توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عشرون يوماً ؟

  مصر اليوم -

عشرون يوماً

حسن البطل

أكتب بثلاث أصابع مسنّدة: الإبهام والسبّابة والوسطى. غيري يكتب نقراً على المفاتيح بإصبع أو عشر. قارئ قال: أنت تكتب بـ "قفا يدك".. أي كيفما اتفق جريُ سنان القلم الناشف على الورقة. كتبت بثلاث أصابع عندما كانت البيانات المشتركة السوفياتية ـ الفلسطينية تحكي عن "مؤتمر دولي تحضره الأطراف كافة على قدم المساواة".. فإلى يومنا هذا، حيث تجري المفاوضات "على قدم المساواة"، أي يفاوض الفلسطينيون بالأصالة منذ أوسلو، بعدما فاوضوا بالوكالة في مؤتمر مدريد. عشرون عاماً أوسلوياً مرّت، والآن عشرون يوماً لتقرير مسار المفاوضات أو مصيرها.. والمقترح المطروح هو قلب "ساعة الرمل" التي أوشكت على النفاد خلال ثمانية شهور، لتعمل الساعة خلال عام.. أو خلال شهرين للاتفاق على "ترسيم الحدود"؟! هناك عدّ تصاعدي للأرقام للساعات والأيام والسنوات.. والقرون، وهناك عدّ عكسي لها. غداً ندخل العد العكسي لساعة الرمل الأوسلوية التي دامت عشرين عاماً، أو ساعة الرمل التفاوضية. كانت المفاوضات المباشرة، خلال الشهور الثمانية تجري كل أسبوع أو أسبوعين، إلى أن توقفت منذ أربعة شهور، وصارت مفاوضات للطرفين مع "الكومبرومايز" جون كيري. منذ الأول من نيسان عادت المفاوضات المباشرة بين الوفدين، وبشكل مطول وحثيث ويومي تقريباً، وبحضور مارتين انديك، السفير الأميركي السابق في إسرائيل ممثلاً لجون كيري، علماً أن عرفات طلب استبعاده من مفاوضات كامب ديفيد 2000 لانحيازه لإسرائيل، وإسرائيل طلبت إبعاده عن طاولة مفاوضات الشهور الثمانية، ليس لأنه منحاز للجانب الفلسطيني، ولكن لأن إسرائيل ترى في المفاوضات المباشرة وسيلة أنجع، بدلالة اتفاق ثنائي يتيم في إعلان المبادئ الأوسلوي؟ تبدو أزمة المفاوضات منسوبة إلى أزمة تحرير الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو. حرّرت إسرائيل الدفعات الثلاث، حسب الاتفاق الثلاثي، في مواعيدها المقررة، أو بتأخير يوم مثلاً، لكن، بدلاً من اتخاذ القرار في الدفعة الأخيرة قبل يومين أو ثلاثة من 29 آذار، لتقوم محكمتهم العليا بالتصديق عليها، بعد النظر في الاعتراضات وردّها، اختار نتنياهو اليوم الموعود للنظر في الموضوع، ليطبق مناورته الشهيرة: "إن أعطوا أخذوا، وإن لم يعطوا لن يأخذوا"! في الأول من نيسان، موعد مزاح الكذب، قررت القيادة الفلسطينية، وبالإجماع، بدء العدّ التصاعدي أو العكسي للشهر التاسع المقرر سابقاً لأمد المفاوضات. صحيح أن توقيع أوراق الانضمام لمواثيق ومعاهدات دولية كان يشبه "طلقة تحذيرية" وأن 14 طلباً من 15 تعتبر إجرائية غير ذات أهمية، خاصة.. لكن، التوقيع كان تأكيداً على أن اتفاق الشهور التسعة يتعلق بالإفراج عن الأسرى، مقابل تعهّد بعدم اللجوء إلى مؤسسات الأمم المتحدة. لم يكن برنامج السلطة الوطنية حجرا في الهواء، ولا إعلان الاستقلال 1988، ولا دولة مراقبة. بهذه الخطوة، التي شكلت مفاجأة ثالثة لإسرائيل، بعد مفاجأتي الانتفاضتين، والتصويت على عضوية دولة فلسطين مراقبة، رغم الضغط والتهديد المبطّن الأميركي؛ يبدو أن الفلسطينيين أمسكوا زمام المبادرة السياسية. دأبت إسرائيل، منذ توقيع أوسلو، على اتباع نهج الخطوات والإجراءات "أحادية الجانب" سواء بتوسيع الاستيطان، أو بالانسحاب من قطاع غزة، أو بخطة "الانطواء" التي اقترحها شارون في الضفة، ونفّذها جزئياً في منطقة جنين. ليس صحيحاً وصف إسرائيل لتوقيع وثائق دولية باعتباره إجراء "أحادي الجانب"، وليس صحيحاً كذلك أن نصف الخطوة هذه لن تتبعها خطوة أكبر أو خطوات متتالية نحو مؤسسات الأمم المتحدة الرئيسية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية. هناك، في إسرائيل، من يرى في شمول الدفعة الرابعة من الأسرى مواطنين فلسطينيين من إسرائيل، نقضاً أو تشكيكاً أو رداً على مطلب إسرائيل الاعتراف بيهوديتها، ويعني أن م.ت.ف ممثلة سياسية للشعب الفلسطيني في إسرائيل.. لكنها في الحقيقة إغلاق ملف أوسلو المفتوح، والانتقال منه إلى ملف "الحل بدولتين". منذ أول نيسان، تبدو القيادة والشعب ومعظم الفصائل (باستثناء حماس) متحدة حول موقف تفاوضي، وإن كانت غير متحدة حول المفاوضات، بينما المواقف الإسرائيلية متباينة في الرد على ما يوصف بـ "الإجراء الأحادي" الفلسطيني بإجراءات عقابية مضادة. أما الإدارة الأميركية، التي احتكرت العملية السياسية منذ توقيع إعلان المبادئ في البيت الأبيض، فهي لا تريد أن تخرج الأمور من بين يديها. يمكن أن تتوصل المفاوضات الثلاثية الحثيثة واليومية إلى صيغة تفاهم أو اتفاق على تمديد محدود للمفاوضات، لكن هذا بشروط جديدة، منها الاعتراف الإسرائيلي بأن المفاوضات تدور حول قيام دولة فلسطينية على خطوط 1967، وان القدس الشرقية تكون عاصمة للدولة الفلسطينية، وليس ضواحيها. اليوم، يبدأ العدس العكسي للأيام العشرين الأخيرة من شهر نيسان، ومن المتوقع أن يدعم القرار الوزاري العربي، بمشاركة رئيس السلطة، القرار الفلسطيني. لكن، الأهم من القرارات هو التنفيذ العملي لقرار عربي سابق بتقديم "شبكة أمان" مالية شهرية عربية لدعم موازنة السلطة، لأن إسرائيل قد تنفذ تهديدها بحجز أموال المقاصة الفلسطينية لدى إسرائيل. بعد 29 نيسان سيكون لكل حادث حديث: فلسطيني، وإسرائيلي، وأميركي. نقلاً عن "الأيام"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشرون يوماً عشرون يوماً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon