توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يسعفني الوصف؟ "المريض العربي"!

  مصر اليوم -

هل يسعفني الوصف المريض العربي

مصر اليوم

علمونا في الإنشاء المدرسي، في تاريخ الدول والامبراطوريات .. وفي السينما أيضاً ماذا يعني وصف "المريض". في الانشاء المدرسي القديم قالوا: اذا مرض عضو في الجسم تداعت له بقية الاعضاء بالسهر والحمى (او تداعت ام المريض؟) في تاريخ الامبراطوريات هناك: "صعود وسقوط الامبراطورية الرومانية" في التاريخ القديم، ووصف الغرب لأفول امبراطورية آل عثمان بـ "الرجل المريض". .. وفي السينما هناك فيلم رومانسي عن الحبّ والحضارة حاز على تسعة اوسكارات في العام١٩٩٦، اسمه "المريض الانكليزي". هل يسعفني الوصف، خارج الربيع (الخريف، الشتاء) العربي فأقول ان الوصف هو "المريض العربي" وأنه ليس مرضاً ألمّ بعضو في الجسم فتداعت له بقية الاعضاء بالسهر والحمى، لأن أمة العرب بأسرها تبدو هي المريضة. قال النهضويون العرب والمسلمون قبل أكثر من قرن ان نهضة الاسلام تبدأ بنهضة العرب بوصفهم أصل الاسلام، ربما من وحي ما جاء في القرآن الكريم "إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تتقون". أصل أزمة "المريض العربي" يراه البعض في ازمة العلاقة بين الديمقراطية والاسلام، بينما يراه البعض الآخر في انقطاع هذه السلسلة التي تبدو موصولة: القرآن يفسّر الله، والحديث يفسّر القرآن، والأئمة يفسرون الحديث .. وأخيراً يأتي الشيوخ ليفسرون تفسير الأئمة. في كتابه الشهير "طبائع الاستبداد" يرى النهضوي الاسلامي، عبد الرحمن الكواكبي، أن "الاستبداد اصل كل فساد"، والسبب ان الله خلق الانسان حراً قائده العقل، فأبى إلا أن يكون عبداً قائده الجهل! فساد الحكم العربي بالاستبداد ليس فريداً، لكن بداخله فساد الرأي لدى الحاكم والعوام سواء بسواء. تعرفون قولة الخليفة عمر "أصابت امرأة وأخطأ عمر" والخليفة هذا سأل واحدة من كرام نساء الاسلام: كم تصبر المرأة على غياب زوجها في الحرب والجهاد؟ قالت: نصف عام على الاكثر، ومن ثم أمر الخليفة ان يكون "تجمير" الجنود في الجبهات لا اكثر من قدرة الزوجة على الصبر، وليس ببدعة "جهاد المناكحة" التي يقول بها شيوخ وفق تفسيرهم للأئمة، وتفسير هؤلاء للحديث، ثم تفسير الحديث للقرآن، وتفسير القرآن لله عز وجل، علماً ان الخليفة علي (كرم الله وجهه) حذر من ان "القرآن حمّال أوجه". والآن، هذا "الربيع العربي" او بالأحرى "المريض العربي" الذي في قلبه ديمقراطية يهودية، وعلى اطرافه ديمقراطية اسلامية تركية، او ديمقراطية اسلامية ايرانية. صحوة "الربيع العربي" ضد الاستبداد كانت في تونس الخضراء، لكن ايناعها كان في مصر، والخريف والشتاء في سورية. والآن فإن مصر الدولة - الأمة هي "المريض العربي" فإن أبلّت من مرضها وصحت، فإن باقي اطراف الجسد العربي سوف تبلّ وتصحّ. ديمقراطية دولة اليهود العنصرية في أزمة مع ديمقراطية ايرانية - اسلامية متشددة، وكذا مع ديمقراطية تركية متفتحة حتى الآن، وكانت ايران وتركيا تحت حكم استبدادي علماني، مع خطر الوقوع تحت حكم استبدادي اسلامي، واما مع مرض "الربيع العربي" فاسرائيل تتظاهر بالصحة والعافية الديمقراطيتين، ولا يتهددها سوى التحدي السياسي الفلسطيني. التحدي الأمني الايراني يوجد له جواب أمني اسرائيلي، وأما الاركان الاساسية للجسم العربي: العراق، سورية .. ومصر فإن مرضها يبدو طويلاً وخطيراً. قد لا تكون اسرائيل ذات علاقة مباشرة بمرض العراق، وليست ذات علاقة مباشرة او غير مباشرة بمرض مصر .. لكن لها علاقة بمرض سورية بالاستبداد اولاً ثم بالثورة عليه. هذا الاسبوع، جربت اسرائيل صاروخاً مداه ٥٠٠٠ كم كرسالة الى ايران، لكنها في الاسبوع ذاته وجهت ضربة مهينة اخرى لسورية، عندما قصفت بصواريخ غواصة "دولفين" مجمعاً سورياً شرقي اللاذقية لصواريخ "يخونت" ارض - بحر الدقيقة وبعيدة المدى، دون ان يجرؤ النظام السوري على فتح فمه، كما فعل وهدّد بعد ضربة سابقة لصواريخ SA17 وام ٦٠٠٠ (الفاتح الايرانية). حتى قبل فوضى الربيع العربي في سورية ضربت اسرائيل وقوضت مشروعاً نووياً سورياً في دير الزور العام ٢٠٠٨. تتذرع اسرائيل بالصلة بين سلاح سوري وسلاح حزب الله، وبينهما وبين سلاح ايراني، فهي تحتكر السلاح النووي، ولا تريد سلاحاً "يخلّ بالتوازن" العسكري، او بالاحرى ان يصل النظام السوري والمعارضة المسلحة الى حسم الصراع عسكرياً او سياسياً، كما هي حال العراق منذ انهياره حتى الآن من فوضى مسلحة. ما يجري في مصر هو نوع من "طب مصري" لمرض الربيع العربي، اي ان تصل مصر برّ السلامة نحو ديمقراطية عربية خارج استبداد الفساد في الحكم واستبداد الجهل عند العامة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يسعفني الوصف المريض العربي هل يسعفني الوصف المريض العربي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon