توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما قاله السيسي وما قلته له!

  مصر اليوم -

ما قاله السيسي وما قلته له

حسن البطل

كان ناصر يوزباشي في الجيش (رائد أو مقدم) أما السيسي فهو كان قائد الجيش (مشير) وهذا وذاك صارا الرئيس الأول لمصر الجمهورية، والرئيس الرابع لها.
عندما كان ناصر رئيساً هناك من رأى فيه "صلاح الدين الثاني"، وعندما صار السيسي رئيساً هناك من توسّم فيه "عبد الناصر الثاني" .. ولكل زمن دولة ورجال.
لكن، بعد ثورة التصحيح التي قادها المشير السيسي، كتبت في هذا المكان: عليه أن يكون، أولاً، بانياً آخر للنهضة المصرية، أي مثل محمد علي باشا، قبل أن يصير ناصراً آخر، أو صلاح الدين الثاني؟!
تعرفون ما قاله الرسول العربي: "في مصر خير أجناد الأرض" والجيش المصري، في صخب هذا "الربيع العربي" هو عماد مصر الذي لم ينشق، خلاف معظم وباقي الجيوش العربية في العراق وسورية واليمن وليبيا .. وحتى لبنان!
لماذا اصطدم الرئيس الأول والرئيس الرابع مع "الاخوان"؟ ربما لأن الاخوان اصطدموا مع الروح المصرية، بمعنى من هو اولاً: مصر المصرية أم مصر الاسلامية، علماً أن شعب مصر أكثر شعوب الأرض تديناً (يليه الإيرانيون ثم الأميركيون).
قائد جيش مصر، ثم رئيسها الجمهوري الرابع، أو رئيس "الجمهورية المصرية الثانية" اصغر مني عمراً، وبالتأكيد أعلى مني بكثير جداً مسؤولية وشأناً ودوراً.
باللهجة المصرية الدارجة، ركز الرئيس على شجب "الإسلام السياسي" .. وشدّد على تصويب الخطاب الديني .. فتذكرت مطالبات مفكرين مصريين وعرب للرئيس ناصر، في ذروة سطوته ومجده، بقيادة "ثورة كمالية" في إصلاح اللغة العربية؛ وكذلك، وبالذات بإعادة "كتابة التاريخ العربي". ناصر لم يفعل لا هذا ولا ذاك.
السؤال الذي رفعت يدي لمحاولة مقاربته، بعد كلمة الرئيس هو دور مصر في رئاسة السيسي بإعادة كتابة التاريخ العربي. ساعة ودقائق امتلأت بمداخلات أخذت ثلثي الوقت.
"على الواقف" صافحت الرئيس السيسي (ولم أصافح سوى الرئيس عرفات والرئيس عباس)، كما غيري، وقلت له موجزاً من مفاصل التاريخ العربي، ودوره في إعادة كتابته:
١- كان التاريخ العربي، قبل الإسلام وبعده بقليل هو تاريخ القبائل والعشائر (والشعراء طبعاً في المعلقات) .. وقليلاً تاريخ الخلفاء الراشدين الأربعة.
٢ - كان التاريخ العربي، بُعيد الإسلام والامبراطورية الإسلامية - العربية هو تاريخ الخلفاء وصراعات المذاهب الإسلامية، والفرق الإسلامية الأصولية، والإصلاحية.
٣- صار التاريخ العربي، بعد النصف الأول من القرن ٢١ و"الربيع العربي" هو تاريخ الشعوب العربية، وانتفاضاتها من اجل الحرية والعدالة والديمقراطية .. ولو كانت فوضى انتفاضاتها انحرفت إلى صراع تناحري بين الأديان والمذاهب والفرق الإسلامية.
هذا هو ملخص ما قلته للرئيس السيسي على الواقف، بعد تعريف نفسي كفلسطيني، عايش فوز الإسلاميين في الانتخابات؛ وعاش تداعيات فوز الإسلاميين في انتخابات مصر.. مع الفارق بين فوزهم في فلسطين وفوزهم في مصر، ومكانة الوطنية الفلسطينية الناشئة من "الإسلام السياسي" ومكانتها العميقة من "روح مصر" ومحاولات التصويب في فلسطين بالحوار و"الصلحة" والتصويب في مصر بإخراجهم خارج القانون.
الفارق بين فوضى وتناحر مدمر في سورية والعراق، وفوضى خلاّقة في مصر، أن العروبة السياسية موطنها في سورية والعراق (أول الفتوحات الإسلامية، ومقر الخلافتين الإسلاميتين - العربيتين الزاهرتين)، لكن عروبة مصر هي ثقافية أولاً، وهي الدولة - الأمة العربية الوحيدة تقريباً، وفريدة دول العالم العربي .. والعالم، بل وعماد العروبة ايضاً. لو سقطت مصر تحت حكم أطول للإخوان لسقطت العروبة معها.
انتفاضة الجيش والشعب لتصحيح انتفاضة سابقة شعبية أيضاً، هي انتصار للروح المصرية الأصيلة، وكان حكم العام الواحد للإخوان نكسة خطيرة لهذه الروح المصرية.
في عرضي للنقاط الثلاث، باختصار شديد، توهمت ربما أن عيون الرئيس التمعت قليلاً في قولي له "هناك دور يبحث عن بطل" وتوهمت أن شفتي الرئيس افترتا عن ابتسامة عسكرية خفيفة، وانه شدّ على يدي قليلاً، عندما أنهيت: هذه أمانة يا سيدي الرئيس، وهي أمانة فلسطينية على كاهلك وكاهل مصر.
مفصل ثالث للتاريخ العربي يبدأ من "ربيع مصر"، وهو تاريخ الشعوب، لا القبائل ولا الخلفاء ولا المذاهب ولا التناحر .. قال الشعب في انتفاضته الثانية "مصر أولاً".

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما قاله السيسي وما قلته له ما قاله السيسي وما قلته له



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon