توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين «لا يمكننا» أو «لا نريد» ؟

  مصر اليوم -

بين «لا يمكننا» أو «لا نريد»

حسن البطل

العنوان أعلاه مقتبس من تعقيب كارمي غيلون، أحد رؤساء سابقين لجهاز (شين بيت ـ شاباك)، حول مسألة من مسألتين مثارتين في إسرائيل: الإرهاب اليهودي للمستوطنين، حاملاً شعار «شارة ثمن» وعبوره «الخط الأخضر» غرباً. الثانية حول شرعنة قانون «يهودية إسرائيل» وهو مطلب رئيس وزرائهم من حكومته وائتلافه، وخلاف الوزراء حول صياغات تشريعية. بين المسألتين علاقة النتيجة بالسبب (أو السبب بالنتيجة)، وحسب الوزير الليكودي الموتور جلعاد اردان: «علينا أن نطلب يهودية الدولة من أنفسنا قبل أن نطلبها من الآخرين». لاحظوا أن معظم قادة «شين بيت» السابقين، وهو جهاز مختص بـ «الارهاب الفلسطيني» يطالبون بضبط «فتيان التلال»، بينما تحث الوزيرة تسفي ليفني على وصف نشاطهم تحت شعار «شارة ثمن» على أنه «ارهاب يهودي». الحقيقة أن كارمي غيلون قال: إن معنى كلمة «لا يمكننا» هو «لا نريد».. لماذا؟، كان في كنيست إسرائيلي ما نائب عنصري واحد، هو الحاخام مائير كهانا، وصار فيه 12 نائباً من حزب «البيت اليهودي» يدعمهم ثلث نواب حزب الليكود.. وهؤلاء، دون مصادفة، هم أشد الداعمين لقوننة «يهودية إسرائيل». استجاب كيري لمطلب اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل، فنال منها الثناء. لكن عندما حذّرها من أن فشل حل الدولتين سيجعلها في النتيجة دولة «فصل عنصري» قال فيها أشدّ الهجاء.. فأرخى ذنبه بين قائمتيه! أيضاً، شجبت إسرائيل ما ورد بخصوصها، للمرة الأولى، في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية، حول استفحال الارهاب اليهودي ضد الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر. ينسى الكثيرون أنه قبل عشرين سنة، أي بعد أوسلو تم تعريف إسرائيل لنفسها «دولة يهودية ديمقراطية» ولكنها، بعد عشرين سنة، طلبت من الفلسطينيين الاعتراض بتعريفها لنفسها، فرفضوا رفضاً باتاً قاطعاً. علّل الفلسطينيون أسباب رفضهم، وهي تتعدى حتى تعليل المؤرخ الإسرائيلي زئيف سترنهيل بأن معنى الطلب هو اعتراف الفلسطينيين بهزيمتهم التاريخية والثقافية تمهيداً لهزيمتهم السياسية بالاعتراف بفشل الحل بدولتين لا دولة فلسطينية.. ودولة إسرائيل للشعب اليهودي! في تعليل نتنياهو لطلب إقرار مكانة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، جاء أن هذا يعني «الاعتراف بالصلة العميقة القائمة بين الشعب اليهودي وأرض إسرائيل» أي نفي الصلة الأكثر عمقاً بين الشعب الفلسطيني وأرض فلسطين. المعنى؟ مستوطنات «معاليه أدوميم» و»أريئيل» و»غوش عتصيون» أغلى على غلاة يهود إسرائيل من مدن : حيفا ويافا وعكا على الفلسطينيين. مقبول عودة يهودية إلى «يهودا والسامرة» بعد ألفي عام، ومحظور عودة فلسطينية إلى حيفا ويافا بعد 66 عاماً. بل عودة الفلسطينيين في إسرائيل إلى بعض قراهم المهجّرة والمدمّرة! تعود أعمال «شارة ثمن» إلى غلاة «فتيان التلال» وهؤلاء إلى شعار المستوطنين : «هذه أرضنا ـ زو أرتسينو».. وبعد ارهابهم إلى تقديسهم لمجزرة باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي، ومن قبل إلى مجزرة «عيون قارة» (ريشون لتسيون) ضد عمال من غزة يعملون في إسرائيل التي اقترفها الجندي عامي بوبر، ومن بعد إلى مجزرة اقترفها الجندي عيدان ناتان زادة في مدينة شفاعمرو، عندما أطلق الرصاص في الباص على ركابه الفلسطينيين. في حالتي باروخ غولدشتاين وناتان زادة لاقا حتفيهما بنعال وأيدي الفلسطينيين العارية، في ممارسة مشروعة للدفاع عن النفس، لكن المدافعين يخضعون لمحاكمة «قانونية» بتهمة قتل القاتل! إن محاولة الدمج بين «الدولة القومية للشعب اليهودي» وبين «الصلة العميقة بين الشعب اليهودي وأرض إسرائيل» هي ما يفسّر وجود قانونين إسرائيليين في الضفة يسريان على الفلسطينيين بالاحتلال والاستيطان، و»محاربة الارهاب» وعلى المستوطنين بوصف ارهابهم بأنه مجرد «أعشاب ضارّة» واختراقات «خارج القانون» دون محاولة جدية لمحاكمتهم : «لا يمكننا» مكانها «لا نريد»؟ تدعي إسرائيل بأن الفلسطينيين فيها هم مواطنون في إسرائيل، لكن تحظر عليهم تطبيق مواطنيتهم وإحقاق «حق العودة» الخاص بهم إلى ما بقي قائماً من القرى المدمّرة والمهجّرة، وأيضاً ترفض أي ربط أو مقارنة بين «المحرقة» النازية وبين «النكبة» الفلسطينية. هناك في الائتلاف الحاكم الإسرائيلي أحزاب ونواب وشخصيات لا تعترف بأوسلو ولا بالشعب الفلسطيني، ولا بحقه في دولة خاصة، لكن إن حاول الفلسطينيون إنهاء خلافاتهم، فهذا يعني أنهم غير مقبولين من إسرائيل في شروط السلام كما تضعها هي! مسألة يهودية إسرائيل كانت في عقل نتنياهو قبل جولة المفاوضات الأخيرة، عندما مال على أذن الحاخام عوفاديا يوسف قائلاً : البعض اليساري في إسرائيل لا يفهم معنى أن يكون اليهودي يهودياً .. هذا احتلال يهودي للصهيونية والإسرائيلية! لا فرق بين دعاة أصولية إسلامية يرون أن من يخالفهم في عقيدتهم هم «أهل ذمة» وبين أصولية يهودية ترى أن دولة إسرائيل هي للشعب، شعب واحد فقط هو الشعب اليهودي. حسن البطل

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين «لا يمكننا» أو «لا نريد» بين «لا يمكننا» أو «لا نريد»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon