توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ساحة البلد

  مصر اليوم -

ساحة البلد

حسن البطل

شوية لغو في اللغة؛ وفي اللغة أن البلد قرية، أو مدينة، أو دولة؛ والدولة بلد أو بلاد، كأن تنعت الدول العربية بالبلاد العربية، أو تحلم بالعيش في "البلد الأمين"! شوية لغو في الطب؛ وفي الطب أن مركز الجسم (المدينة) هو قلبها؛ وقلبها ساحة، ميدان، تصبُّ فيه وتتفرّع منه طرق وشوارع. لمدينة رام الله (كانت قرية وصارت مدينة، ومدينة تصير حاضرة) مركز هو قلبها، وقلبها هو ساحتان، والساحتان أشبه بأُذين أو بُطين القلب، وبعض علل القلب الخلقية ثغرة تخلط الدم بين الأُذين الأيسر والأُذين الأيمن. ما بعرف إن كانت ساحة المنارة هي البُطين وساحة الساعة (كانت ساحة المهاجرين، ثم صارت ميدان ياسر عرفات) هي الأُذين. قلب المدينة خضع لعمليات تجميلية منذ هلّت حقبة السلطة. ساحة المنارة الأشهر بين الساحتين وساحات البلد، استقرت على تصميم تربض فيه "الأسود الأربعة" كناية كما يُقال عن عائلات أربع كانت قد أسّست القرية/ المدينة/ الحاضرة، منذ قرن ونصف! يبدو لي أن عملية تجميلية في الساحة الأخرى؛ المهاجرين/ الساعة/ ميدان ياسر عرفات، كانت فاشلة (هل يشفع لفشلها سارية حجرية تعلوها ماسورة يتسلّق عليها رجل، ليرفع علم البلاد)؟ لسببٍ ما، اختار مصمِّمُو ساحة الساعة لتغدو تحمل اسم ميدان عرفات، رصف الساحة بحجر أسود نافر (طوبزي) هو وشارع المعارض الذي يصبُّ فيه، وشارع آخر صغير، بدلاً من فرشها بلجاف من الإسمنت. ليش هيك عملية تجميلية فاشلة، ولا تليق باسم الرئيس المؤسّس؟ على ما يبدو اختار المصمِّم / المصمِّمُون حجراً أسود صناعياً، غير مقاوم لضغط عجلات السيارات، أو غير قوي ومتماسك من الانفراط الفيزيائي أو الكيميائي بتأثير المطر. النتيجة تذكرني بحسرة مصمِّم الأزياء الفرنسي ـ العالمي بيار كاردان، الذي تأسّف لأن غيره سبقه في اختراع سروال الجينز، الأكثر شيوعاً في السراويل، للرجال وللنساء.. والأولاد، أيضاً. جاءت موضة لتعديل سروال الجينز عن طريق "المزع" (ثغرة عند الركبتين) ثم عن طريق "الترقيع" (رقع متعمّدة شاعت بين طلبة الجامعات في العالم).. وأخيراً هذه الموضة التي هي "التبقيع" أي إزالة اللون الأسود ببقع بيضاء بواسطة مادة كيميائية. طيّب، شو علاقة هذا برصف ميدان عرفات؟ سريعاً بعد شهور من رصفه بحجر أسود صناعي، احتاج "رقعة" هنا وأخرى هناك، ثم "بقعة" بيضاء من حجر مختلف وصلب وأبيض تسد مكان ثغرة حجر أسود تالف. ومن بعد؟ صارت "الرجرجة" على حجر أسود نافر "مطبّات" تكاثرت، بحيث تحتاج الساحة عملية تجميلية جذرية أخرى.. إما باستبدال الرصف بالحجارة بغطاء من الاسمنت، وإما بإعادة رصفها بحجارة صلبة طبيعية متوفرة بكثرة وبجودة عالية في "بلد الحجارة" والرخام الذي هو مقالع جبال وتلال هذه الضفة الفلسطينية المصدّرة للحجارة الجيّدة لأربعة أركان العالم. الحال الحالية إهانة للرئيس المؤسّس، بعد إهانة سابقة بإكساء ضريحه بحجر مغشوش لا يقاوم عوامل التعرية الفيزيائية والكيميائية.. وكتبتُ هذه "النصيحة" ما أرغم السلطة على كسوة حجرية جيدة وجديدة للضريح. رصف الساحة/ الميدان بالحجر الصناعي الأسود كان استعارة وتقليداً لبعض شوارع عمّان القديمة (البلد) ويبدو أنها أقوى مقاومة وأحسن صنعاً، وأنها طبيعية. ما أعرفه، أن الحجارة البازلتية السوداء متوفرة في الجولان وحوران وسواحل طبريا، ومنها كانت حجارة حواف الأرصفة في شوارع سورية، وهي مقاومة للانفراط الميكانيكي والكيميائي، وكذا بعض أبنية صفد مثلاً منها. كسوة ميدان ياسر عرفات، آخر خطوات تجديد وإعادة بناء البنية التحتية لشوارع مركز المدينة وقلبها، وهي خطوات ناجحة، بما فيها إعادة رصف الأرصفة بحجارة صناعية سهلة التفكيك، وتشجير الأرصفة.. لكن تبقى ثغرة هي حجارة ميدان عرفات، التي صارت مهترئة، ومرقّعة.. وبحالة مزرية. ليش هيك؟ فعلاً ليش عملتم هكذا بحجارة قبر الرئيس وحجارة ميدانه؟ عيب عليكم! نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحة البلد ساحة البلد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon