ المشروبات قليلة، والشغل صباحي فقط.
ما أريد قوله هو بسيط وحقيقي: إن بطل المدينة هو عامل النظافة أي الزبال، الذي يشقى ويتعب في الأعياد والتظاهرات والمسيرات التي تخلّف كثيراً من المهملات والزبالة، تجعل صور عربة الزبالة عجيبة غريبة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا لها من عربة يا لها من عربة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon