توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجسير بين حدود مؤقتة وحدود دائمة!

  مصر اليوم -

تجسير بين حدود مؤقتة وحدود دائمة

حـسـن الـبـطـل


هل غمطتُ الموقع الأوسلوي ليوسي بيلين في عمود الأمس المعنون "الأسلوي الأخير يذهب إلى الحرب" عن خطة أبو مازن، ثلاثية المراحل والخطوات، لإنجاز دولة فلسطينية رسمية؟
لعلّ في الطرف الإسرائيلي "أوسلوي أخير" هو يوسي بيلين، وهو المهندس الإسرائيلي التنفيذي لأوسلو، ونائب وزير الخارجية، وقتها عن حزب "العمل".
في مقالته، قبل الأخيرة، يوم 28/9/2014 يعترف بيلين أن أوسلو خدمت اليمين الإسرائيلي. ليس أدلّ على هذا الاستنتاج من خروج حزب "العمل" من قيادة الدولة منذ العام 2001، وإعلان زعيم الحزب، آنذاك، ايهود باراك أنه "كشف الوجه الحقيقي لعرفات" بوصفه "لا شريك"!
استعار زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، وصف باراك لعرفات، واستلبسه على عباس، علماً أنه عارض أوسلو وقاد التحريض الغوغائي على رابين الذي أسفر عن أول اغتيال لرئيس حكومة في إسرائيل.
بعد خسارة باراك لصالح شارون 2001، زعيم الليكود ولاحقاً مؤسس "كاديما" انشق مهندس أوسلو الإسرائيلي وأسّس حزب "شاحار" لليسار الجديد، ثم انضم إلى حزب "شينوي" اليساري، أحد الأحزاب التي شكلت حزب "ميرتس" الحالي ("راتس"، "مبام"، "شينوي").. وفي الأخير اعتزل الحياة السياسية عام 2008.
منذ اعتزاله يكتب مقالات سياسية، وغالباً في صحيفة "إسرائيل اليوم" المجانية الموالية لنتنياهو، ولا ينفكّ فيها عن الضرب على فكرته: دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، تجري بعدها مفاوضات لحدود دائمة.
سنجد تقاطعات مع فكرة الدولة المؤقتة في اعتراف نتنياهو بخطاب جامعة بار ـ إيلان بمبدأ "الحل بدولتين" الذي اختفى وغاب عن خطابه ـ الردّ على خطاب أبو مازن في الجمعية العامة "دقّت ساعة استقلال فلسطين".
كان خطاب بار ـ إيلان مناورة لامتصاص خطابي أوباما في تركيا ومصر مطلع ولايته الأولى، علماً أن الحكومة التي يرأسها كما الحزب الذي يقود الحكومة لم تقرّ الخطاب، بل وحتى لم تناقشه أصلاً.
يبدو أن لمشروع شارون للانسحاب التام من غزة، جيشا ومستوطنات ومستوطنين، تتمة لم تكتمل في الضفة تحت عنوان "الانطواء" الذي بدأ بإخلاء أربع مستوطنات صغيرة قرب جنين. كان شارون، قبل مرضه وغيبوبته المديدة يتوخّى "إعادة تموضع" الاحتلال الإسرائيلي للضفة، بما يؤدي إلى فرض انسحاب أحادي غير كامل من الضفة.. ومن ثم التمهيد لإقامة دولة فلسطينية محصورة ومقيّدة السيادة في المنطقتين (أ) و(ب).
للتأكيد على نوايا شارون، الذي ملك الشجاعة لوصف الاحتلال باسمه خلال آخر دورة لمؤتمر هرتسيليا؛ فإن خليفته في حزب "كاديما"، الجنرال شاؤول موفاز، طرح فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة في برنامجه الانتخابي، بينما انحسرت مقاعد الحزب في الكنيست من 29 في رئاسة شارون ثم انحسرت في زعامة تسيفي ليفني إلى 19، وأخيراً إلى 6.. والآن إلى صفر".
عندما اقترح موفاز فكرته، وهي مستمدّة، عميقاً، من تطوير فكرة مناحيم بيغن لحكم ذاتي فلسطيني يشمل السكان دون الأراضي، سوى ضم (أ) و(ب) إلى دولة فلسطين مؤقتة الحدود.
في تأكيد آخر على نوايا شارون انضم نجله جلعاد إلى فكرة يوسي بيلين في مقالته قبل يومين بصحيفة "يديعوت أحرونوت" لكن مع الفارق حيث يعترف بيلين بمفاوضات لاحقة لدولة فلسطينية على حدود 1967 وتقسيم القدس، ومبادلات جغرافية متبادلة.
أمّا موفاز فيرى أن دولة فلسطينية مؤقتة يمكن أن تمتد، لاحقاً، إلى 80% من مساحة الضفة الغربية، في حين يحيل جلعاد مسألة الحدود الدائمة إلى بحث في المستقبل البعيد على منوال: سيقترح الفلسطينيون ونحن سنرفض!
ما هي تعاليل جلعاد؟ يقول إن إسرائيل أمامها ثلاث مشكلات:
1ـ لا يمكن الوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
2ـ دولة مشتركة غير واردة. هذا انتحار.
3ـ محظور على إسرائيل أن تتورط مع العالم (الذي يطالب بإقامة دولة فلسطينية).
في مجمل مشاريع الدولة المؤقتة ستكون حدودها غير محدّدة و"مائعة" وترتبط أجزاؤها بجسور وأنفاق. أمّا في مقترح أبو مازن فإن الحدود النهائية وترسيمها على أساس خطوط 1967 خلال 9 شهور ستليها مفاوضات حول الانسحاب الإسرائيلي خلال 3 سنوات مرشحة لتصبح خمس سنوات.
السؤال: لو ربطت إسرائيل بين مقترح دولة فلسطينية مؤقتة ومطلب دولة سيادية ذات حدود نهائية خلال ثلاث سنوات.. هل يمكن الوصول إلى "حل وسط" تاريخي؟
قوام الحل الوسط هذا هو ضم ثلاث كتل لإسرائيل السيادية مقابل تعويض أرضي لفلسطين السيادية، وتخيير المستوطنين خارج الجدار الفاصل بين الجلاء أو الخضوع للسيادة الفلسطينية، وهم حوالي 100 ـ 180 ألف مستوطن قد يختار نصفهم مثلاً "إخلاء ـ تعويض"!
يبدو أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية على حدود 1967 وإعادة ترسيمها، هو الذي قد يدفع إسرائيل مرغمة لتطوير فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة، وتحديد أجل زمني لدولة ذات حدود دائمة تكون منزوعة السلاح وسيادية فعلاً.
من مفاوضة إسرائيل إلى مفاوضة العالم ليفاوض إسرائيل.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجسير بين حدود مؤقتة وحدود دائمة تجسير بين حدود مؤقتة وحدود دائمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon