توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفردات

  مصر اليوم -

مفردات

حسن البطل

يسمون عظام الشجر سيللوز، وللسنديان عظام من العاج، ولشجرة الأرز عظام من البرونز.. وهذه شجرة الحور لها عظام من غضاريف؛ ولها رقصة الجارية إذا نفخ الريح على أوراقها، صارت ترقص كأنها جارية حسناء ترتدي قميص نوم شفيفاً - هفيفاً. تلبس السنديانة كما ترتدي الأميرة، وتعتمر الأرزة تاج الغاب.. ولشجرة الحور أسمال ذات الخدور. ترقص الشجرة مع نسمات الريح كما ترقص الجارية للأمير، فإذا رقصت مع الريح صارت أسمال ثوبها الأخضر - الأبيض في رقة قماشة "اللانجري". العروسات الصغيرات، البضّات، يأتينك إلى المخدع بهذا "اللانجري" الهفيف - الشفيف.. وأما شجرة الحور فتنتظرك في حديقة الدار، لأن خشب سريرك من سنديان، ولأن لجلد حبيبتك لون البرونز. لأوراقها، ذات الأصابع الثلاث، شكل قدم الإوزّة، ولرقصتها طيران الوطواط. ولها رحلة غجرية من أول الربيع إلى آخر الخريف. هذه السنديانة أميرة. وهذه الأرزة ملكة، ولهذه الشجرة رقصة الجارية التي ترتدي، من الربيع إلى الخريف، ثياب النوم الفاضحة في حديقة الدار. إنها "بنت الناس" إذا خطبتها لحديقة الدار.. حملت لك مروحة الهواء، فإذا جاء الشتاء خلعت أسمالها كلها، وتركت ضوء الشمس كله يتخلل جذعها وأغصانها وعيدانها ويرسم ظل موتها على عشب الأرض اليانع. .. ومع أول الربيع تأتيك، من جديد، فتاة كاعباً لتبدأ رقصتها مع نسيم الريح.. طوال فصل الصيف. الأرزة التي رأت الفينيقيين يبحرون بها، على شكل سفينة، مع الأبجدية ولون الأرجوان، رأت الفراعنة يبنون خوفو وخفرع ومنقرع. هذه بلاد الأرز وتلك بلاد الأهرامات، والأرزة هرم أخضر من حياة، والهرم أرزة من حجر لوهم حياة بعد الحياة. لم يبقَ في بلاد الأرز غير غابتي أرز، في الشمال قرب بْشرِّي، وفي الوسط قرب نبع الباروك. الأرزات اللواتي عشن عصر اكتشاف لون الأرجوان، وعصر بناء الهرم، بلغن من العمر عتياً. يقولون: "أرز الرَّب". إذا اجتمعت مئات وآلاف من شجرات الأرز، شكلت مظلة خضراء سميكة، قلّما يتخللها شعاع شمس. الأديم تحت فروع كثيفة لأشجار الأرز محروم حرماناً أبدياً من قبلة الشمس للتراب. في هجير الصيف، مثل هذا الهجير في هذا الصيف، يهربون إلى الساحل الأزرق، أو يدلفون إلى غابة "أرز الباروك". لا تتغلغل في عمق الغابة، فإذا تغلغلت عليك أن ترتدي قميصاً شتوياً، أو سترة ربيعية. هنا ينتظرك برد الشتاء في عزّ الصيف. إن لم تحترس فستصاب بالزكام. مرض غريب ضرب غابة الأرز الكبيرة، التي تتربع قريباً من "القرنة السوداء"، أعلى ذرى لبنان وبلاد الشام. الأشجار تموت واقفة. لكن، كان الزمن يشيخ وتبقى أشجار الأرز صبيّة. مرتين أو ثلاثاً تتغلغل في الغابة، تكفيك عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً لتتذكر أن كل مكيّفات الهواء الكهربائية لن تجعل للهواء معادلة الندى والبراد التي صاغتها في دفيئتها أشجار غابة أرز الباروك. .. وليس لأي نبع آخر، في بلاد الشام، برودة نبع مياه الباروك.. إلا ذلك النبع في "عين الخضراء" الذي يسكب ماء في برودة الجليد الذائب. في عروق نهر بردى. عقيـق هل العقيق ياقوت عكر؟ أم أن الياقوت عقيق مصفـّى؟ أم أن العقيق والياقوت هو الخَبَثُ الذي يطفو على سطح طنجرة تطبخ فيها الأرض أحجارها الكريمة لتصنع الماس، وتلقي بفضلات العقيق والياقوت؟ هل هذا الزمرّد الأزرق بروفة سعير جوف الأرض، فلا تنجح البروفة، إذا تعمد الصخر بحجر كريم، وتعمد الحجر الكريم بالماس. للعقيق لون النار الخامدة، أوله لون التمر من البني المشرق إلى البني الداكن. أسواق صنعاء العتيقة ملأى بالأحجار الكريمة التي ترصّع "الجنبيّة" أو يرصّعون الخواتم بها، أو يجعلونها حبّات سُبْحَة. بمشورة صديق يماني اخترت سُبحة من 99 حبّة عقيق، وبشطارة الصديق أنزل البائع السعر إلى النصف؛ ثم نصف النصف. سبحة عقيق للوالدة في الشام، كانت ناقصة ثلاث حبات ضاعت عندما انفرط العقد. تعبوا في الشام حتى وجدوا ثلاث حبات تحاول أن تضاهيها. صارت الأم جدّة؛ ثم صارت أم الجدة، وبلغت من العمر عتيّاً. تسألني أمي أن تقسم السبحة ثلاث سبحات، كل واحدة من 33 حبة توزعها على أولادها الثلاثة. .. وتسألني أن تعيد لي خاتم فضة يمانية؛ والفضة اليمانية نقية خفيفة.. تزداد لمعاناً فضياً مع الزمن. على الابن الذي طالت غربته من بلد إلى بلد، ثم طالت غربته في البلد عن الشام، أن يرفض أول طقوس الوداع. نقلًا عن جريدة "الأيام"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفردات مفردات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon