توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بدلاً من "كذبة أوّل أبريل"

  مصر اليوم -

بدلاً من كذبة أوّل أبريل

حسن البطل

عندما وصل إلياس السبعيني إلى الفقرة قبل الأخيرة، من عمود، أمس، الثلاثاء، سألني: في أي وقت تكتب؟ قلت: أكتب في عزّ الظهيرة. بين ظهيرة الثلاثاء وساعات المساء، حصلت دراما توقيع أوراق انضمام فلسطين إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية، فألغى كيري زيارته إلى المقاطعة، وصارت جولته الـ 12 عرجاء لأنها اقتصرت على مباحثات مع نتنياهو، استغرقت ثماني ساعات على جولتين. كما هو متوقع، هناك فيسبوكيون عقّبوا على الإجراء الفلسطيني: لماذا ليس إلى عموم مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة الـ 63؟ ما الذي حصل، في اجتماع مسائي للقيادة الفلسطينية، في الأول من نيسان (أبريل)؟ الرئيس لم يضرب بسيف الشرعية الدولية، لكنه أشهر السيف، أو جعل السيف معلّقاً مثل "سيف ديموقليس". في الحرب ليس كما في السياسة؛ ولو قالت العرب في الحرب: إن وضعت يدك على جراب السيف فأشهره، وإن أشهرته فاضرب به! يتيح رفع مكانة فلسطين إلى دولة ـ مراقبة في الجمعية العامة (ولاحقاً دولة كاملة العضوية في منظمة اليونسكو) انضمامها إلى جملة معاهدات واتفاقات دولية، دون حاجة إلى تصويتات.. لكن، الانضمام إلى مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة يحتاج تصويتاً. قبل أيام من جولة كيري الـ 12 ونصف الـ 13، صوت مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على جملة مشاريع قرارات فلسطينية، وكان صوت أميركا معارضاً! التوقيع الفلسطيني على وثيقة الانضمام إلى اتفاقية لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو) مثلاً، يختلف عن طلب الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية مثلاً (تقول إسرائيل إن الفلسطينيين اقترفوا، بدورهم، جرائم حرب خلال الانتفاضة الثانية). ما يقوله توقيع وثائق الانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية، إن السلطة الفلسطينية جادّة في الربط بين تنفيذ إسرائيل لإطلاق الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، وبين تعهدها بعدم اللجوء إلى الاحتكام لشرعية عضويتها في المؤسسات الدولية. إسرائيل أخلّت باتفاقية تحرير الأسرى، أو تلاعبت فيها، أو أجّلت موعدها من 29 آذار إلى الأول من نيسان. فلسطين قالت إن لا شأن لها في عنصر جديد ثنائي أميركي ـ إسرائيلي، لربط الدفعة الرابعة بتحرير الجاسوس الأميركي ـ اليهودي جوناثان بولارد (حصل على الجنسية الإسرائيلية في السجن). ربما كان كيري سيزور المقاطعة، ويلتقي عباس، وتصبح جولته هي الـ 13، لكن الإجراء الفلسطيني "المفاجئ" يشكل رفضاً لابتزاز إسرائيلي، أو لمشروع تفاهم توصّل إليه كيري مع نتنياهو لتأجيل تحرير الدفعة الرابعة، أو لتخيير إسرائيل شكل وتنفيذ مبادرة إطلاق 420 أسيراً آخر مربوطة باستئناف المفاوضات سنة، وتجميد الأنشطة الاستيطانية، بشكل عملي وغير معلن، خارج الكتل الاستيطانية، وربما لا يشمل القدس خصوصاً.. لكنه لا يشمل تنفيذ عطاءات بناء صدرت قبل ذلك؟! الرئيس الفلسطيني أدرك أن كيري سيعرض عليه تفاهماً ثنائياً أميركياً ـ إسرائيلياً حول شروط تحرير الأسرى، ويضعه أمام أمر واقع يخالف اتفاق الدفعات الأربع. كيري، بعد الخطوة الجريئة الفلسطينية، التي فاجأت الكثيرين، ألغى الشق الفلسطيني من جولته، ونصح الجانبين بضبط النفس. إسرائيل كانت بعيدة عن ضبط النفس، ورأت أن لإجراءات الانضمام الفلسطينية "نتائج خطيرة على كافة المستويات" لأنها "تتصرف كدولة مستقلة"... وهذا وذاك يعتبر "إلغاءً عملياً" فلسطينياً لاتفاق أوسلو؟ ليس صحيحاً الادعاء الإسرائيلي أن أبو مازن يرفض بذلك "الحلول الوسط لأزمات التفاوض" لأنه اقترح حلولاً وسطاً للتبادلات الجغرافية، وحلولاً وسطاً للمستوطنات خارج جدار الفصل، وقبل حلولاً أميركية سابقة لأمن إسرائيل في الأغوار، لكنه لم يقبل الاقتراحات الأميركية المعدّلة لاحقاً، التي تعني بقاء مفتوحاً لجيش الاحتلال في الأغوار، وفوق هذا قال: حق العودة لا يعني إغراق إسرائيل، بل حلّ متفق عليه حسب مبادرة السلام العربية. عجيب أن تتهم مصادر نتنياهو الرئيس الفلسطيني بإلغاء عملي لاتفاق مبادئ أوسلو، علماً أنه من كان مهندس الاتفاق من الجانب الفلسطيني، والذي وقع عليه في لقاء حديقة الزهور بالبيت الأبيض. وأما نتنياهو فقد صوّت، عندما كان نائباً، ضد اتفاق أوسلو، وانسحب من اتفاق قمة واي ريفر لتنفيذ النبضة الثالثة من انسحاب الجيش الإسرائيلي، ولم يتخذ أي إجراء لتنفيذ خطاب جامعة بارـ إيلان حول قبوله مشروع "الحل بدولتين" ورفض البدء اليومي بترسيم الحدود السياسية، أو قبول صريح لمبدأ المبادلات الأرضية، المتكافئة والمتساوية في القيمة.. وفوق كل ذلك، جرت، مع زيارة كيري لإسرائيل، إعادة طرح عطاءات لبناء 700 وحدة سكنية في مستوطنة "جيلو". كل ما في الأمر، أن القيادة الفلسطينية رفضت الابتزاز الإسرائيلي، ونكوص إسرائيل عن اتفاق تحرير الأسرى، وتلاعبها فيه، وأي صيغة تفاهم جديدة بين أميركا وإسرائيل لا علاقة للسلطة فيها. كان أبو عمار يقول: "ما كل طير يؤكل لحمه" أو يقول: لسنا في جيب أي كبير أو صغير. ما جرى في الفترة من 29 آذار إلى الأول من نيسان قد يكون لعبة عضّ أصابع، لكنه يؤكد أن أبو مازن لا يتكلم بلسانين في المفاوضات وخارجها. أمامنا شهر كامل من لعبة العضّ على الأصابع حتى نهاية نيسان. لكن في مطلع نيسان رفض الفلسطينيون قبول الكذبة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدلاً من كذبة أوّل أبريل بدلاً من كذبة أوّل أبريل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon