توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سفر .. سفر» !

  مصر اليوم -

«سفر  سفر»

بقلم : حسن البطل

تنويه: يحتجب العمود أسبوعين بداعي إجازة وسفر.
***
كانت للتشكيلي الفلسطيني الراحل، مصطفى الحلاج، عادته الفريدة بين سفر وآخر: ما أن يعود من سفرةٍ حتى يُرتّب حقيبة ثانية لسفرةٍ أخرى. واحدة لسفر الشتاء وأخرى لسفر الصيف/ حسب بلد ووجهة السفر. كل ما يفعله بين حقيبة سفر وأخرى، أن يضع جواز سفره في جيبه!

هذا عن عادات مصطفى في السفر، قبل خروج بيروت 1982، أما قبل ذاك الخروج وبعده، فقال درويش ما معناه، تلزم الفلسطيني المسافر حقيبة سفر متينة؛ وأما الشاعر الراحل معين بسيسو فقال قصيدة له، بعد بيروت، عن السفر، كرّر فيها المفردة «سفر.. سفر.. سفر» مرّات عدّة!

السفر يعني من مطار إلى مطار، وقبل هذه الأوسلو، قال درويش: «مطار أثينا يُوزِّعنا على المطارات، وأما ما بعدها فصار حال فلسطينيي السلطة هو: مطار عمّان يُوزِّعنا على المطارات!

لماذا؟ بين المطار والسفر هناك هذا الجسر الوحيد، أي أننا نسافر حتى نسافر، فلا بد من الجسر وإن طال السفر من مطار إلى مطار، وبين معبر على جسر ومعبر على جسر آخر، لا بد للمسافر الفلسطيني من «وعثاء السفر» كما قال شاعر قديم، قبل هذا «الطائر الميمون» من مطار إلى مطار.

لا أعرف، بالتحديد، ماذا تعني مفردة «وعثاء» الغابرة في اللغة، لمّا كان سفر البرّ على متن مطايا الدواب والراحلة من الإبل، وصارت تعني فترة وقوف وانتظار حافلات السفر من معبر جسر إلى معبر جسر آخر، أي «سفر برلك» قصير. «وعثاء» انقرضت في اللغة لكن «شدّ الرحال» لا تغيب في الحديث عن زيارة القدس والحرم القدسي مثلاً.
بسيسو قال قصيدة «سفر.. سفر» وفي مرحلة لاحقة تداول شعراء قصيدة «حجر.. حجر» زمن اندلاع الانتفاضة الأولى، والقصيدة الحجرية استفزت الشاعر والناقد، زميلنا محمد علي اليوسفي، فكتب عنها نقداً شعرياً ووظيفياً ولغوياً في «فلسطين الثورة».

لا أُحبّ السفر من سفر الجسر إلى سفر المطار، ولم أُحبّ مطاراً كما أحببت مطار لارنكا القبرصي طيلة 13 عاماً، فقد عوملنا فيه، في السفر والعودة، معاملة المواطنين القبارصة.

لا أُحبّ مطار هيثرو محطة السفر الجوي بين مطار عالية لسببٍ بسيط وسخيف: كلّ مرة يسألونني عن وضوح بصمة إبهام كفي اليمنى، وليس باقي أصابع الكفين، أو بصمة قزحية العين. جوابي: هذا من أثر جلي الصحون، مع أنه قد يكون من كثرة الإمساك بأضلاع قلم «بيك» للحبر الناشف.

أعتقد أن الفيزا (سمة الدخول) البريطانية أعقد من باقي فيزات السفر، وأحصل سنوياً على فيزا عائلية، لأن ابنتي وابني يحملان جوازي سفر بريطانيين، ومع ذلك لا بدّ لي من شهادة بنكية، مدعمة بشهادة من مكان العمل الحالي.

بين سفرة سنوية وأختها، صار لي من ابنتي حفيدة أنثى ثم حفيد ذكر من زوجها البريطاني، ومن ثم على من صار جداً أن يلعب دور «جليس الأطفال»، الحريصة أمهم على تعليمهم لغة الضّاد، وبلسانها تقول ليلى بالعربية: «ليش ما في شمس اليوم؟ يمكن سيدو زعلان»!

ماذا يعنيكم من إجازة ـ سفرة هذا الصيف؟ أسبوعين أو ثلاثة سيغيب عمود «أطراف النهار» دون حاجة لإعادة نشر «من قديمه الجديد» عندما كان عموداً يومياً، أو لثلاثة أيام أسبوعياً.

يعني، هذه إجازة، والإجازة السنوية لمحرِّري «الأيام» 21 يوماً، لكن إجازاتي الفعلية كانت لا تتعدّى الأسبوعين، أي أن لديَّ رصيد إجازات من أسبوع طيلة 21 سنة، لكن تسقط بالتقادم إن لم تُستنفد خلال عامين من استحقاقها.

في سفرة صيفي هذا العام، تصادف يوم عودتي مع أيام عودة أفواج حجاج بيت الله الحرام، فسبّقت العودة أسبوعاً لأن عودتهم ستكون «وعثاء» السفر مع انتظارٍ طويل في صف باصات بين معبر جسر وآخر، في أخفض نقطة، وأكثر شهور العام حرارة في لظى شمس الصيف.

من نعمة ربِّي عليَّ أن إجازات كاتب «أطراف النهار» تخلو من «إجازة مرضية» بعد هذا العمر المهني والبيولوجي، وجميعها إجازات عائلية، وكلها تقريباً، بعد أوسلو، إلى ما كان يقال: «لندن مربط خيلنا» وما صار أنها «مربط» أولادي وأحفادي؟

هذه السنة «كبيسة» في إجازات سفري إلى لندن، لأن الحفيد الثاني يحتاج «جليس أطفال» ولأن الابن الوحيد سيتخرج من جامعته في كانون الأول حاملاً شهادة «مهندس طيران».

عندما تحطّ الطائرة أرض مطار «هيثرو» لا أشعر كما كانت تحطّ الطائرة في مطار «لارنكا» ولا أُحبّ بريطانيا كما أحببت قبرص، لأنها المسؤولة عن «نكبتي» ومنافيها ومطبّات مطاراتها، لكنني أحُبّ دور «سيدو» كما أحببت دور «بابا» مثلكم بالطبع.

أُحبّ قرية «ميليس» شمال لندن 150كم، حيث تعيش حماة زوجتي السيدة «هال» والريف الإنكليزي الجميل.

غرضي من هذا «العمود» أن تطمئن بقايا أسرتي في سورية إلى أن احتجاب العمود مجرد إجازة صيف آخر.. ولكن تختلف هذه المرّة.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سفر  سفر» «سفر  سفر»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon