توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«النطــــق...»!

  مصر اليوم -

«النطــــق»

بقلم : حسن البطل

١ - حروف الذلاقة

نختار لكم قبساً من الاجتهاد في الألسنية الذي تولاه الإمام فخر الدين الرازي، المتوفى 606 هـ، عظّم الله أجره، ونفعنا بعلمه.

ما نختاره لكم هو من كتيبه القيّم: «نهاية الايجاز في دراية الاعجاز»، والكتاب من جملتين ـ حسب التعبير القديم ـ أي من جزأين، وهو يتركز على تبين مكامن الفصاحة إن في مفردات الكلام؛ أو في جملته، مطرياً على اجتهاد سلفه شيخنا علي ابن عيسى، الإمام في العربية، المتوفى 384هـ، الذي ـ بدوره ـ استشار النحاة، فاتفقوا على أن مخارج الحروف في العربية ستة عشر.

1 ـ ذلاقة النطق والمنطق 

نقل عالمنا الرازي عن عالمنا الخليل (بن أحمد الفراهيدي) مايلي: «الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلّة اللسان، وذَلق اللسان (هو) بحدّي طرفيه، كَذَلق السنان».

يفيدنا اجتهاد عالمنا القديم في تفسير جريان بعض الأسماء والتراكيب الأجنبية على ألسنة العامة من الناس. فالإمام فخر الدين الرازي (محمد بن عمر) بحث في فصاحة مفردات الكلام، فوجد هذه المتسلسلة: دلالة اللفظة على المعنى. بلاغة المفردة. مدى ارتباط المفردة بالدلالات الوضعية للألفاظ.

وقال: إلى ذلك، فإن الفصاحة اللفظية قد تكون في مخارج الحروف. وقال: «ولا ينطلق شباة اللسان إلاّ بثلاثة أحرف، وهي: التاء، اللام، النون. فلهذا، تسمى هذه: «حروف الذلاقة « وتلحق بها الحروف الشفهية، وهي ثلاثة أيضاً: الفاء، الباء، الميم.

والآن ـ يا عزيزي القارئ ـ هلاّ لفظت «تلفزيون» فعلمت لماذا فشل مجمع اللغة العربية في استبدالها بلفظة «مرناة» من: رنا، يرنو.

أيضاً، يفسر لك ذلك هذا التوازن غير المحسوم بين لفظتي: «تليفون» و»هاتف»، حيث اللفظة الأعجمية تحوي ثلاثة من أحرف الذلاقة بينما تحوي «هاتف» حرف ذلاقة واحداً، وآخر حرف شفاه وهو «الفاء». وسنرى ان علة لفظة «هاتف» في ابتدائها بحرف «الهاء».

ثم قال: «ولما ذَلَقت هذه الحروف الستة، ومذل بهن اللسان، وسهلت عليه في المنطق (النطق)، كثرت في أبنية الكلام. فليس شيء من بناء الخماسي التام يعرى منها. فإن وردت عليك كلمة خماسية أو رباعية معراة من حروف الذلق، ومن الحروف الشفهية، فاعلم: ان تلك الكلمة محدثة مبتدعة، ليست من كلام العرب «.

وقال، أيضاً: «العين والقاف لا يدخلان في بناء إلا حسّناه، لأنهما أطْلَق الحروف. فأما «العين» فأنصع الحروف جرساً، وألذها سماعاً. أما «القاف» فأمتن الحروف وأصحها جرساً. فإذا كانتا ـ أو إحداهما ـ في بناء (مفردة) حَسُن البناء لنصاعتهما. فإن كان البناء (المفردة) اسماً لزمته الـ «سين» والـ «دال»، مع لزوم الغين والقاف، لأن «الدال» لانت عن صلابة «الطاء» وكزازتها، وارتفعت عن خفوت «التاء» فحسُنَتْ، وصارت حال «السين» بين مخرج الـ «صاد» والـ «زاي» كذلك.

وقال في «الهاء»: تحتمل في البناء للينها وهشاشتها، إنما هي نفس لا اعتياص منها. 

وحسم فخر الدين الرازي رأيه بعد قبول اجتهاد غيره، فقال: «هذه الاعتبارات لا بد من رعايتها (في النطق) ليكون الكلام سلساً على الأسلات، عذباً على العذبان، وهي كالشرط للفصاحة والبلاغة».

2 ـ تركيب الحروف 
من شروط الفصاحة ـ يقول الرازي ـ تركيب الحروف، وأن يكون التركيب معتدل المزاج. فإن من التراكيب ما يكون متنافراً جداً كقول الشاعر:

«وقبر حرب بمكان قفر - وليس قرب قبر حرب قبر»، فلا يستطيع واحد أن ينشد هذا الكلام ثلاث مرات، فلا يتتعتع ولا يتلجج. والسبب في هذا التنافر: القرب القريب لمخارجها، فيحتاج الناطق الى حبس الصوت زمنين متلاصقين فلا يظهر الحرف الأول.
* * * 
وهكذا، عزيزي القارئ، فإن الفصاحة تكون في «اللسان القويم» كما قالوا، وأما البلاغة فهي في تراكيب المفردة تلو المفردة ليكون القول بليغاً.. مثلما قال ذلك الأعرابي عندما سألوه رأياً في خلاف بين علماء اللغة: «يحدثوننا بلساننا في لساننا.. بما ليس من لساننا».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«النطــــق» «النطــــق»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon