توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان وفلسطين.. والأصولية الجهادية؟

  مصر اليوم -

لبنان وفلسطين والأصولية الجهادية

حسن البطل

واحد "قفش" على الفيسبوك هذه المفارقة: لبنان دولة بلا رئيس، وفلسطين رئيس بلا دولة! في ظاهر الأمر أن "القفشة" هذه موفقة من حيث المفارقة.
أما الحقيقة؟ لبنان وفلسطين بلدا حرب حتى قبل حروب اهتراء هذا "الربيع العربي".
البلدان والشعبان جرّبا شكلي الحرب: أهلية ووطنية.. والآن، تتراجع الأولى لصالح الثانية، حيث هناك في لبنان ما يشبه "وحدة وطنية" تدعم الجيش في معركته مع الجهاديين الأصوليين! وفي فلسطين "وحدة وطنية" خلف مقاومة في غزة تقودها فصائل إسلامية.
كان لنا شعار إبّان الحرب الأهلية اللبنانية، وهو: "لبنان وفلسطين تظلان معاً" فهل نقول إن هذين البلدين والشعبين سيشكلان سدّاً أمام استشراء الحركات الأصولية الجهادية؟
.. وهل أن "اتفاق القاهرة" العام 1968 بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية به وجه شبه ما يتوافق وفصائل المقاومة الفلسطينية على شروط هدنة نالت موافقة مصرية. قبل كامب ديفيد وبعده فإن لمصر رؤية في الصراع مع إسرائيل.
أرى أن المسألة أبعد من مفارقات وتشابهات واختلافات، إذ إنه في لبنان بالذات طوت م.ت.ف صفحة الحروب العربية ـ الفلسطينية.
الأهم من هذا، أنها تعلّمت في لبنان إدارة الصراع السياسي مستفيدة من مفارقات ديمقراطية عربية فريدة، حتى لو كانت طوائفية؛ وتعلمت في فلسطين إدارة صراع إرادات سياسي، مستفيدة من مفارقات ما يراه العالم (غير ما نرى نحن) ديمقراطية يهودية فريدة في المنطقة، لكنها، مع ذلك، آخر قوة احتلال من جانب دولة وجيش لشعب يطلب حق تقرير المصير.
بماذا يشترك اللبنانيون والفلسطينيون؟ أولاً في لسانهم "الفالت" في نقدهم لأساسيات الكيان اللبناني، كما لموضوعة الكيان الدولاني الفلسطيني.
بماذا يشترك النظام اللبناني والنظام الفلسطيني؟ ربما بدرجات مختلفة من الديمقراطية تبعاً لاختلافات تشكيل الشعبين، التي تتمظهر، مثلاً، بالأزمات الوزارية والسياسية ذات الاشتراكات الإقليمية والدولية، ومنها مفارقة ماثلة: لبنان دولة بلا رئيس، وفلسطين رئيس دولة بلا دولة. لم يقاوم أي شعب كما قاوم اللبنانيون والفلسطينيون الاحتلال الإسرائيلي.
للمقارنة، إذا نظرنا للأحوال الجارية لدول عربية تعاني حروباً طوائفية وعرقية ودينية، سنرى أنها كان ذات نظم استبدادية (العراق، سورية، ليبيا، اليمن) والشعب هناك كان يخاف النظام وسطوته الأمنية ويعاني قمعه.
في المقابل، الفلسطينيون واللبنانيون لا يخافون نظامهم، ولا يكفّون عن نقد سلبياته، بل أساسياته: هل الكيان اللبناني أزلي؟ هل من ضرورة لكيان فلسطيني؟
تجري في لبنان وفلسطين انتخابات، ويتم احترام نتائجها، خلافاً مثلاً لما جرى في الجزائر بعد فوز الإسلاميين في انتخابات 1991 (السخافة: في آخر انتخابات عراقية فاز صدام حسين بنسبة 100%)؟
صحيح أن لبنان أكثر تنوعاً في شعبه طوائفياً من شعب فلسطين، لكن لم يحصل أن قبل نظام عربي بفوز الإسلاميين في انتخابات كما جرى في فلسطين 2006. برلمان لبنان أكثر تنوعاً من برلمان فلسطين.
مهما قيل في نقد م.ت.ف فصائلياً ووطنياً، لكنها كانت تجربة فريدة في حركات التحرر الوطني، من حيث ممارسة ديمقراطية معينة، في إطار "وحدة وطنية" خضعت لاهتزازات سبقت الامتحان القاسي بعد الانشقاق الإسلاموي في غزة.
إن تعدد مشارب واتجاهات الرأي في الشعبين اللبناني والفلسطيني أمر صحي، حتى لو كان الخلاف اللبناني، قبل ثورات "الربيع العربي" عميقاً حتى التشكيك بالكيان، والخلاف الفلسطيني أساسيا حتى لو كان حول التشكيك بالدولة الوطنية، أو بجدوى المقاومة المسلحة إلى المقاومة الشعبية.. أو بجمع هذه إلى تلك إلى المقاومة السياسية.
المفارقة بين لبنان وفلسطين أن للشعب اللبناني، على تعدد طوائفه، ما يشبه "ثقافة حياة" تجمعه رغم خلافاته الطوائفية، لكن الشعب الفلسطيني أكثر انسجاماً، دون أن تتكون لديه، حتى الآن، "ثقافة حياة" تتعدى واقعه الصعب في أنه يخوض "معركة وجود".
أيضاً، أخذ "حزب الله" يفقد شيئاً من اعتباره كحزب احتكر وانتصر في معركة تحرير لبنان من الاحتلال، إلى حزب طائفة، لكنه يقف الآن داعماً للجيش اللبناني، كما معارضيه من الطوائف الأخرى، لكن في فلسطين لا يحتكر فصيل بذاته المقاومة للاحتلال (الانتفاضة الثانية).
الآن، تستعيد حماس شيئاً من اعتبارها مقاومة وطنية، ولو كانت إسلامية الاتجاه، بعد أن فقدت شيئاً من اعتبارها كحركة فائزة في انتخابات ديمقراطية.. والمطلوب هو أن تكون معارضة في إطار م.ت.ف.
معركة عرسال في جرود البقاع بين الجيش والأصوليين هي ثاني معركة يخوضها الجيش مدعوماً من الشعب وطوائفه بعد أهم معركة خاضها منذ تأسيسه، وكانت ضد "فتح ـ الإسلام" المشبوهة في مخيم نهر البارد، حيث وقفت الفصائل الفلسطينية بعيدة عن الانخراط فيها، والآن، تقف القوى والطوائف والأحزاب اللبنانية خلف جيشها في مواجهة الأصوليين الذين يهددون آخر ديمقراطية عربية في لبنان.
سبق للبنان أن تجاوز "معمودية" الحرب الأهلية دون أن ينقسم، وتجاوز "معمودية" الحرب الأهلية، ثم انقسم حول حزب الله.
في الخلاصة: لا يبدو أن لنجاحات الحركات الأصولية الجهادية في غير بلد عربي نصيباً في لبنان وفلسطين لأسباب ذكرتها، وأخرى غابت عن فطنتي.
لعلّ المفارقة اللطيفة بين لبنان وفلسطين هي أن الأولى شهدت رؤساء جمهوريات في الملمات كانوا قادة جيش (فؤاد شهاب، إميل لحود، ميشال سليمان) لكن لفلسطين رئيسا مدنيا لدولة ـ بلا دولة بعد رئيس منظمة كان قائداً مؤسساً للكفاح الفلسطيني.
هل فلسطين ولبنان سيشكلان سداً أمام امتداد الحركات الأصولية الجهادية المجنونة؟ هذا هو سؤال كبير.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان وفلسطين والأصولية الجهادية لبنان وفلسطين والأصولية الجهادية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon