توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«لا تذكروا من بعدنا إلاّ الحياة»

  مصر اليوم -

«لا تذكروا من بعدنا إلاّ الحياة»

حسن البطل

 

خلينا نبتعد عن «دوشة» مجلس الأمن والجنائية الدولية، وحتى عن الحنين إلى الزمن الثوري الفلسطيني، وحنين البعض العربي إلى زمن الخلافة (العثمانية للبعض، والأموية ـ العباسية للبعض، والأندلسية للبعض.. والراشدية بالذات للبعض).
عندما صدر الدستور العثماني، حياه الشاعر إيليا أبو ماضي بقصيدة من أبياتها: «.. وكنّا نرى الأحزان ضربة لازب/ وصرنا نرى الأفراح ضربة لازم»!
أبو ماضي خاب أمله في الإصلاح العثماني، كما خابت آمال البعض بمرحلة ما بعد أوسلو والزعامة العربية، علماً أنه «ناكف» شاعرا جاهليا في قوله: «نحن قوم لا نرى في الخير لا شرّ بعده/ ولا نرى في الشرّ ضربة لازب»!
كيف السبيل إلى «منزلة بين المنزلتين»؟ الشر والخير؟ ما قبل أوسلو وما بعدها؟ الكفاح المسلح في المنفى، وبناء حياة وطنية فلسطينية في زمن ما بعد أوسلو؟
الذي قال أعلاه «لا تذكروا من بعدنا إلاّ الحياة» قال، كذلك: «ما أضيق الأرض التي لا حنين فيها إلى أحد».
على هذه الأرض الضيقة التي نبني فيها وعليها «حياة وطنية» أمكن لنا القول: «كان اسمها فلسطين.. وصار اسمها فلسطين».
إلى جانب «دوشة» مجلس الأمن والجنائية الدولية، نتذكر أننا نملك في الزمن الأوسلوي من مقومات حياة وطنية ما لم يكن لدينا في الزمن الثوري. مثلاً: فاز «مسرح نغم» بالخليل بالجائزة الكبرى لمهرجان المسرح العربي، في زمن عمّان وبيروت لم يكن لدينا مسرح حقاً، ولا مدارس للمسرح والرقص والموسيقى.
لم يكن لدينا معاهد وطنية للموسيقى، مثل معهد ادوارد سعيد، ومعهد سعيد ـ برينباوم لم يكن لدينا «ثلاثي جبران» يعزف في البلاد والعالم، وعزف مؤخراً في صالة الفلهارمونيا الفرنسية، واحدة من أهم صالات الموسيقى في العالم.
لم يكن لدينا فريق وطني لكرة القدم، فاز في تصفيات بطولة آسيا، وخرج من مباريات البطولة، ولا دوري لفرق كرة القدم، ولا ملعب واحد معشّب في البلاد.
في الزمن الثوري كان «أبو عرب» يصدح، وفي زمن ما بعد أوسلو صار لدينا «محبوب العرب». وفي الزمن الثوري كانت لدينا «سينما وثائقية» وصار لدينا أفلام روائية فلسطينية تطمح بالأوسكار!
لن أحكي عن جوانب أخرى: العلم وجواز السفر و»شركة الخطوط الجوية الفلسطينية» وما لا حصر له، ولا عن جامعة وطنية واحدة، والعديد من الجامعات، بل كيف كان الأدب وكيف صار، وكيف كان الشعر وكيف صار، وكيف كانت الرواية وكيف صارت.
على الأرض الوطنية يمكن بناء حياة وطنية جديدة، كما يمكن مقارعة الآخر بالسياسة، كما كنا نصارعه بالبنادق.
عاد صبري جريس إلى قريته الجليلية فسوطة، من إدارة ورئاسة مركز الأبحاث الفلسطيني في زمن المنفى والثورة والكفاح المسلح. أذكر في جلسة معه في نيقوسيا، وكيف قال: كم كان لدى الفلسطينيين في إسرائيل، بعد النكبة، من كفاءات، وكم صار لديهم الآن.. إلى أن تشكّلت قائمة حزبية عربية لانتخابات الكنيست، وجميع عناصرها من الكفاءات الأكاديمية!
يهود العالم بنوا في بلادنا «كوبانية» ثم مستوطنات، ثم «ييشوف» يذكّر بسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني، ثم دولة بنت «حياة إسرائيلية» نوعية.. ومن الدياسبورا (الشتات) إلى بلد يهودي.

مقارنة ما
للسلطة الفلسطينية سياسة وطنية (مختلف عليها) وسياسة عربية (مختلف عليها) وسياسة دولية (مختلف عليها)، لكنها في سياستها العامة تمارس «سياسة مسؤولة».. أما إسرائيل فإنها صارت تدير سياسة أزمات مع دول العالم لا توفر حتى الولايات المتحدة.
أزمة وقاحة مع حليفها الاستراتيجي، ومن قبل أزمة قلة كياسة مع فرنسا، وأيضاً أزمة سياسية مع السويد، أدت إلى إلغاء زيارة وزيرة خارجيتها، ثم أزمة طازجة مع نيوزيلاندا، لأنها عيّنت سفيرها في إسرائيل ممثلاً لها في فلسطين. لكن، أهم أزماتها هي مع مثقفيها نتيجة لسياستها الداخلية والخارجية. يكفي دلالة أخيرة معارضة أبرز روائييها العالميين، عاموس عوز، لسياستها إزاء الموضوع الفلسطيني، وغيره إزاء علاقتها بدول العالم والولايات المتحدة بخاصة، وغيرهم إزاء جنوحها لليمين المتطرف اليهودي، ومستقبل علاقتها برعاياها الفلسطينيين.
هل من الغريب أنه في كل أزمة يتحدث البعض في إسرائيل عن «خطر وجودي» يهدّد الدولة الأقوى في المنطقة!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لا تذكروا من بعدنا إلاّ الحياة» «لا تذكروا من بعدنا إلاّ الحياة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon