توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيكل على نقرة الرأس؟

  مصر اليوم -

شيكل على نقرة الرأس

حسن البطل

من أعاجيب الديمقراطية الإسرائيلية (اليهودية ـ الصهيونية) أن يدافع اليساري المسالم العلماني والملحد والجندي القديم أوري أفنيري عن الحاخام السفاردي اللا ـ صهيوني عوفاديا يوسف. الاثنان دخلا معمعة "المساواة في العبء" التي أثارها العلماني التل ـ أبيبي يائير لبيد زعيم حزب "يش عتيد" مدعوماً جزئياً من العلماني ـ المتدين نفتالي بينيت زعيم حزب "البيت اليهودي"، وجعلاها شرطاً لدخول الائتلاف الحكومي برئاسة نتنياهو. نادراً ما يكتب أفنيري في الصحافة الإسرائيلية، مع أنه كان رئيس تحرير مجلة "هعولام هزيه" (هذا العالم) المتوقفة، وأخيراً كتب مقالة في "هآرتس" مُعنونة "ضد المساواة في العبء"؟ كانت "المساواة" هذه شعاراً جانبياً في "الاحتجاج الاجتماعي" الشهير لخفض أسعار "جبنة الكوتيج" وأسعار السكن، وهي ذات شقين: الأول، دفع "الحريديم" (أتقياء الله) إلى العمل، والخدمة في الجيش. ليدخلوا سوق العمل لا بدّ من إدخال الرياضيات والفيزياء والإنكليزية إلى مدارسهم، وليس الاكتفاء بدراسة التوراة، ليدخلوا الجيش إما كجنود مقاتلين أو في "الخدمة المدنية". هذه المسألة تثير صداعاً لليكود ـ بيتنا، لأن عليه المفاضلة بين تحالف مع المتدينين، أو تحالف مع العلمانيين الجدد. المتدينون قسمان: "شاس" السفاردية و"يهودوت هاتوراة" الاشكنازية. العلمانيون قسمان: "إسرائيل بتينو" الروسية العلمانية شريكة الليكود، و"البيت اليهودي" الصهيوني ـ الديني المتطرف شريك "يش عتيد" في الدخول معاً للحكومة أو الذهاب للمعارضة.. حتى الآن! المفارقة أن "البيت اليهودي" بدوره هو ائتلاف بين بقايا "المفدال" (الحزب القومي الديني) وبقايا حزب "هتحيا" الذي صار "تقوما" (البعث) أي ائتلاف ديني ـ صهيوني، حيث يضم أربعة نواب من "المفدال" القديم في خلاف مع حزب "شاس" حول الخدمة في الجيش. الأول يؤيد، والثاني يهدد بالهجرة من إسرائيل، أو حتى "حرب أهلية". سخر المرشد الروحي لـ "شاس" الحاخام عوفاديا يوسف من جماعة "الصهيونية المتدينة" التي ينتمي إليها حزب "البيت اليهودي" وقال: إن "الكيبا" (القبعة) على رؤوسهم هي في حجم الشيكل! ويقصد معتمري القبعات المطرّزة. واضح أنه يعارض كلياً الخدمة في الجيش، ويباهي بأن حاخامات "شاس" أكثر دراسة وتعمقاً في التوراة. ما هو أساس المسألة؟ إنه يتعلق ببنية دولة إسرائيل التي تقوم على أربعة أسس: الجيش، الهستدروت، الكنيست، الكيبوتز، وأهمها الجيش كبوتقة صهر، وهو أكثرها شعبية لأنه "جيش الشعب" والخدمة فيه إلزامية، ولكن مع استثناء "الحريديم" من أتباع "شاس" ولحدّ ما بعض المتدينين. لماذا يعارض أفنيري "المساواة في العبء"؟ لأسباب أيديولوجية ـ أخلاقية، ولأسباب عملية. أيديولوجياً لأن الطائفة الأصولية مختلفة، ونظرتها للحياة "سلفية يهودية"، والخدمة في الجيش ستحطم عقيدتهم الأصولية. عملياً، لأن الجنود الأصوليين لن يطيعوا ضباطهم بل حاخاماتهم، واستيعابهم سوف يكبد الجيش نفقات هائلة ناجمة عن احترام طريقة حياة "وحدات أصولية". كان التجنيد الإلزامي جزءاً من الصهيونية الاشتراكية، وهذه انتهت كما انتهى الاحترام للكنيست والأحزاب والكيبوتز والهستدروت. والحل؟ يقترح أفنيري تحويل الجيش الكبير إلى جيش صغير مهني وتطوعي وتكنولوجي، كما هي الحال في جيوش الديمقراطيات الغربية (أميركا بعد فيتنام مثلاً). المعنى؟ إذا كانت إسرائيل ديمقراطية فيجب أن تحترم خيارات السلفيين اليهود اللاصهيونيين، وأن تغيّر نظام الخدمة الإلزامية إلى خدمة تطوعية مأجورة، وأما الفلسطينيون في إسرائيل فهم شعب آخر يرفض خدمة الجيش الخدمة الوطنية لأسباب أخرى (دولتي ضد قوميتي) علماً أن دعوات تجنيدهم غير جدية لأن إسرائيل تخاف تدريبهم عسكرياً على نطاق واسع. يصعب على الليكود التخلي عن "شاس" لأنه صعد في انقلاب 1977 على أكتاف "اليهود الشرقيين" ويصعب على "شاس" التخلي عن "دراسة التوراة" ومدارسها الخاصة، ويصعب على العلمانيين والصهاينة ـ المتدينين قبول الظاهرة الأميركية حيث السود والإسبانيوليون سيشكلون غالبية السكان، أي "شرقنة إسرائيل". .. ويصعب جداً على إسرائيل التخلي عن مركزية الجيش في حياة الدولة، إلاّ إذا تحقق الحلم البعيد لحزب "يش عتيد" أي أن تكون "الإسرائيلية" هي البؤرة والمركز، وليس الصهيونية أو اليهودية.. أو تحقق السلام الإقليمي. السلفيون في البلاد العربية مشكلة متفجرة، لكن السلفيين في إسرائيل مشكلة كامنة قد تنفجر وقد يجدون لها تسويات عابرة رفض الخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية "لأسباب ضميرية" ظاهرة محدودة، ورفض الخدمة لأسباب دينية ظاهرة أخرى أوسع نطاقاً. نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيكل على نقرة الرأس شيكل على نقرة الرأس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon