توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قالت العرائس: "سوري ١٠٠٪"

  مصر اليوم -

قالت العرائس سوري ١٠٠٪

حسن البطل

لقرائي أن يطالعوا على صفحتي مشاركتي للسورية لبنى زاعور، واختها كندة ورفيقتيها الشابتين دالي ورؤى لتجربة احتجاج سلمي على الحرب الأهلية، كانت عقوبتها اعتقال دام ٥٠ يوماً. ارتدت الشابات الأربع ثوب العرس الابيض، وسرن في سوق مدحت باشا، حاملات يافطات حمراء (لون الدم!) وعليها هذه الصرخة: "لأجل الانسان السوري، المجتمع المدني يعلن: وقف جميع العمليات العسكرية في سورية" التوقيع "سوري ١٠٠٪". إنها أبلغ أثراً ووقعاً من صور النساء القناصات المنتميات للمعارضة المسلحة او لقوات النظام في "جيش الدفاع الوطني". رواد السوق صفقوا وزغردوا استحساناً؛ وأمن النظام اعتقلهن وسامهن سوء العذاب والاهانات والبهدلة والتعذيب والتجويع. هذه تجربة ربما تبزّ شاهدات وشهادات سمر يزبك الموثقة في كتاب "تقاطع النيران" مطلع الشهور التسعة الاولى من الفوضى السورية المتمادية. في التحليلات الصحافية تقرأون لماذا يختلف تعامل المجتمع الدولي مع "ربيع" ليبيا مثلاً عنه مع "ربيع سورية". تقول هذه التحليلات: لا نفط ولا غاز في سورية، ولا معادن ثمينة مثل يورانيوم مالي والصحراء الافريقية. لكن في سورية تجربة عربية لا مثيل لها، لا في دول "الربيع" العربي ولا في دول النفط العربي والغاز العربي .. والتآمر العربي. سأبدأ من مثال بسيط، يتبدى في خلفية صورة العرائس في شارع مدحت باشا. كم تغيرت سورية في غربتي عنها، وكم تغيرت اسواقها القديمة (الحميدية، الطويلة، مدحت باشا) وايضاً دمشق القديمة التي لم تعد تشبه "باب الحارة". يبدو السوق جميلاً ورائعاً، بعد عملية تحديث شاملة لحوانيته وسقفه المعدني، كأنه ارتدى "يونيفورم" آخر، غير ما كنت أعرفه من فوضى الحوانيت. أعرف، شخصياً من تجربتي، ان أغبى مخابرات عربية هي المخابرات السورية.. وربما اكثرها عسفاً وبطشاً.. وعندما أحالوني في استخبارات فلسطين - الجيش السوري لفتح ملف أمني آخر، غير ملف "فرع فلسطين" سألني المحقق الأهبل: ما هي أسماء أصدقاء الطفولة.. في المدرسة الابتدائية، وكان لي من العمر ٤٥ سنة، فتصور يا رعاك الله، انك لا تتذكر الاسماء الحقيقية لرفاقك الشباب والرجال الذين سقطوا في حروب لبنان، او أهلكهم مرض عضال! سورية لم تعد سورية، والسوريون لم يعودوا سوريين ١٠٠٪ بعدما كانوا عرباً بنسبة ٩٠٪، لكن سورية ليست بلداً عربياً آخر .. انها البلد العربي الفريد. لماذا؟ هي البلد الوحيد العربي الذي حقق توازناً معيناً ما، بين انشطته الاقتصادية: التجارية، الصناعية، الزراعية .. والسياحية، بينما اقتصاديات دول عربية تقف على ساق واحدة: نفط، غاز، سياحة .. او زراعة. ما يجري في سورية لا يدور بين عنف النظام وعنف المعارضة، او حتى مجرد حرب أهلية، بل ما يجري هو تدمير الدولة السورية ونقضها تماماً، وتدمير النموذج السوري الفريد في التوازن الاقتصادي النسبي المفقود في بقية البلاد العربية. نعم، كان نظام الأسد - الأب بطاشاً، لكنه منح البلاد ثلاثة عقود من الهدوء، وخلالها ازدهرت البلاد والعمران، ولو بشكل غير متكافئ. لا يعنيني، الآن، نظام مقاوم، او نظام مساوم، او نظام مناور، بل مصير بلد عريق عمره 8 آلاف سنة، مهد الابجدية، والمهد الحقيقي للمسيحية والعروبة والامبراطوريات العربية .. وتمتع بثلاثة عقود من الهدوء، تفتحت خلالها قريحة السوريين في كل صنوف الاقتصاد والعمران. الصناعة التحويلية السورية، وكذلك النسيجية والألبسة، وكذلك صناعة الحلويات، وامور لا حصر لها.. لا يوجد ما يضاهيها في البلاد العربية، وحتى الاجنبية احياناً. عبارة مثل "يا مال الشام" ليست تُلقى في الهواء وواحد فلسطيني كتب تعليقاً على مسيرة العروسات في سوق الحميدية، يقول: "بمناسبة المولد النبوي .. بدنا ملبس لوز شامي - بيض الحمام". هناك اسباب تجعل شعوب بلاد الشام والعراق تخوض حروباً اهلية مدمرة، وتدخل مرحلة "عمادة الدم" والخراب، لكن ليس لأي بلد من هذه البلاد، وبقية البلاد العربية، هذا التوازن النسبي بين فروع الاقتصاد المختلفة. يقولون إن انهيار الاتحاد السوفياتي كان نتيجة، ايضاً، لصراع شركات تمديد انابيب الغاز الى اوروبا، وان تدمير الدولة السورية هو من اجل تمديد الانابيب الى تركيا ثم اوروبا من الخليج العربي - الاسلامي - الفارسي.. السخامي! يمكن ان تفهموا سورية، النظام والشعب واسباب الحرب والقمع .. فقط من مظاهرة اربع عرائس في سوق تاريخية قديمة في دمشق القديمة.. او شارع حديث وجميل في مدينة حمص المدمرة، او حلب الشهباء، التي يبيعون حديد مصانعها خردة الى تركيا!! نقلاً عن جريدة "الشرق الأيام"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قالت العرائس سوري ١٠٠٪ قالت العرائس سوري ١٠٠٪



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon