توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إن الذي بيني وبين ... صبحي ؟

  مصر اليوم -

إن الذي بيني وبين  صبحي

حسن البطل

زميلي صبحي الحديدي، المحترم: في الثامن من شباط 1958 نظرتُ في عيني أبي، مصباح حسين البطل، ورأيتُ صفحة وجهه كما لم أرها من قبل .. ومن بعد، فقد وافته المنية، فجاءة، من ضغط شرياني في دماغه. كم كان عمرك، آنئذ، يا زميلي؟ وهل نظرت في وجه والدك (حفظه الله) في ذلك اليوم، حيث دَخَلَتْ سورية (بلادك دستوريا .. وبلادي في التكوين الثقافي) عصر الاستفتاءات الرئاسية. كان أبي سيعطي صوته، بالتأكيد، لجمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة. ولا ادري بالنسبة المئوية التسعينية التي توج بها ناصر رئيسا. لم تكن اول وحدة عربية في التاريخ الحديث تحتاج اصوات الفلسطينيين في سورية. ما دمتُ حيا، لن انسى مزيج الافتخار والانكسار على صفحة وجه أبي. كان لي من العمر 13 عاما؛ وكنتُ ناصريا. وعندما انفكت عرى الوحدة، انتفضت دوما، كبرى قرى دمشق، وامتشقت السلاح (المقاومة الشعبية) دفاعا عن الوحدة. لأسابيع طويلة، بقيت اذاعات القاهرة (صوت العرب بالذات) تعتاش على انتفاضة بلدة دوما ضد الانفصاليين في صبيحة 29 ايلول. كان السبب المباشر مجموعة تلاميذ في الصف العاشر (فلسطينيين وجزائريا). سيحمل "حي الكلاسة" الناصري في حلب راية التمرد المدني. وسيحمل ضباط حامية حمص راية التمرد العسكري.. ولن يعرف الشعب "مقررات مؤتمر حمص" في اذار 1962. أنت، يا زميلي صبحي، من بين القلة السورية المثقفة الذين اصارحهم: "انا سوري بمقدار ما أنتم؛ وأنتم فلسطينيون بمقدار ما أنا ". ومن قلة الكتّاب اللبنانيين هناك زميلي وصديقي الياس خوري، ولا أجرؤ ان اقول له: انا اجاريك في لبنانيتك؛ واقبل منه القول: اباريك في فلسطينيتك. اخي صبحي: في أرشيف قسم فلسطين ملف لي، كمواطن عربي فلسطيني، وفيه بصمت بأصابعي العشر، بل بـ " لبعة " كفي. وكان الموجب تجديد هوية لاجئ فلسطيني مقيم في سورية، لن تصدر، فعلا، الا بعد عامين من هذا البصم واللبعة (يسمونها هنا: تشبيه).ما زال رقم المعاملة لدي، وفي غضون ذينك العامين صرت مواطنا فلسطينيا، ومارست، للمرة الاولى، ما حُرم منه والدي مصباح: انتخاب رئيس؛ وانتخاب نواب. اذهب - يا زميلي - الى السفارة السورية بباريس، مع مواطنيك السوريين (اعرف معظمهم) وضعوا نقطة تملأ كل خانة "غير موافق".آنئذ، ستصير مثلي، لأنني لم اعط الرئيس عرفات صوتي. قلت ذلك للعموم، بل وكتبت عن ذلك في هذا العامود. تصويت مزاجي، احتجاجي .. سيّان!. اخي صبحي: بحق العروبة، وبحق حقوق ديمقراطية يجب ان تكون طبيعية او مكتسبة (ربما كما اكتسبت انت حق التصويت في فرنسا). اسأل: لماذا تحرم الانظمة العربية اللاجئين من حق التصويت؟ ولماذا تستبيح صوتهم؟ تعرف ان الفلسطينيين هم "خميرة الأنفحة " التي تجعل الحليب العربي لبنا. وتعرف ان لطائفة "الاحباش" المذهبية السنية اللبنانية نوابا في البرلمان.. وتعرف ان اللاجئين الفلسطينيين، من اللجوءين اللبناني والسوري الى اللجوءات الفرنسية والاسكندنافية والاسترالية، اكتسبوا حق التصويت .. دون ان يغيروا قلبهم الفلسطيني، بل ويوبخونني بالفاكس (في قبرص) وبالانترنت (في رام الله) على ليبراليتي المفرطة. هل يبرر - اخي صبحي - للانظمة حرصها الاعمى والاعرج على الشخصية الفلسطينية، حرمان اللاجئين من قول : "لا" لرفعت الاسد، او قول "نعم" ؟ ولماذا يزداد اتجاه الفلسطنة لدى "عرب اسرائيل، حتى انهم صاروا اخبر اجزاء الشعب الفلسطيني في ممارسة التجربة الديمقراطية. هل استطيع طمأنتك - ولو قليلاً؟ تأكد ان عرفات لن ينحني وبخاصة في مسألتي : اللاجئين والقدس، وسيدعو دول الطوق، ودول الجامعة العربية .. ودول ديار الاسلام، الى تحمل الامانة التاريخية معه. عليك ان تقلق، فقط، من النزعة الانفصالية الفلسطينية عن العروبة السياسية في اوساط الشعب الفلسطيني هنا. في هذا القلق نتشارك ايضا، وفي معظم الامور: "ان الذي بيني وبين (صبحي الحديدي) لـ (مشترك) جد ا". وختاما، حزنت جدا لان وصال بكداش الشيوعية اكثر بعثية من البعثيين، وكذلك قادة احزاب "الجبهة الوطنية المتحدة ". الامور عندنا تختلف جدا. لك تحياتي. نقلاً عن جريدة الأيام

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن الذي بيني وبين  صبحي إن الذي بيني وبين  صبحي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon