توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كان نائماً عندما قتل قابيلُ هابيل !

  مصر اليوم -

كان نائماً عندما قتل قابيلُ هابيل

حسن البطل


لمرّة ثالثة، تحلّ الكاتبة، ضيفاً على عمودي. ربما أحبّ إضافة نسوية ثالثة للسيدتين: ريما نزال، وهيفاء عبد الهادي.
ح. ب
***
بقلم: امتياز دياب

نام عماد أبو صالح أثناء اندلاع الثورة، واختبأ من الجماهير التي ركضت لكي تلتهم الحرية «لكن الحرية عصفور يرتعب ويطير عالياً، لئلا تمسك به كل هذه الأيدي لتلتهمه كل هذه الأفواه الجائعة».
عماد أبو صالح يكشف الحجاب، كما يقول العامة، أو مكشوف عنه الحجاب، كما يقولون عن الذين مسّهم حبّ الله.
يراقب عماد أبو صالح، الملاك آدم، ويراه وهو يترك الجنة، لأجلها لأجل حواء.. ويتحول من ملاك إلى مغوار، رحالة، مكتشف، متمرد، لأجل المرأة حواء؛ حواء هي السبب، وراء هذا الوجود، لولا غوايتها لآدم لما كان الكون، لبقي آدم قانعاً بالحور يتجوّلن كالفراشات. إن عشقه لحواء أنجب الكون، من يومها وهو يغدق عليها الهدايا الثمينة، واكتشافاته التي قام بها ليرضيها، حواء، هذه المرأة الصعبة الملكة، أهداها القمر والنجوم المتلألئة، وأهدته هي نسله واسمه وخلوده، تماماً مثل خلود الملاك.
منذ أن عرفها وهو يرى الدنيا بطريقة أُخرى، ويعد الاكتشاف تلو الاكتشاف ليرضيها. رأى الشجرة وحملها ليضعها في ظلها، لكنه خاف عليها من تعليق حبل وقال لها حذار «كل شجرة إغراء بمشنقة»!
عماد أبو صالح، المكشوف عنه الحجاب، يمدح لحواء البصلة «من وحي شوقه للطبخ يوماً». تمتلئ عيناه بالدموع لكنه ليس مثل «الناس لا يطيقون رائحتك، لأنها كريهة كالحقيقة».
الكل يبحث عن الحقيقة. الجميع يسعى بحثاً عن الحقيقة، لكن الحقيقة ما هي إلاّ رائحة لن يطيقها أحد منكم، ولن يحبّها أحد منكم، وستهربون منها لو التقيتم بها.
تماماً مثلما نعتقد أن الحقيقة مثلها مثل الخطأ، فنحن نعتبره أفضل من الصواب، البريء النظيف المعقم، بينما يثبت لنا عماد أبو صالح أن الخطأ هو الحق والصواب، وعكس الخطأ لا دليل على وجوده في هذه الحياة، والمخطئ هو تماماً مثل البصلة رائحته هي الحقيقة.
البريء هو الأعمى. هو الآلة عديمة الشعور والمشاعر ومحدود التجربة.
كما يرى عماد أبو صالح في الثائر شبهاً مع الديكتاتور، إلى كل طفل يحلم أن يكون بطلاً.
«تعلّم منه
لتثور ضده
بنفس طريقته
حين يصبح
ديكتاتور المستقبل»
عماد أبو صالح، الذي يدعي أنه كان نائماً عندما قامت الثورة، هو أكثرنا صحوة، وأكثرنا غضباً وأكثرنا اكتشافاً.. وكيف لا؟ فهو يعمل على الكشف منذ اختار قلبه حواء التي ترك الجنة لأجلها، هو الذي اكتشف الألم، والخوف، والشك.
أكان عماد أبو صالح نائماً عندما قامت الثورة؟
أكان نائماً عندما رأى قابيل يقتل هابيل؟ والحادثة الأزلية التي طعنت البراءة.
أكان نائماً عندما اختار آدم طريق الحبّ ـ الخطأ الذي يصفه بحجارة «تبطئ المشي» لا أكثر لكي نتمهل ونتروّى ونرى خطى أقدامنا».
أكان نائماً عندما أمسك بالبصلة حين قامت الثورة، وكان يقشرها: طبقة وراء طبقة حتى وصل إلى «جوهر الوجود»؟
أكان نائماً عندما سارت الثورة على مسامعه «تشيع جنازة الحرية»؟
أكان نائماً عندما قاوم إطفاء النار التي «أكلت أغلى ذكرياته»؟
كان هذا النائم يرى من ثقب بابه كل التفاصيل التي حدثت وهو «غائب حاضر».
تقمّص عماد أبو صالح شخصيات عدة، لكي يسجل لنا التفاصيل «التي يراها ذلك المتشرد» الذي سرقوا منه نعمة العراء.
تقمص عماد أبو صالح شخصية «شيمبورسكا» «أمّه وحبيبته ودليلته في الشعر، التي لفتت له نظره لأهمية التنزّه في المزبلة «ليدرك روعة الوردة».
وكان في حضرة لوركا عندما دافع عنه ونفى علاقة لوركا بالثوّار: «إنه، أساساً يخاف البطولات والأبطال ـ إنه مجرد شاعر ـ لكنهم أخرسوه برصاصة».
 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان نائماً عندما قتل قابيلُ هابيل كان نائماً عندما قتل قابيلُ هابيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon