توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. حتى آخر نيسان؟

  مصر اليوم -

 حتى آخر نيسان

بقلم : حسن البطل

.. لأنه حتى غاية نيسان، يكون الرئيس الأميركي ترامب قد التقى، على التوالي: الرئيس المصري السيسي، ثم ملك الأردن، عبد الله الثاني .. ومسك الختام، أواخر نيسان، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. مبكراً، كان قد التقى رئيس حكومة اسرائيل، نتنياهو. لعل هؤلاء هم أركان رباعية أخرى، غير رباعية مدريد الدولية، ومعهم سيرتب ترامب خيوط ما يدعوه «الصفقة» الكبرى والتاريخية؟ سنعود الى قمة عمان العربية الأخيرة، وهي رابع قمة تعقد في عمان، وغاب عنها اربعة قادة عرب، لكن حضرها ثلاثة ضيوف أجانب، هم امين عام الامم المتحدة، انطونيو غوتيريس، ومفوضة الاتحاد الاوروبي، فيدريكا موغريني، والمبعوث الأميركي الرئاسي، جيسون غرينبلات، الذي كان ضيف الشرف الأكبر، بدعوة من الملك الاردني. كما هو متوقع، أشار غوتيريس ومورغيني إلى أن قوام عملية السلام هو «الحل بدولتين»، أمّا محامي الصفقات الخاصة بالسيد ترامب، فكان قد أنهى جولة استطلاعية أولى شملت: اسرائيل والأردن وفلسطين. عشية قمة عمان، كان ترامب قد استكمل عناصر فريقه الرباعي الذي سيدير «الصفقة» مع موافقة غالبية اعضاء الكونغرس على تعيين الأميركي اليهودي، ديفيد فريدمان، سفيراً لبلاده لدى اسرائيل. لا كبير أهمية لكون ثلاثة أعضاء في فريق «الصفقة» هم يهود، واثنين منهما من فريق صفقات ترامب، مثل صهره ومبعوثه الخاص، لأن الرئيس - صاحب الصفقات التجارية هو الذي يحركهم لانجاز صفقة سياسية. لم يتحدث غربنبلات، في جولته الاستطلاعية، او في قمة عمان عن «حل الدولتين» بل عن صفقة سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، إمّا بدولة واحدة، وإما بدولتين، وليس عن سلام بين اسرائيل وفلسطين. مفهوم، حكماً، أن «حل الدولتين» يفترض غلافاً سياسياً - سيادياً، وأما حل الدولة الواحدة، فيفترض غلافاً ديمقراطياً. خلاف ادارات اميركية سابقة رأت في الاستيطان ما يقوّض حل الدولتين، فإن الادارة الحالية ترى أن الاستيطان لا يشكل عائقاً رئيسياً امام السلام! مع تخييره الفلسطينيين والاسرائيليين في حل «الصفقة» بين دولتين ودولة واحدة، طلب ترامب خلال مؤتمره الصحافي مع نتنياهو وضع ضوابط لـ «لجم» تمادي الاستيطان. عُلم، لاحقاً، أن فريق نتنياهو وغرينبلات، اخفقا في التوصل الى تفاهم مشترك حول صفقة تفاهم ثنائية تمهيدية، قبل الصفقة الثلاثية الكبيرة بين ترامب ونتنياهو وابو مازن. من ادعاء ترامب أن الاستيطان ليس عقبة أمام السلام، إلى كونه عقبة أمام تفاهم واشنطن وتل ابيب على شكل ومدى وقيود «لجم» الاستيطان. حتى لا تجازف حكومة نتنياهو بخلاف مع ادارة ترامب حول صفقة التسوية السياسية، فسوف تستجيب لطلب واشنطن طرح «تسهيلات» لتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني. ليس للمرة الأولى تتملص فيها اسرائيل من الخيار السياسي بتسهيلات اقتصادية، كما ليس للمرة الأولى التي تطلب فيها واشنطن هذا، منذ حاول وزير الخارجية الأميركي الأسبق جورج شولتز، قبل الانتفاضة الاولى، تحسين ظروف حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، لقطع الطريق على نفوذ م.ت.ف. يبدو لي ان صفقة ترامب المقترحة لا تتعدى نوعاً من غلاف رابع سياسي بين فلسطين واسرائيل يكون أكثر من حكم ذاتي وأقل من دولة سيادية، يضاف الى غلاف جمركي - اقتصادي منذ اوسلو، يكرّس حال تبعية اقتصادية، وكذا غلاف ديبلوماسي مشترك، حيث ان الزيارات الأجنبية تشمل القدس الغربية ورام الله، ثم الغلاف الأمني، حيث تريد اسرائيل سيطرة امنية عليا من حدّ النهر الى حدّ الساحل، ومنذ الانتفاضة الثانية صارت تشمل المنطقة (أ) السيادية الفلسطينية. كيف سيوفق العقاقيري ترامب بين ايدلوجيا نتنياهو المرتبطة بـ «ارض - اسرائيل» وبين السياسي ابو مازن الذي يرى الحل في دولتين سياديتين متجاورتين؟ الرئيس المؤسس عرفات، قال «لا» في كامب ديفيد ٢٠٠٠، لأنه كان مشروع سلام مجحفا بشروط عرفات: دولة فلسطينية سيادية على حدود ١٩٦٧، ويشمل انهاء المطالب، بما فيها حق العودة، لكنه قال «لعم» لأفكار كلينتون اللاحقة. الرئيس الممؤسس ابو مازن قال «لعم» مبدئية لمشروع اولمرت حول تعديلات حدودية، تبدو غير متساوية او متكافئة في القيمة. في وقت مبكر من المشروع الاستيطاني، حتى قبل اوسلو، كان هناك من قال ان الاستيطان وصل «نقطة اللاعودة» مثل ميرون بنفينستي، والآن هناك في اسرائيل من يقول ان الاستيطان اوصل «حل الدولتين» إلى هذه النقطة الحرجة. كيف يفكر ترامب، في نهاية نيسان، بتمرير صفقته، وكيف ستوزع الحصص، ويكون للفلسطينيين فيها من الجمل أذنه (أو ذنبه) وهل ستكون بالتراضي او الرضا او بالفرض! أبو مازن لا يستطيع قبول اقل من غلاف سياسي - سيادي «لحل الدولتين». اما نتنياهو فلا يستطيع قبول حل الدولة الواحدة ذات الغلاف الديمقراطي. يتعلل نتنياهو بأن خيار الدولتين سيفكك ائتلافه الحاكم، وخيار الدولة الواحدة سيفكك المشروع الصهيوني و«يهودية اسرائيل». ان وصول ترامب للرئاسة ليس اقل من انقلاب ديمقراطي محلي وسياسي، بما يذكّر بالانقلاب الديمقراطي الاسرائيلي عام ١٩٧٧ ووصول بيغن الى الحكم .. لكن، في حكومة بيغن كان هناك وايزمان ودايان المؤيدان للانسحاب من سيناء. ادارة ترامب لمحت لنتنياهو الى فك واعادة تركيب حكومته، واستبدال «البيت اليهودي» بـ «المعسكر الصهيوني» برئاسة اسحاق هيرتسوغ. بعد نيسان، على الأرجح أن يعود صاحب فكرة «الصفقة» او المهمة المستحيلة، الى مشروع «الحل بدولتين» ولكن ليس عن طريق تصويت آخر في مجلس الأمن، او منظمات الأمم المتحدة. كان السادات يرى أن أوراق الحل في سلة أميركا، ويبدو منذ اوسلو أنها تبقى في يد اميركا، سواء بالصفقة او بحل الدولتين، ولو بغلاف عربي «يقمط» الغلاف السياسي - السيادي الفلسطيني - الاسرائيلي.

المصدر : جريد الأيام المستقلة 

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 حتى آخر نيسان  حتى آخر نيسان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon