توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"أبو طارق" ميسرة

  مصر اليوم -

أبو طارق ميسرة

مصر اليوم

  شعرت بالإحراج لما عاتبني، أمس صباحاً، "غريب" عامل مقهاي، وسألني أن أكتب عن الشهيد ميسرة "أبو طارق". العتاب حقه، والإحساس بالإحراج حق قرّائي عليّ. قضية الأسرى، والسجناء السياسيين، والمعتقلين الإداريين في سجون العدو، قضية وطنية أولى لا يتقدمها سوى قضية استشراء الاستيطان، بل وتتقدمه آنياً. عن الاستيطان أكتب، فلماذا ليس عن الأسرى؟ لأنني لم أجرب السجن يوماً، لا عربياً ولا إسرائيلياً، ولم أتعرض لـ "ضربة كفّ" ولو ضويقت وأوقفت ساعات ومنعت قطعياً من دخول هذا البلد العربي أو ذاك. ليس "ابو طارق" أول أو آخر من يموت في السجن الإسرائيلي، لكنه يستحق وافر احترامي، وهو الأصغر مني بأربع سنوات، لأمرين. الأول: بين العامين 1969 و1978 تعرض للاعتقال عدة مرات فترات متفاوتة، وأُبعد إلى الأردن، فكان يعود للعبور.. وكان يعتقل ويُبعد مرّة أخرى. العناد جزء من مدرسة النضال. في العام 1998 عاد منتهزاً فرصة سماح إسرائيل بعودة كوادر لحضور مؤتمر وطني في غزة، وما لبث أن اعتقل عام 2002 وحكم بالسجن 25 عاماً عام 2005، ثم مدّد القاضي العسكري الاحتلالي سجنه إلى 99 سنة عام 2007. الأمر الثاني في سيرته العنيدة على العودة رغم خطر الاعتقال والاعتقال الفعلي، هو إنجابه أربعة أبناء، والأمران معاً يختصران المواجهة بين السجن والسجّان، وبين المناضل، قبل أوسلو وبعدها، قبل الانتفاضة الأولى وخلال الانتفاضة الثانية، وفي شرخ شبابه وفي كهولته، أيضاً، كان له حربه الخاصة في حرب شعبه ضد الاحتلال. ربما انتقاماً وضعياً وبربرياً من عناده ونضاله لم يفكّوا قيوده في معصميه حتى بعد أن أصيب بمرض السرطان، وهذه بربرية، فإلى أين يهرب مريض بالسرطان ومحكوم بالسجن 99 عاماً؟ موت "أبو طارق" ميسرة أبو حمدية في السجن زاد الغضب الشعبي ضراماً، فقد أعقب استشهاد الشاب عرفات جرادات في السجن، بينما ضرب بعض المضربين المعتقلين إدارياً، مرة تلو المرة، عن الطعام، رقماً قياسياً دولياً في طول الإضراب الذي يحمل رايته سامر العيساوي. كأن سلطات إسرائيل تتعمّد رفع درجة الاحتجاج الشعبي والاحتقان إلى حدّ الانفجار، فهي ترفض الإفراج عن المعتقلين القدامى الـ 120 ما قبل أوسلو حسب طلب رئيس السلطة ووعود إسرائيل لها، علماً أن "ابو طارق" حوكم وقت الانتفاضة بلائحة اتهام طويلة، بعضها يعود إلى العام 1991، أي قبل اتفاق أوسلو. طلبت السلطة من إسرائيل الإفراج عن الأسير المصاب بالسرطان لتتولى علاجه ما أمكن، وكانت إسرائيل تستطيع بسهولة الاستجابة لمبادرة إنسانية، فقد يكون المريض ميئوس الشفاء، والحكمة أن لا يقضي في السجن.. لكنه الحقد والعناد! العناد هو ما يمنع سلطة الاحتلال الاستجابة إلى طلب المضربين عن الطعام، المتهمين بمخالفات بسيطة لشروط الإفراج عنهم في "صفقة شاليت"، الأمر الذي قد يؤدي إلى وفاة سامر ورفاقه، ومن ثم رفع درجة الاحتقان الشعبي إلى درجة الانفجار، بينما تحاول واشنطن إيجاد أسس تسمح بعودة المفاوضات. من حق الواقع تحت الاحتلال أن يقاومه، وعندما سُئل وزير الدفاع السابق إيهود باراك: لو كنت فلسطينياً ماذا تفعل؟ قال: ربما سأكون عضواً في منظمة تخريبية فلسطينية. إسرائيل تعطي نفسها ترخيصاً مفتوحاً بالاعتقال، وحتى بالاغتيال، ناهيك عن أحكام سجن تنكيدية وتعجيزية مثل إيقاع عقوبة السجن مدى الحياة، أو الحكم بعدة مؤبّدات.. وهذا أمر غير معروف في أي دولة أخرى.. لا بوليسية ولا ديمقراطية. بين ضغط الشارع الفلسطيني، وضغط إسرائيل على السلطة في مسألة المعتقلين والأسرى، ومسألة الاستيطان، تريد إسرائيل للأمور أن تنفجر، ولأية مفاوضات أن تفشل قبل بدايتها أو خلال التفاوض. هذه سياسة متعمّدة، ومنها أن إسرائيل جرّت الانتفاضة الثانية من بداياتها السلمية إلى العنفية، وعندما كانت هدنة تسري، تتعمّد إسرائيل القيام بعملية اغتيال لتفجير الأوضاع، كما فعلت باغتيال رائد الكرمي في طولكرم بعد هدنة استمرت شهراً. نقلاً عن جريدة "الأيام"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو طارق ميسرة أبو طارق ميسرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon