توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يذهب الفلسطينيون إلى الحرب؟

  مصر اليوم -

عندما يذهب الفلسطينيون إلى الحرب

بقلم : حسن البطل

أعطتني العملية النارية للشهيد مصباح أبو صبيح، في الشيخ جراح ـ القدس، إحصائية إسرائيلية، وبموجبها أن ميزانية الضحايا منذ عام على انتفاضة ثالثة للأفراد تختلف عن الانتفاضتين الشعبية والمسلحة، هي 240 فلسطينيا مقابل 43 إسرائيليا. هذا يعني أن نسبة الضحايا هي واحد إلى ستة.

حسب "ويكيبيديا" كانت نسبة خسائر الأرواح، في الانتفاضة الأولى، هي 1300 فلسطيني و160 إسرائيليا (إضافة إلى 1000 فلسطيني راحوا جرّاء تصفيات نصفها غير عادلة)، وفي الانتفاضة الثانية كانت النسبة 4412 فلسطينيا مقابل 334 إسرائيليا.

حسب إحصائيات دولية عن خسائر الأرواح في الحروب، يسقط قتيل عسكري مقابل كل ستة جرحى. سنلاحظ أن هذه النسبة متناسبة ولكن في عدد القتلى، في أحداث بدأت في تشرين الأول من العام الماضي.

كان سلاح الانتفاضة الأولى حجرياً أساساً؛ والثانية بدأت حجرية ثم مسلحة؛ والثالثة يغلب عليها السلاح الأبيض والمبادرة الفردية.. وفي جمعيها واجهها الاحتلال بالسلاح الناري.

استعار ماوتسي تونغ مثلاً صينياً يقول: ربّ شرارة أشعلت السهل كله.. في العربية يقال "أعظم النار من مستصغر الشرر"، وهكذا كانت "شرارة" الانتفاضات الثلاث، التي فوجئت بها إسرائيل بدرجات متفاوتة.

في الانتفاضة الأولى هُزمت إسرائيل سياسياً، وفي الثانية هُزمت السلطة الفلسطينية عسكرياً، وفي الثالثة واكبتها "حرب سياسية" تخوضها السلطة دولياً لتتحول دولة سيادية، بدلاً من مدح الانتفاضة وذم السلطة، لماذا ليس التكامل؟
صراع المائة عام الفلسطيني ـ الإسرائيلي هو إجمال المواجهات والمعارك والحروب، أو بتعبير آخر: صراع بين ميزان القوى في الجانب الإسرائيلي، وميزان الإرادات في الجانب الفلسطيني، الذي يواجه ميزان القوى بمزيج من الخصائص الفلسطينية الفريدة، مثل: قدرة التحمل، والصبر، والعناد.. وأيضاً بروح التضحية والفداء. الابتكار والإقدام.

جنرالات الحروب يقولون هذه الخلاصة: لا تذهب إلى حرب بدروس حرب سبقتها. إذا اختلفت الانتفاضات الثلاث، وفاجأت إسرائيل في ذلك، هل نردّ الاختلافات إلى ما قد نسميه العبقرية الشعبية الفلسطينية؟

كانت "الحرب الفدائية" نوعاً من عبقرية عسكرية فلسطينية؛ وكانت معركة الكرامة نقطة تحول فيها، لكن معارك ما قبل اجتياح لبنان 1982 تطورت إلى نقلة ثانية في ذلك العام، حيث كانت أقرب إلى حرب جيوش، وفي نتيجتها كانت ذات نتائج سياسية وعسكرية بدت حاسمة في تشتيت القوات الفلسطينية وقيادتها، وفي طيّ صفحة شكل الحرب الفدائية.. إلى الحربين الشعبية والسياسية.

مع الانتفاضة الأولى يمكن القول ببداية عبقرية شعبية في المقاومة، حيث أصبحت الانتفاضة نمطاً فلسطينياً وتعبيراً دولياً متداولاً، كما كانت الفدائية نمطاً فلسطينياً وتعبيراً دولياً متداولاً.

سننتظر فوضى الربيع العربي، لنتوقف قليلاً عن ذمّ أوسلو، التي نقلت البندقية الفلسطينية من كتف عربي رخو إلى صخرة سياسية على صدر إسرائيل، وإلى عبقرية شعبية فلسطينية في تغيّر نمط الانتفاضات الثلاث، فإلى خلاصة عسكرية إسرائيلية هي أن لا حسم عسكرياً في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، كما يقول جنرالات إسرائيل بعد خدمتهم.

ماذا عن الحسم السياسي؟ نجحت السلطة في جعل الحل الدولي المطروح متوافقاً مع الحل الفلسطيني، وهو "الحل بدولتين" إلى أن يتحقق الحسم السياسي بالنقاط، قد يستغرق الأمر، زمنياً، ما أخذه فشل الحسم العسكري ضد الحرب الفدائية.

خلال ذلك، قد تخبو انتفاضة "الأفراد" و"الذئاب المنفردة" وسلاح "السكاكين والدهس"، ثم تتجدد في "عبقرية شعبية" ذات نمط انتفاضي جديد، وشرارة مفاجئة أخرى لانتفاضة رابعة وخامسة، لأن ميزان الإرادات الفلسطينية سيظل مقابل ميزان القوى الإسرائيلية، خاصة بعد أن أصبحت أرض البلاد هي مركز الثقل والعمل السياسي والشعبي والانتفاضي والديمغرافي الفلسطيني، وليس أرض المنفى والشتات.

في الحروب هناك قانون: يخسر من يفرقع أولاً، لكن في الصراع الفلسطيني وحروبه سيقال: ينتصر في النهاية من يصمد أكثر.

حروب إسرائيل الخاطفة مع الجيوش وصراعها الطويل مع الفلسطينيين!

"نُص العالم، ونص فلسطين"
هذه عبارة الفلاح سميح (أبو خالد) الذي يذود عن قطعة أرض مساحتها 20 دونماً في ضواحي قرية اللبّن، جنوب نابلس بـ 20 كيلومتراً، ويرفض عرضاً من المستوطنين بـ20 مليون دولار، لإكمال الطوق الاستيطاني حول القرية.

أتشوّق لإطلالة ثانية على قطعة أرض بين تلتين فيها نبع ماء عين المستوطنين الحمراء عليه. وصلني سلام منه.

هذا الصمود كلّف (أبو خالد) تحرشات من متواطئين مع المستوطنين، أدّت إلى خسارة ابنه إحدى عينيه؛ وإلى 23 دعوى قضائية استيطانية أمام المحاكم الإسرائيلية لإجباره على بيع أو إخلاء أرضه.

يحتاج أبو خالد إلى دعم من محامين فلسطينيين ويهود أيضاً، حتى تحكم محاكم إسرائيل ببطلان دعاوى المستوطنين. يحتاج، أيضاً، إلى التفاتة سلطوية لتكريم وتوسيم دفاعه العنيد عن عبارته الأثيرة: "فلسطين في نص العالم، وأرضي في نص فلسطين".

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 01:06 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

8 ملاحظات على فيلم الممر

GMT 05:43 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إرهاب إسرائيلي يؤيده ترامب)

GMT 05:46 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

عيون وآذان («اللاساميّة» تزيد وترامب لا يرى ذلك)

GMT 00:14 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

8 ملاحظات على فيلم الممر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يذهب الفلسطينيون إلى الحرب عندما يذهب الفلسطينيون إلى الحرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon