توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. والثالثة ؟!

  مصر اليوم -

 والثالثة

حسن البطل

"انتدافة".. كما نطقتها صحافية في سؤال، وصوّبها وزير الخارجية، جيمس بيكر "انتفادة"، في جوابه.. وفي العادة يُصوّب الصحافيون للسياسيين. العربية لغة الضاد، والانتفاضة صارت مفردة عالمية. حصل هذا في مؤتمر مدريد الدولي، قبل عشرين عاماً وعام واحد، فكم من الحروب مرت تحت جسر السلام، وكم من المشاة عبروا الجسر؟ الآن، شرر حريق انتفاضة ثالثة، ربما ولّعت لهيب نار بعد موت عرفات جرادات، أو بعد إضراب الجوع، أو بعد مسيرات وصدامات الاحتجاج ضد الجدار.. أو بدأ الشرر، قبل سبع سنوات، في بلعين، أي بعد عام واحد من رحيل عرفات وخمود الانتفاضة الثانية! يقولون: حافة الحرب، أو نقول: حافة الانتفاضة، وبينما العرب مشغولون بحكامهم، والإسرائيليون بحكومتهم.. والفلسطينيون بحريتهم من احتلال استطال في الزمن مدة تيه موسى في صحراء سيناء. للنار منطقها، ولنار الانتفاضة منطق النار، وفي الانتفاضتين الأولى والثانية كان انتشار اللهيب سريعاً وشاملاً.. وأما الثالثة فتبدو بطيئة على نار هادئة منذ بلعين. ماذا، أيضاً؟ في الانتفاضتين السابقتين كان الوضع الاقتصادي الفلسطيني حسناً وحتى جيداً، وأما في بوادر الثالثة فالوضع سيئ اقتصادياً وسياسياً، وإن كان أمنياً هادئاً في مقياس الهدوء الإسرائيلي، حيث لم يسقط قتيل إسرائيلي طيلة العام المنصرم. أيضاً، في الانتفاضة الأولى كانت قيادتان متنافستان وطنية موحدة وإسلامية، وفي الثانية تسابقت قيادات الفصائل والأحزاب إلى تشكيل ميليشيات، ومن ثم إلى العمليات الفدائية.. والانتحارية في ذروة الانتفاضة الأولى، جمع رابين كبار ضباطه للإجابة على سؤال: هل هناك حسم عسكري؟ رئيس الأركان دان شومرون أجاب: "لا".. ومن ثم أُطفئت نار الانتفاضة بحركة سياسية مفاجئة في أوسلو.. قبل أن تأكل الانتفاضة نفسها بعنف داخلي باسم تصفية العملاء. الثانية؟ عفوية أو مقصودة، أو انتهزتها القيادة بعد خيبتها من "كامب ديفيد"، أو حرفتها إسرائيل من سلمية إلى مسلّحة عمداً.. وفي النتيجة فقدت القيادة الفلسطينية السيطرة، وصارت متهمة إسرائيلياً بأنها "ملوّثة بالإرهاب". في الثالثة؟ لا أحد في إسرائيل يتهم القيادة السياسية الفلسطينية الحالية بالإرهاب، والتنسيق الأمني في أنجع حالاته، لكن القيادة تشجع الاحتجاج الشعبي السلمي نحو مقاومة سلمية (ابن قائد جهاز الأمن الوقائي أصيب، أمس، في "عوفر"). في الانتفاضة الأولى كان الاحتلال، وفي الثانية كانت السلطة الفلسطينية.. وأما في الثالثة فهناك دولة معلنة معترف بها. ما هي الانتفاضة؟ شكل من أشكال "حرب الشعب" وهذه طويلة المدى كما كانت مرحلة الكفاح المسلّح، وهذه إشارة مهمة، لأن هناك من يدّعي أن الانتفاضتين تم تطويلهما دون داع، وأن الانتفاضة الثالثة ستكون سريعة لتحرز نتائج سياسية حاسمة. هذا ضلال! كيف قصيرة وسريعة، مع أنها بدأت في بلعين قبل سبع سنوات وانتشر نموذج مدرسة بلعين، وصار ضد الجدار والاستيطان، ومع تحرير الأسرى، والاحتجاج على موت شاب تحت التعذيب، ومع التصويت في الجمعية العامة، وضد المفاوضات بلا طائل (قال شامير بعد مدريد: حسناً، سنفاوض الفلسطينيين مدة عشرين عاماً ويزيد). وهكذا صار؟! في الحروب الكلاسيكية يقولون: لا تذهب إلى حرب وفق دروس حرب سابقة، لكن في الانتفاضة الثالثة يجب أن نعتبر من دروس الانتفاضتين، وأولها أن لا تجرّنا إسرائيل إلى انتفاضة نارية، وأن تسيطر السلطة على تطور الوضع، وأن تكون الأهداف سياسية وواقعية معاً، وأن تستمر الحياة العامة بأقل قدر من التشويش، وأن ندفع أقل ثمن من الدماء والشهداء، وأكبر صدى سياسي ممكن. في الانتفاضة الثانية تحطمت السلطة تقريباً ومعها الإدارة الفلسطينية، وتشوّشت حياة الناس تماماً، ودفعنا ثمناً باهظاً من الدماء والبنية التحتية، وفي المقدمة تفكّكت القوات.. ثم تم ترميم كل شيء تقريباً، وبخاصة في أجهزة الأمن والقوات. هذه انتفاضة قد تندلع في وضع الانقسام.. وهذا عبء، وفي وضع اقتصادي سيئ، ولكن الوضع السياسي ملائم لحركة تغير المعطيات، وهي لن تتغير ببوادر "رشوة" من سلة حسن النوايا الإسرائيلية، وقد تتغير ببوادر سياسية بعد زيارة أوباما، أو تحتدم إن تلتها خيبة أمل سياسية. فلسطين قبل إيران وسورية؟! البوصلة متذبذبة، والوضع حسّاس وخطير، وانفجار الوضع قد يقود إلى فوضى غير مسيطر عليها. ثقة الشباب بإسرائيل مفقودة، وبالتفاوض شبه مفقودة، وكذا بالمشاريع السياسية، وأيضاً، حتى بخيارات السلطة السياسية: هذا مزيج متفجّر؟ نقلاً عن جريدة "الأيام"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 والثالثة  والثالثة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon