توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ع الــمــاشــي!

  مصر اليوم -

ع الــمــاشــي

حسن البطل

شخطبت ذات مرة (ذات سنة)، أو شطحت (شطح قلمي) كلمات تقارب الشعر، او تشبه الفلسفة (او السفسفة) هاكم هي: "يمشي المكان في المكان الى المكان / وأنت يمشيك الزمان). أمشي في شارع ركب (رسميا: الشارع الرئيسي لمدينة رام الله). رصيف الشارع صار مرصوفا ومستوياً ومتآلفاً، ولم يعد كما كان ذا مطبات وعثرات تتعثر اقدامك (تتدركم) خطواتك بها أو تتزحلق إن تبللت بماء مطر الشتاء. الشارع الأجر "صار شجراً، والتزمت حوانيته بأمر البلدية، وخلعت عن رؤوسها مظلات "مكركبة" .. وفي الخلاصة، لم يعد شارع قرية لم تعد قرية. ولم يصبح، بعد، شارع مدينة صارت مدينة .. وتسير الى حاضرة؟ كراكيش أبو خالد دكانته آخر دكاكين قديمة للشارع الرئيسي. اسم المحل "نوفوتيه منصور" وصاحبها العجوز يكنّى ابو خالد. عنده، وحده، تجد حوائج تحتاجها من ابرة الخياطة حتى المقص، ومن الخيوط والازرار، حتى امشاط الشعر وفراشيه (للشعر وحلاقة الذقن) والمرايا .. وجميعها ذات توضيب فوضوي للناظر وليس لأبو خالد! كانوا يقولون: دكانة، محل، بقالية صاروا يقولون: ميني ماركت، سوبرماركت، مول، ميني مول .. ونوفوتيه ابو خالد هي كل هذا باستثناء الاغذية والملابس والاحذية. أي كل ما يلزم البيت البسيط من حوائج بسيطة. كتبت عن "كراكيشه" العجيبة الزميلة نائلة خليل ريبورتاجاً طريفاً، عن آخر ايام دكاكين رام الله الغابرة، ونسيت شيئاً: هو الوحيد الذي يرفع العلم الفلسطيني في مقدمة حوائج متنافرة، بالاضافة الى محل زيت وزعتر للمعجنات والمخبوزات (كان محل احذية، ثم مقهى). على جانبي محله الغريب محلان واحد من شماله وآخر من يمينه يرتديان آخر حلة في تصميم ديكورات المحلات، للملابس الجاهزة، ولأجهزة الاتصالات. زمان غابر يجاور زماناً حاضراً. "يمشي المكان في المكان الى المكان / وانت يمشيك الزمان". يمكن لأبو خالد ان يبيع او يؤجر محله بما يكفيه من مال لما تبقى في عمره، لكنه شب على شيء وشاب عليه .. ورام الله شائبة وشابة في آن! "المدرسة الهاشمية" مبنى جميل العمارة القديمة من طابق واحد، لعلها كانت المدرسة الاولى في المدينة، وصار تلاميذها من وجهاء المدينة واعيانها واعلامها، احدهم عبد الجواد صالح وقاد احتجاجا ضد فكرة لرفع عمارة تجارية عالية مكان المدرسة الواطئة، او عمارة ضيقة تحجبها عن الشارع. واخيراً، وجدوا حلاً ابداعيا. عمارة عالية خلفها، وازالة السور امامها بما يبرز جمالها المعماري وفرادتها، وهندسة جميلة لباحتها وتشجيرها. هكذا، يمكن لحانوت ابو خالد، عندما يموت، ان يرتدي زياً جديدا هو آخر صرعات تحديث و"تمويض" محلات وحوانيت الشارع الرئيس. .. ويمكن للمدرسة الجميلة والقديمة المهجورة ان تتآلف مع وجه جديد للمدينة، وتصير متحفاً او مشروع متحف لنشاط اجتماعي او ثقافي جديد .. قليل من القديم وكثير من الجديد. شارع القدس كما غيرّوا اسم "ساحة الساعة" الى "ميدان ياسر عرفات" ولم تتغير ألسنة الناس، كذلك غيروا اسم شارع القدس، الذي يبدأ من ساحة المنارة (لن يغيروا اسمها قط) الى "شارع فلسطين". الزموا محلات ودكاكين الشارع بشيء من التنظيم، وتحرير الارصفة من "اكياس البقوليات" وايضا زرعوا النخيل وجذوع اشجار الزيتون المعمرة .. والأهم، حدائق صغيرة عند اجنحة ومنحنيات الشارع ذات نباتات هشة ومزهرة، محمية بحاجز معدني .. لا يدافع عنها! هذا يليق بشارع، لكن لا يناسب شارعاً لباعة الخضراوات وبسطاتها، التي ترمي بقاياها وصناديق خضراواتها في حدائق الاجنحة والمنحنيات. كيف تتآلف "مزبلة" مع حديقة، او لماذا لا يرفع عمال التنظيفات المرميات العشوائية منها، او تتخلى البلدية عن "ديكورات" خضراء هشة لصالح اخرى شجرية. مغاليق الحوانيت أعود الى محلات شارع ركب (الرئيسي) ذات المغاليق المتنافرة. إما حديدية مسلحة ومصفحة ذات اقفال قديمة، واما مغاليق متحركة بالروموت كونترول، واما مغاليق من مشبطات معدنية ترى من خلالها محتويات المحل. يحلو لك المشي آخر الليل في الشارع الرئيسي، فتصطدم عيناك بمغاليق صارمة - صادمة. ولو تركوا ضوءاً خافتاً خلف مغاليق من مشبطات معدنية، لفكر الماشي ان يعود في نهار اليوم التالي ويشتري! صحيح، تمشي المدينة في المكان اسرع مما يمشيك الزمان، ورام الله (وسائر مدن الضفة) تهرول خلال زمن اوسلو بعد ان كانت بطيئة الخطى من قبل! لكنك ترصد بعيون يقظة كيف يجاور القديم الجديد، او كيف يمسخ الناس الجديد بعادات قديمة. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ع الــمــاشــي ع الــمــاشــي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon