توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انطون شماس؛ الرمز الرابع للحنين!

  مصر اليوم -

انطون شماس؛ الرمز الرابع للحنين

حسن البطل

من زمان، ما قرأت له، بعد كتابيه اللامعين: "ارابسك" - بالعبرية التي أغناها كما يقولون - و"القرين" وحواره العميق والمتشعب مع أ.ب يهوشواع (ابراهام بولي يهوشواع) بعد الانتفاضة الاولى. ومن ثم "كمشته" في نص استثنائي - العدد ٩٢ من مجلة الدراسات الفلسطينية - بيروت، خريف هذا العام. هو يمسك بالرمز الرابع من الحنين الفلسطيني الى فلسطين الغابرة (طابو الأرض. مفتاح البيت. الجنيه الورقي الفلسطيني .. وجواز السفر، الصادر عن "حكومة فلسطين" تحت الانتداب البريطاني). لشاعر فلسطيني من جليل فلسطين عبارة في قصيدة تقول: "وعدتني العاصفة بجواز سفر.." من "العاصفة" صعوداً الى "فتح" والمنظمة، فالسلطة.. وحالياً؛ "كان اسمها فلسطين.. وعاد اسمها فلسطين" لكن هي رسمياً السلطة الفلسطينية التي تصدر جواز سفر / وثيقة سفر. لي أسبابي التي شدتني بشدة الى نص انطون شماس، اكثر من مجرد كوني فلسطينياً، ولد في طيرة حيفا، وهو "ابن نكبة". لماذا؟ هو يحكي حكاية جواز سفر والده: حنا جبران شماس، المولود في العام ١٩٠٨، وهي سنة قريبة من ولادة أبي العام ١٩٠٢ (رحمه الله). جواز السفر لوالد انطون هذا في علبة من الخشب الشامي المطعم بالصدف، وتحوي ما صار كنزاً عائلياً: وثائق عائلية، ادوات الحلاقة. ساعة الجيب الفضية، مفكرة الوالد ذات الغلاف الجلدي الاحمر.. وصار اسمها "علبة الخطبة"، خطبة حنا جبران شماس، من قرية فسوطة الجليلية من ايلين بيطار من مدينة صور اللبنانية، وكانت العلبة، اصلاً، "هدية عروس" أي خبيئة حلي وصيغة العرس، لكن لصاً تسلل الى البيت وسرق هذه الحلي. اي عزاء؟ "فكم بالحري ضياع وطن بأكمله". سرقوا الحلي قبل سنوات من "سرقة البلاد" ١٩٤٨. .. لكن، بعد سرقة البلاد بثماني سنوات، أي في العام ١٩٥٦ اصطحبني أبي الى حي "باب شرقي" الدمشقي، واشترى علبة من الموازييك والصدف الشامي. ليس للاجئين مصاغ من ذهب، ومن ثم صارت "التحفة" علبة للسكاكر في عيدي الفطر والأضحى. قبل وفاتها بسنوات، أهدتني أمي هذه "التحفة"، مع اشياء أخرى قليلة من الارث الأسري. ما الذي شدّني الى نص شماس البديع، غير العلبة المطهمة الشامية وجواز سفر محفوظ فيها؟ لعلها حكايتي مع جوازات سفر مؤقتة عديدة في مرحلة المنفى: وثيقة سفر سورية - للاجئين الفلسطينيين (انتهى مفعولها لاحقاً) وأخرى "ليسيه باسيه" لبنانية (بطل مفعولها لاحقاً) ووثيقة عراقية، وجواز سفر يميني شمالي، وآخر وثيقة سفر من جنوب اليمن (كنا نزور اختام الدول والتجديدات بحبات البطاطا او البيض المسلوق) وجميعها بورق اصلي، وبالأسماء والأمكنة الصحيحة. أثار هذا ريبة في مطار لندن، بعد اوسلو، وقبل جواز سفر اوسلو.. ليست مزورة، لذا اعادوها اليّ. مكان الولادة: طيرة - حيفا. على غير عادة المجلة، كان نص انطون شماس مزوداً بالصور الشخصية والوثائق، كأنه تشريح لجثة انسان (بالنيتولوجيا)، ما جعله في نظري في مرتبة موازية لكتاب ادوارد سعيد "خارج المكان" وإن كان العنوان "فلسطين خارج الخريطة: حكاية جواز سفر .. رقمه 54856. وقتها كانت حكومة صاحبة الجلالة تضع العبارة الفرنسية فوق الشعار الملكي: Dieu et mon droit أي "ربي وحقي"، اضافة الى "جواز سفر" بالانكليزية، و"حكومة فلسطين" بالعربية والعبرية (مع الحرفين الاولين من أ. إ. أي أرض اسرائيل بالعبرية). لم تكن فلسطين دولة مستقلة تحت الانتداب، وها هي ليست دولة مستقلة تحت احتلال إسرائيل والسلطة الفلسطينية.. والمعضلة الإسرائيلية تبقى على جواز السفر الإسرائيلي، حيث "المواطنة" غير "الجنسية" فهو "مواطن" في دولة إسرائيل، لكن جنسيته "عربية" .. وهذا ما كان نقطة سجال بين انطون شماس وأ.ب. يهوشواع، ففي البلدان الرشيدة العادية لا تمييز بين مواطنة وجنسية! "ليس هناك اسرائيليون في اسرائيل" هناك فلسطينيون وليست هناك فلسطين! نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطون شماس؛ الرمز الرابع للحنين انطون شماس؛ الرمز الرابع للحنين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon