توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النقب: فصل من الكذبة الكبيرة !

  مصر اليوم -

النقب فصل من الكذبة الكبيرة

حسن البطل

"سيزيف" أسطورة إغريقية أخرى، ولا أعرف كم مرّة رفع هذا الصخرة من الوادي إلى الجبل، ولكنها قصة حقيقية في النقب، حيث هدمت إسرائيل قرية "العراقيب" 44 مرة، وأعاد سكانها بناءها 43؟ أشرت، هنا، من قبل إلى "سيزيفية" هذا العناد "ونحن أكثر شعوب الأرض عناداً" كما قال صلاح خلف "أبو إياد" في غير مجال من مجالات صراع محوره الأرض، ومنها تتفرع المجالات. تجدون جذور القصة وفروعها في مؤلفات "عارف العارف" وهو خير من دوّن صراع الأرض في النقب، ولكن هذا المؤرخ لم يعش الفصل الحالي من صراع النقب على الأرض بين التهويد الإسرائيلي وسكانه البدو. زرت بئر السبع، عاصمة النقب، مرتين إحداهما في الشتاء ففوجئت ولم أفاجأ، فهي مدينة الشوارع المخططة المستقيمة والمتقاطعة، والعمارات العالية، ولم أفاجأ بتهويدها ولا بالروسيات فيها وخلوها، تقريباً، من سكانها الأصليين. بئر السبع عاصمة نقب فلسطين، وأما "عاصمة" سكانها الأصلييين فهي "راهط". "راهط" أقرب إلى "مدينة"، لكن 59 مركزاً آخر لبدو النقب تعدّ "قرى غير معترف بها": لا بناء دائماً، ولا تمديدات كهرباء وماء.. وإذا زرع البدو حقولاً من الشعير، قامت طائرات "الدورية الخضراء" بإماتتها بمواد كيماوية. "الصهيونية هي تهويد الجليل والنقب" كما قال بن ـ غوريون، وهذه عملية مديدة منذ إقامة الدولة.. ومنذ سنوات بدأ فصل جديد فيها، يتركز حول نزاع على أراض مساحتها 180 ألف دونم، بعد مصادرة مئات آلاف الدونمات قبلها. "قوانين الطوارئ" البريطانية و"قوانين الملكية" العثمانية هما ركيزتان في سياسة القمع والتوسع والتقويض الإسرائيلية. تريد إسرائيل "تركيز" السكن البدوي، لكن مقابل السيطرة على الأراضي، علماً أن توارث الأراضي في النقب، قبل إقامة إسرائيل، كان يتم أحياناً شفهياً (الكلمة هي الكلمة) وأحياناً مع سند ملكية، يبرهن على حراثة الأرض عشر سنوات متصلة، وهذا متحقق في الصراع على 180 ألف دونم. المساومة اللئيمة بدأت مع لجنة "غولدلبرغ"، والتسوية المجحفة بدأت مع "لجنة برافر" قبل سنوات.. وأخيراً جاء بني بيغن لاقتراح تسوية أخرى، وبدلاً من تسجيل 20% من هذه الأرض ثم 50% عرض بيغن 62,5% للتطويب، وأما بقية مئات آلاف الدونمات المصادرة من قبل فيمكن التعويض الرمزي عليها بالمال البخس! بيغن ـ الابن، وهو جغرافي وأحد "أمراء" الليكود، زار الخيام، وشرب القهوة، والتقى مجالس القرى "غير المعترف بها" وأكاديميين من البدو، ونواباً عرباً، وجمعيات حقوق إنسان إسرائيلية.. ثم قدم اقتراحه إلى حكومة نتنياهو، التي فكرت بسلق الاقتراح قبل رحيلها ووضع الجميع أمام أمر واقع.. وهذا لم يتم لأسباب قانونية واعتراضات بدوية. صورة حياة البداوة التقليدية لم تعد كما كانت، إلا في ظروف العيش في "قرى غير معترف بها" وهناك أكاديميون ونواب كنيست من بدو النقب، لم يعد يسهل خداعهم والكذب عليهم (مثلاً أنهم يهود في الأصل.. وأسلموا) وتجري في مدينة راهط مهرجانات مركزية في "يوم الأرض" الفلسطيني. وفي جانب آخر، تشكو إسرائيل من ديمغرافية البدو العالية التي تماثل ديمغرافية الأصوليين والمستوطنين والمتدينين اليهود.. وأيضاً من تأثير النواب العرب في الكنيست لجهة توعية البدو إلى حقوقهم. في السنوات الأولى لإقامة إسرائيل، اتبعت إسرائيل سياسة لئيمة للتهويد، فقامت بطرد قبائل وعشائر إلى الأردن، ثم نقلت قبائل وعشائر أخرى إلى أرض القبائل المطرودة، وفي الحالتين اعتبرت الأراضي "أرض دولة" مباشرة أو غير مباشرة، ثم لاحقت البدو المطرودين من النقب إلى الضفة، وتقوم بإبعادهم عن ما تسميه "أراضي دولة"، أيضاً، فهي الوريثة للانتداب وقوانينه، وللحكم الأردني.. وطبعاً لقانون الأراضي العثماني، وها هي تحاول نزع ملكية الفلسطينيين لمعظم أرض الضفة باعتبارها "أرض دولة" تخضع لاعتبارات "المنطقة ج". في الضفة تحاول إسرائيل التمييز بين استيطان على "أراضي الدولة" وآخر على "أراض بملكية خاصة" ولكنها تتجاوز هذا التمييز" وتسطو على "أراض خاصة" في الكثير من الحالات. في نقب فلسطين أرض أكثر من كافية للتدريبات العسكرية، ولكن إسرائيل تتذرّع بها، أيضاً، في الضفة لإبعاد البدو وغير البدو ومصادرة أراضيهم.. وحتى ردم وهدم آبار جمع مياه المطر؟! القصة الكبيرة بدأت من الكذبة الأكبر: شعب بلا أرض لأرض بلا شعب.. "داود وجوليات" صارت معكوسة ولكن "سيزيف" الفلسطيني! قصة مستمرة. نقلاً عن جريدة "الأيام"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقب فصل من الكذبة الكبيرة النقب فصل من الكذبة الكبيرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon