توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديكتاتورية الجغرافيـ(ات) الثلاث

  مصر اليوم -

ديكتاتورية الجغرافيـات الثلاث

حسن البطل

مثل فروة جلد النمر (مثل القط!) تبدو الجغرافيا الفلسطينية في كارتوغرافيا (خرائط صمّاء) الأرض التاريخية لفلسطين. لماذا مثل فروة جلد القط؟ لأن إسرائيلياً قال، بعد أوسلو: لنحوّل «م.ت.ف» من نمر متجول إلى قط أليف!
لم تحلَّ جغرافية جلد القط، إلا جزئياً، الشتات الديموغرافي للشعب الفلسطيني، من بعد الثورة والمنظمة جاء شتات آخر، ومعه ظاهرة «الدولة ضمن الدولة» أي الديموغرافيا الشتاتية الفلسطينية تمركزت خاصة في لبنان، إلى أن بعثرها الغزو الاسرائيلي إلى شتات آخر، ديموغرافي وجغرافي، فإلى هذه الأوسلو (أ. ب. ج) التي هي تحويل النمر إلى قط أليف؟
في المرحلة اللبنانية من الشتات الديموغرافي، اشتكى الفلسطينيون من «ديكتاتورية الجغرافيا» وكانوا يقصدون سورية، التي تحيط بلبنان من جهاته الثلاث، وكانت الشكوى مرّة خصوصاً بعد عزل مصر عربياً جرّاء سلام كامب ديفيد، وانضمام المنظمة، بفعل ديكتاتورية الجغرافيا، إلى محور «جبهة الصمود والتصدي» المناوئة لمصر .. إلى خروج طرابلس الفلسطيني الثاني.
يشتكون الآن، في مرحلة ما بعد أوسلو وما أدت إليه الى «جغرافية جلد القط» من أن المسألة الفلسطينية لم تعد القضية المركزية للعالم العربي.
كان شاعرنا يحلم بـ «حلم مسيّج بالمدى المفتوح» وقت الشكوى من الشتات الديموغرافي وديكتاتورية الجغرافيا السورية، ربما لأن لحرب ١٩٦٧ و١٩٧٣ نتائجها الجغرافية على حلم التحرير القومي الشامل ثم تحرير الارض العربية المحتلة.
صدى حلم الشاعر الفلسطيني كان كصدى حلم «شرق اوسط جديد» للسيد شمعون بيريس. الحلمان تبددا، علماً أن احتلال العام ١٩٦٧ خلط الديموغرافيا الفلسطينية في أرض فلسطين، بينما القطرانية العربية، الخائفة من تفعيل ديموغرافية الشتات في إطار الثورة «المنظمة» لم تحقق الحلم القومي الفلسطيني «دعوا شعبي يمرّ» وهو شعار الأميركية اليهودية ضد قيود الهجرة السوفياتية السابقة إلى إسرائيل.
تغيرت الأمور بعد سلام كامب ديفيد، ثم اتفاقية اوسلو، ثم سلام وادي عربة، لجهة علاقة إسرائيل بمصر والأردن، ولكن ذيول الانتفاضة الأولى غيرّت علاقة إسرائيل بـ «خلط» الديموغرافيا الفلسطينية في أرض فلسطين.
تغيرت، على نحو أكبر، في علاقة الجغرافيا الفلسطينية بإسرائيل بعد الانتفاضة الثانية، وتمادي الاستيطان، وبناء جدار الفصل، الذي «خربط» مع الاستيطان حدود / خطوط الجغرافيا الفلسطينية لدولة في حدود الخط الأخضر.
على رغم معاهدتي السلام بين اسرائيل وكلاً من مصر والأردن، فقد بنت اسرائيل جداراً جغرافياً - أمنياً مع مصر المتسالمة معها، ثم مع لبنان غير المتسالم، وبالطبع وبشكل خاص مع غزة .. والآن سوف تباشر بجدار مع الأردن، ويقول نتنياهو أن جدراناً ستبنى لتحيط حتى بالمستوطنات خارج جدار الفصل!
بالنسبة للديموغرافيا الفلسطينية التي هي، في الأصل (وجود ٣ر١ مليون فلسطيني فيها) ثم بعد فشل أوسلو، رفع إسرائيليون شعار «نحن هنا وهم هناك» علماً أن الديموغرافيا الفلسطينية هي نحن هنا وهناك، واليهودية، بفعل (أ. ب. ج) هي كذلك.
تتعامل اسرائيل مع الديموغرافيا الفلسطينية على أنها مجزأة بين الضفة وغزة (رغم ما ورد في أوسلو) وبالتالي مع الجغرافيا السلطوية الفلسطينية، وبخاصة بعد انسحابها من قطاع غزة لتجزئة الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية.
زاد الأمر سوءاً بعد سيطرة «حماس» على قطاع غزة، الذي صار معزولاً ديموغرافياً عن الضفة، ومعزولاً عن اسرائيل .. وأخيراً معزولاً عن مصر.
نحن نقول عن العلاقة الفلسطينية - الأردنية أنها علاقة أسروية، ونقول عن علاقتنا بمصر أنها كعلاقة الشقيقة الكبرى للصغرى.
لكن للأردن سياسته الديموغرافية - الأمنية مع الضفة، وكذا مع إسرائيل. وهكذا فإن جغرافية السلطة الأوسلوية صارت تخضع لنوع من ديكتاتورية الجغرافيات الثلاث: مع إسرائيل لأسباب (أ. ب. ج)، ومع الأردن لأسباب (بطاقة الجسور: خضراء، صفراء، زرقاء) ومع مصر لأسباب أمن سيناء.
في زمن ديكتاتورية الجغرافيا السورية على الثورة الفلسطينية في لبنان، كان مطار دمشق هو الوحيد المتاح لربط الديموغرافيا الفلسطينية. الآن صار مطار عمان بعد عبور الجسر (وفق ألوان بطاقات الجسور) وطويت صفحة مطار غزة، ولم يعد مطار اللد - بن غوريون متاحاً لسفر الفلسطينيين الى العالم.
يعني؟ فلسطين السلطوية صارت أشبه بجزيرة برية بلا مطار ولا ميناء، ولا احتمال وارد في الوضع الحالي لمدرج فلسطيني في مطار اللد، او رصيف فلسطيني في ميناء حيفا (أو أسدود)، ومع معبر وحيد أمام غزة يخضع لديكتاتورية أمن مصر، وآخر وحيد أمام الضفة يخضع لديكتاتورية أمن اسرائيل، وإلى حدّ ما إلى لون بطاقات الجسور الأردنية.
ومع «الانتفاضة» الجارية تهدّد اسرائيل بإقامة حواجز تقطع العلاقة بين «الجزر» السلطوية الفلسطينية.
***
تعقيباً على عمود ٢١ الجاري، المعنون: «أم الحيران تختصر القصة»:

نتفقد مكان رؤوسنا؟
Abdallah A Shararah : لك أسلوبك السلس في طرح الصعب من الأمور الجلل والمصيرية، والتي تدعونا لتفقد مكان رؤوسنا، ودقة المعلومة والمرجعية. فهل يعلم ذوو الأمر من شعبنا بما تكتب؟ أو حتى غيرهم من ذوي العلاقة؟
اليوم كتبت في دفتر تشريفات متحف محمود درويش، وكنت بصحبة اثنين من المعارف الطليان: «أنت لنا ولك الله يا محمود». فرد درويش من على الجدار المجاور: «نتلو كلمات الشكر في الليل وفي الفجر فقد يسمعنا الغيب فيوحي لفتى منا .. بسطر من نشيد الأبدية».
Nahed Dirbas (حيفا) : رائع وشامل كالعادة. تحياتي حسن البطل.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديكتاتورية الجغرافيـات الثلاث ديكتاتورية الجغرافيـات الثلاث



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon