توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من جيوب "الخرمنجية"؟

  مصر اليوم -

من جيوب الخرمنجية

حسن البطل

على طاولة في المقهى، يجلس إليها الزميل توفيق، ثلاث علب دخان: "أوروبا" و"مارلبورو" و"غولواز". ما يبدو لغير "الخرمنجية" ناشزاً، لا يبدو لهم غريباً. دون شطارة المفتش "كولومبو" كانت جميع السكائر في العلب الثلاث عليها علامة EURO، وجميع العلب محشوة بـ "دخان عربي"، تباع كل علبة من عشرين سيكارة بـ ٥ شواكل (كانت أربعة). في حقول منطقة جنين بخاصة، وفي بيوت يعبد تجري زراعة الدخان، وتصنيع "الدخان العربي" في بيوت يعبد بخاصة، توفيق مدخن شره ومدمن يمجّ سكائره المتلاحقة (علبتان الى ثلاث يومياً) حتى الفلتر، وهو يدفع 10 شواكل يومياً، بدلاً من دفع ٤٢ الى ٥٣ شيكلا. سألت توفيق سؤالاً مماحكاً عن "السوق الموازية" أو "السوق السوداء" الرائجة بين المثقفين الطفرانين بخاصة، فقال: "عاصمتي هي يعبد"، أي "عاصمة الخرمنجية" كما رام الله العاصمة الادارية، والخليل التجارية - الصناعية، ونابلس التجارية. صارت أسعار الدخان في فلسطين أوروبية او شبه اوروبية، اقتداء باسرائيل، حسب بنود برتوكول باريس الاوسلوي. أذكر أن سعر علبة "البارلمانت" في غزة كان ٨ شواكل مطلع عقد التسعينيات، وصار سعرها ٢٦ شيكلا، فاضطر صديقي درويش السينمائي المدمن على هذا النوع أن يقلل استهلاكه اليومي من ثلاث علب الى علبتين. فيما مضى، كان مدخنو "العربي" من كبار السن يلفون ويدخنون "الهيشي"، وصار الشباب من المثقفين يدخنون سكائر جاهزة، مغلفة بجيب من السيلوفان بسعر ٤ شواكل لكل ٢٠ سيكارة، ثم تطورت أساليب هذه السوق الموازية والرخيصة الى التعبئة بعلب من "الكارتون" العجيب يحمل اسماء غريبة، ودون ورق قصدير او غلاف من السيلوفان، فهي تُستهلك اولاً بأول، فور تصنيعها تقريباً!. طائفة اخرى من "الخرمنجية" اختارت طريقاً آخر، وهو دخان اللّف من ماركات اجنبية، يتم التزود بها من السوق الاسرائيلية بعد حظر بيعها، لأسباب تجارية، عن السوق الفلسطينية، او يتم التوصية عليها او التزود بها من مطارات الدول العربية، او الأوروبية ايضاً، اضافة الى "كروزات" السكائر من الماركات العالمية، وبسعر متفاوت، لكنه يقلّ عن سعر السوق الفلسطينية المرتبطة سعرياً بالسوق الاسرائيلية. سعر علبة سكائر اللف يتراوح، إسرائيلياً، يعني ٥٠ - ٦٥ شيكلا، وكل علبة تكفي "الخرمنجي" اربعة ايام او أسبوعاً، اي اقل من سعر علب الدخان في السوق، عدا عن انها اقل ضرراً كما يقال، وربما اكثر نكهة كما يقول "الخرمنجية" وبطيئة الاحتراق ايضاً. بعض المدخنين المدمنين تحولوا الى "الشيشة" بنوعيها: "التنباك" و"المعسل" عن وهم أنها أقل ضرراً، ولكن تدخين "رأسَي" اركيلة او ثلاثة أمر مكلف لا يقل عن كلفة علب الدخان الأجنبي. حفاظاً على حقوقها المالية من الضرائب المفروضة بنسبة مئات في المائة، في فلسطين وبنسبة اقل في الدول المجاورة، حاولت السلطة ضبط استهلاك "الدخان العربي" لأنها تتكبد خسائر ضرائبية .. ولكن دون جدوى، ولا تنقص السلطة مشاكل امنية مع قطاعات أخرى من شعبها .. وبعضها من خانة "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق"! الطريف في الأمر، أو هي "شطارة" توزيع وترويج الدخان العربي، ان تصنيعه في علب كرتونية بأسماء غريبة، ثم التحول عنه الى إعادة تعبئة سكائر الدخان العربي في علب فارغة من الدخان الأجنبي. طرق الالتفاف والاحتيال كثيرة، مثلاً، كانت بيوت يعبد تطرح في السوق علب دخان مقلدة تقليداً مضحكاً محشوة في علب "روتمان".. وعليها عبارة: "احذروا التقليد" بدلاً من تحذيرات صحية على العلب من إنتاج شركة سكائر القدس، او إنتاج ماركات سكائر عالمية. تقليد يحذر من التقليد! ميزة رخص علب الدخان العربي ليست بدون بعض العيوب التي صارت لا تخفى على "الخرمنجية" وهي تفاوت كبير في نكهتها القياسية، ما أرغم البعض على العودة الآسفة لشراء الدخان الرسمي الغالي. يقول المسافر الفلسطيني الى صديقه المقيم: بماذا توصّي؟ والغالب تكون التوصية "كروز" دخان اجنبي او علب دخان لفّ، بحيث صار للجسر على نهر الاردن اسم رابع، وهو "جسر الدخان"، ولا يستطيع رجال الجمارك الفلسطينيون على الجسر تفتيش جميع المسافرين لضبط الكمية القانونية من "الكروزات" وبالأحرى علب دخان اللف الأوروبي والأميركي، حيث يتزود كل مدخن مسافر بما يستطيع من أعداد العلب تكفيه بين سفرة وأختها، او توصية وأخرى. كل المدخنين يعرفون أضرار الدخان، ونصائح وطرق الإقلاع، لكن ما يهمهم، في أكثرهم، هو الأسعار. "دخن عليها تنجلي" وهموم الفلسطينيين كثيرة، او "الدنيا كأس وسيكارة" كما يقول اللبنانيون، لأنها وقت قصير من العمر القصير؟!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من جيوب الخرمنجية من جيوب الخرمنجية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon