توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يالطا 2 مصغّرة !

  مصر اليوم -

يالطا 2 مصغّرة

حسن البطل

تفصلنا أقل من أربعة عقود عن العام 2050، وفيه سيبدأ سباق ديمغرافي روسي ـ مصري، بينما مساحة روسيا تعادل ثُمن برّ الكرة الأرضية (أكثر من 17 مليون كم2) ومساحة مصر أقل قليلاً من مليون كم2. المسألة الحقيقية أنه في العام 2050 ستبقى روسيا دولة عظمى عالمياً، بينما تطمح مصر لتكون دولة عظمى إقليمياً. صحيح أن عدد سكان العالم العربي حالياً يفوق عدد سكان روسيا الاتحادية، لكن في روسيا ربع علماء العالم حالياً، وهي دولة مصدّرة للعلماء.. حتى إلى إسرائيل، حيث هاجر قرابة مليون روسي/ سوفياتي، قسم كبير منهم علماء مسؤولون عن الطفرة الاقتصادية في إسرائيل. بلاش مقارنات مؤسية ـ مؤسفة، عربية ـ روسية، لأن أزمة اوكرانيا تعني تجدد "الحرب الباردة" وعودة القطبية العالمية بين روسيا والولايات المتحدة.. ليس إلى مستوى المواجهة في الستينيات بسبب أزمة الصواريخ في كوبا بين خروتشيوف وكنيدي، ولا إلى المواجهة في برلين بسبب بناء موسكو جدار برلين. دامت أزمة كوبا 33 يوماً مشحونة، وانتهت إلى توافق على سحب الصواريخ الروسية من الجزيرة، لكن مع تعهّد أميركا أن لا تكرر غزوة خليج الخنازير لإسقاط حكم كاسترو. كم ستدوم أزمة اوكرانيا، بعد أن وجدوا حلاً لأزمة جورجيا المطلّة، أيضاً، على البحر الأسود؟ أزمة اوكرانيا تتعلق بأزمة شبه جزيرة القرم، ذات الحكم الذاتي، التي استولت عليها روسيا من الإمبراطورية العثمانية، أواخر القرن الثامن عشر. القرم ليست، فقط، ميناء سيباستوبول، القاعدة البحرية الروسية، بل أوديسا وأيضاً يالطا و20 مليون روسي فيها، حيث عقد ستالين وروزفلت وتشرشل مؤتمر تقسيم أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. مشكلة شبه جزيرة القرم الحديثة بدأت بعد أن "أهداها" الرفيق الكبير نيكيتا خروتشيوف، وهو اوكراني، إلى اوكرانيا، احتراماً لرفاقية الاتحاد السوفياتي، رغم أن معظم سكانها روس أو ناطقين بالروسية، أو ثمرة زواج روسي ـ اوكراني. مع انتقال عدوى الثورات البرتقالية إلى اوكرانيا، طلب رئيس اوكراني موال للغرب هو فيكتور يوشنكو من روسيا إخلاء قاعدتها في سيباستوبول حتى العام 2017، لكن رئيساً آخر هو فيكتور يانكوفيتش يوالي روسيا طلب تمديد بقاء القاعدة حتى العام 2042.. ثم هرب بعد إسقاطه في برلمان كييف. روسيا هي الدولة "البرية" العظمى، لكن هي الدولة الكبرى الأقل في عدد القواعد البرية والبحرية خارج نطاقها، وخاصة بعد انهيار المنظومة الاشتراكية، وتفكك الاتحاد السوفياتي. في المقابل، فإن أميركا هي "امبراطورية" القواعد التي تلفّ الكرة الأرضية من اوكيناوا في اليابان حتى غوانتانامو في كوبا. بعد قيام السوق المشتركة الأوروبية، ومن ثم الاتحاد الأوروبي تمّ تجميد النزاعات القومية والانفصالية في دول غرب أوروبا، لكن هذه النزاعات انفجرت وامتدت إلى أوروبا الشرقية.. ومنها إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة. يشبه الوضع الجغرافي والديمغرافي في جزيرة القرم وضع "دانزنغ" وهي جيب ديمغرافي ألماني في بولندا، طالب فيه هتلر، وبسببه اشتعلت الحرب العالمية الثانية، وتأسّس الرايخ الثامن، لأن الشعوب الجرمانية منتشرة في أوروبا. في المقابل، فالشعوب الروسية ـ السلافية منتشرة في أوروبا، وكذا فالشعوب والقوميات غير الروسية منتشرة في الاتحاد الروسي (حوالي 16 قومية). لا يريد الاتحاد الروسي أن يتقدم الاتحاد الأوروبي إلى مناطق نفوذه، وأن ينهار الاتحاد الروسي مثل أحجار الدومينو، وفق نظرية شارل ديغول: أوروبا من الأطلسي إلى جبال الأورال، لأن خمسة ملايين كم روسية واقعة غرب الأورال. إذا كانت روسيا الأكبر مساحة، وفيها ربع علماء العالم؛ وأميركا الأكثر قواعد عسكرية في العالم، فإن الصين هي الأكثر سكاناً بين دول العالم. الأزمة الروسية ـ الأميركية/ الأوروبية غطّت على أزمة بين الصين وأميركا، لأن الصين تتطلع إلى اعتبار نفسها القوة العسكرية والاقتصادية الأكبر في بحر الصين، ومن ثم شمالاً إلى اليابان، وجنوباً إلى أندونيسيا، وهي منطقة غنية بمكامن الغاز والنفط. إذا تحالفت أوروبا مع أميركا في جورجيا وثمّ اوكرانيا، فإن روسيا متحالفة مع الصين وطموحها يتعدّى استعارة فرموزا إلى الانتقام من الهيمنة اليابانية على جنوب شرقي آسيا، واحتلال الصين، التي تريد الثأر من الغرب الذي شنّ "حرب الأفيون" ضدها، كما تريد روسيا الثأر لانهيار المنظومة الاشتراكية وتفكّك الاتحاد السوفياتي. في أزمة كوبا لم يكن الاتحاد السوفياتي مستعداً حقاً لحرب نووية، لكن في أزمات جورجيا ثم الشيان وأوكرانيا فإن روسيا مستعدة للحرب: سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، أيضاً. في يالطا تم تقسيم أوروبا، لكن في أوكرانيا سيتم تقسيم جديد: القرم لروسيا مع سكانه الـ20 مليونا، وباقي أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، علماً أن روسيا ستضم إليها المنطقة الأكثر تطورا. .. وهذه المرة: فتّش عن الاقتصاد.. يا ذكي! الغاز الروسي والسوق الصينية.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يالطا 2 مصغّرة يالطا 2 مصغّرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon