توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أدونيس: "كونشيرتو القدس"

  مصر اليوم -

أدونيس كونشيرتو القدس

حسن البطل

هل تعرفون أدونيس؟ ربما هو شاعر الكثافة كما درويش شاعر الشفافية.. أو شاعر لسحر الفكرة واللغة، وآخر لسحر المخيلة والصورة. كان لأدونيس جناحا الشعر والفكر (رائد من رواد الحداثة في الأول، وموسوعي في قراءة ونقد التراث والفكر الإسلامي) .. هذا معروف له وعنه. له الفضل مثنى. لكن الجهات الأصلية أربع، وللإنسان أربعة أطراف (إن مدّ ذراعيه، وفتح ساقيه) ولجناحي الشعر والفكر ساق المترجم .. ومن ثم ساق الرسام. هكذا أعرفه، أو تذكرت أنني أعرف من آخر دواوينه "كونشيرتو القدس". نعم "كونشيرتو"، أو هو المغنّي تصاحبه آلات "تخت" موسيقي. هناك "الرواة" عن القدس وفي ديوانه، وهم عديدون؛ وهناك "الغزاة" للقدس وفي ديوانه، وهم عديدون (عن الغزاة، قال دايان مرّة ما معناه: قد تكون القدس عشيقة المسلمين لكنها زوجة اليهود). الرواة لا يقولون ما قاله دايان. * * * في آخر دواوينه: "كونشيرتو القدس" مصداق قوله: ما قرأ أحد تراث المسلمين والعرب كما فعلت، وهو يرهن من قبل على الادعاء بثلاثية مؤلفات شعرية - فكرية - تاريخية - فلسفية - نقدية، تحمل عنوان "الكتاب ١ - ٢ - ٣" منسوبة للمتنبي (أي للشاعر) وأظنها من أمهات الكتب العربية وبالعربية في القرن العشرين. هذا الشاعر - المفكر العلماني. أين من علمه السلف الصالح .. والطالح! * * * هيا إلى القدس، مزدوجة سحر المخيّلة وسحر اللغة (سحر الكلام وسحر الفكر): "دخلت العاشقة حديقة بيتها في القدس حيث يقيم حبها. الأزهار كلها تحولت إلى شباك تطوق خطواتها. ضحكت وقالت: هل عليّ، إذاً، أن أخيط من جديد ثوباً آخر لكل زهرة؟ أمس، حين التقيتها، همس الليل في أذني: العطر ابن للوردة، لكنه يولد شاباً. * * * "لهذا التاريخ الأرضي / موجز سماوي اسمه القدس / لكن لماذا الناس فيه اثنان: ميّت يقيم في القفر / وحيّ يقيم في القبر؟" * * * "قلت لخيالي: تجرأ. ضع يديك على كتفي القدس / وقلت للقدس: لماذا أنا المقبل إليك، لا أعرف أن أسير إلاّ إلى الوراء". * * * "يا قدس، يا قدس! / في عصرك البرونزي كانت التفاحة امرأة / في عصرك النفطي - الإلكتروني صارت التفاحة قنبلة". * * * "لا حياة في الحياة، يا مريم / لا حياة إلا في الصورة". * * * "وها أنت، يا أورشليم - القدس / تتزلجين على ثلج المعنى / وللسماء فيك جنّ وعفاريت / يهيمنون على محيطات اللغة". * * * "ماذا لو زلزل المعجم وسمّي الباب عموداً، والعمود باباً". * * * "للسحر في فلسطين عين لا تراها العين" (عن عين سلوان). "من يعرف كيف يختبئ داخل صوته" (عن شارع الواد) "لا شيء خُلق، لا شيء يخلق في فلسطين بدءاً من هذه الطريق، والقبر منّي قُدسي" (عن طريق الآلام). "هل تكفي فلسطين صرخة أن تتأرجح فوق رأسها قبة العالم؟ هل يكفيها أن تثقب دموعها صخر التكوين" (عن قبة الصخرة). * * * "لماذا كل ذرة في رماد فلسطين جرح مفتوح؟ لماذا هذا الجرح يصنع الحياة، لكن بآلات الموت". "هل أحد يعرف القدس غير النجوم". "لم تكن العصا التي تحولت إلى حيّة تعرف أن كل زقاق في القدس مستودع لدعاء يناقض بعضه بعضاً. أو أن الصلوات التي تعرج على سلمها الخاص ملقحة بأنين أصوات قبل الطوفان". * * * للغزاة أن يقولوا. للرواة أن يقولوا. للشعراء أن يقولوا عن القدس "موجز سماوي" أو "سماء على الأرض". .. وللشاعر أن يزجّ ويرصّع ما قالوا، وخاصة رواة المسلمين: "ليست القدس في عقل المسلم وفي مخيلته أرضاً بقدر ما هي سماء - جنةّ". * * * في شعر أدونيس تتزوج اللغة بالمخيلة، والمخيلة بالفكرة وهذه بالرواية / الروايات.. فهل صحيح ما يقوله شاعرنا عن أدونيس: فكر - شعري قليل الماء؟ أو أن أعذب الماء ما ينبجس من عمق صخر الفكرة العميق. كأن أدونيس (كما درويش) قالا مديحاً في مدن .. وفي القدس يبقى سؤال درويش معلقاً: "أمن حجر شحيح الضوء تندلع الحروب". حروب الغزاة. حروب الرواة. حروب الشعراء.. وحروب الثوار؟! * * * "كونشيرتو القدس" عن "دار الساقي" طبعة ٢٠١٢، قطع صغير، وصلني من باريس هدية بالبريد مع هذا الإهداء: "إلى حسن البطل/ احتفاء بصداقته في الشعر والحرية". هل أستحق؟ ومن يستحق القدس. .. ورابعاً فالشاعر - المفكر - المترجم رسام أيضاً. رسم صورة الغلاف. لا أدري.. ربما له جهات فرعية أجهلها. الكون معلوم .. الإنسان مجهول! نقلاً عن جريدة "الأيام"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدونيس كونشيرتو القدس أدونيس كونشيرتو القدس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon