توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل مات "اللامنتمي" فقيراً

  مصر اليوم -

هل مات اللامنتمي فقيراً

حسن البطل

لم أقرأ عن روائي في غزارة البريطاني الراحل حديثاً كولن ولسون عن ٨٢ من بين ١٥٠ رواية وكتاباً له، قرأت في شبابي الجامعي اربعاً، لعل أهمها في رأيي: "اللامنتمي" و"ما بعد اللامنتمي" و"طقوس في الظلام" .. لكنني شربت القهوة في حي سوهو اللندني، وتذكرت عنوان رواية ثالثة له قرأتها "ضياع في سوهو"! امّحت من ذاكرتي تفاصيل روايات أغاثا كريستي، سوى عنوان واحدة "جريمة في قطار الشرق السريع" ولا أتذكر اي عنوان من روايات بوليسية أخرى لشرلوك هولمز وأرسين لوبين، وأخيراً، بلغت من العمر ما أبعدني عن قراءة سخافات أي من روايات (او مشاهدة أفلام) هاري بوتر، لكنني شاهدت، تكراراً، فيلماً ممتعاً لا علاقة له بها، وهو "في البيت لوحده"!. صدرت أهم رواياته "اللامنتمي" في العام ١٩٥٦ في عز دين الاستقطاب الأيدولوجي والسياسي، لكنني قرأتها بعدها بعشر سنوات. لعل الجيل الذي قرأها هو الذي صنع ثورات التململ والتمرد الشبابي في أواخر ستينيات القرن المنصرم، في فرنسا بالذات، وكذلك في تمردات حصلت في بعض بلدان "الكتلة الشرقية" .. وربما الثورة الفلسطينية؟! في صدورها الأول لاقت رواجاً لافتاً، حيث بيعت ٥ آلاف نسخة في يوم واحد، لكن في أيامنا يبيعون أضعاف ذلك من روايات ج.ك. رولينغ عن سلسلة "هاري بوتر" ويصطف عشرات الالوف للحصول على اولى نسخ الاجهزة الرقمية الحديثة من (آي - فون) واضرابها! هل مات كولن ويلسون فقيراً أو ثرياً وميلونيراً مثل ج.ك. رولينغ؟ لا أعرف، لكن رواية "اللامنتمي" جمعت ٢٠ ألف باوند ( جنيه استرليني)، وهذا يعادل في السعر الجاري ٤٣٠ ألف باوند. سألتفت الى التضخم النقدي، لأنه كان جزءاً من ردي على صديق أثار سؤالاً: دفع العالم الى السلطة الفلسطينية مبلغاً من المليارات يعادل ضعف ما انفقته اميركا على ترميم الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية (مشروع مارشال). كان العرب القدماء يجهلون رقم "المليون" ويقولون "ألف - ألف"، والآن يقول العالم بمليون - المليون (بليون او مليار) ومضاعفات البليون التي هي "التريليون". في ذروة الحرب العالمية الثانية تبرعت أميركا بإصدار شيك لصالح ملكة بريطانيا، وكانت قيمته آنذاك ١٠ ملايين جنيه استرليني للمجهود الحربي البريطاني. لا اعرف، هل الجيل المقبل سيقرأ عن مضاعفات التريليون، لكنني أتذكر ان أضخم ميزانية في تاريخ سورية إبان وحدتها مع مصر كانت ٢٤٠٠ مليون ليرة سورية، اي بضع مئات ملايين الدولارات. الآن، يكتب الزميل السوري حسن م. يوسف حنيناً الى "الليرة" السورية ذات اللون الفضي، علماً ان اوقية لحم الضاني في سورية قبل الوحدة مع مصر كانت ٣٥ قرشاً، اي كان يمكن لليرة المحتجبة ان تشتري اكثر من نصف كغم من لحم الضاني .. والآن، يتعاملون هناك بالعشر ليرات بالكاد! كانت لإسرائيل ليرتها قبل الشيكل ثم الشيكل الجديد، وكان لتلك الليرة اصغر المفردات اي "القرش" وبه غرّمت المحكمة الإسرائيلية الضابط المسؤول عن مجزرة قبية وكل ما في الأمر انهم حذفوا صفرين من الليرة لصالح الشيكل، ثم صفرين آخرين من الشيكل لصالح الشيكل الجديد (حداش). زميلي التونسي محمد علي اليوسفي يسخر بالأمس على "الفيسبوك" من التضخم النقدي بعد الثورة. "كان لنا دينار صار لنا ديناران متلاصقان، وكانت لنا قطعة بمائة مليم، فصارت لنا قطعتان بمئتين متلاصقتين، كنّا صغاراً نتبارى للحصول عليها من الدكاكين، واليوم بتنا نعرف انها مثلنا: لا تدل الا على التضخم والبؤس الراكض بعد الطفولة". حدثني صديقي الفلسطيني - الغزي طلعت موسى انه كان طالباً في الجامعات المصرية، قبل حرب حزيران ١٩٦٧، وبعدها تخرج ولم يستطع العودة الى غزة، فاصدر عبد الناصر قراراً باستيعاب خريجي غزة في وظائف حكومية وكانت "ماهية" طلعت ١٢،٥ جنيه مصري شهرياً كانت كافية ليقيم اوده. راتب طلعت يعادل اليوم ٦ شواكل فقط لا غير.. فمن يستطيع تدبير امور الشهر بهذا المبلغ اليوم .. او حتى اليومية؟ تبقى رواية "اللامنتمي" اهم في تاريخ الأدب في اعتقادي من أهمية مؤلف "الوجود والعدم" لفيلسوف الوجودية سارتر، ويبقى كولن ولسون علامة مبكرة في الأدب الجديد، سابقاً على كتاب الوجودية الفرنسية فرانسوا ساغان "هل تحبين برامز" .. وكذا "الصخب والعنف" للأميركي وليم فوكنر. للروايات والروائيين العظام مكانتهم، أما أسعار مبيعات كتبهم وأجورهم وقت صدورها فهي تتغير بسرعة. ماذا بعد ألف - ألف والمليون والبليون والتريليون؟ هذا سؤال للجيل المقبل. انظروا إلى أسعار لوحات الفنانين العظام اليوم؟ كانوا فقراء! نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل مات اللامنتمي فقيراً هل مات اللامنتمي فقيراً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon