توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لجنة تحقيق للتطويق والتوفيق.. بلا تلفيق!

  مصر اليوم -

لجنة تحقيق للتطويق والتوفيق بلا تلفيق

بقلم : حسن البطل

أيام في مجرى الأسبوع، ستفرغ لجنة تحقيق أخرى، ثلاثية الأركان، من تقديم تقريرها ثلاثي الأركان، بيروقراطية القضاء في قضية الشهيد باسل الأعرج؛ عنف الشرطة في فضّ مظاهرة احتجاج؛ دور محتجين في هتافات الاستفزاز السياسية والأخلاقية.

ظاهرياً، يبدو تشكيل اللجنة متوازناً: لواء هو وكيل وزارة الداخلية، مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، نقيب المحامين.
هذه ليست أول لجنة تحقيق في صدام آخر بين جهاز مكافحة الشغب، وجانب من جمهور في مظاهرة احتجاج، فما سبقها من لجان تحقيق لم تحقق تعادلاً بين ثلاثة أركان: تلفيق، توفيق وتطويق.

في جذر المسألة أن الجمهور يتطلع ويريد من سلطته أن تكون حسنة الأداء في مهام دولة سيدة لمؤسساتها السياسية والأمنية والقضائية ـ القانونية.
لكن هذا التوازن في الأداء غير متحقق على الوجه الأمثل، لا في دول الجوار العربي، ولا في إسرائيل المدعية أنها ديمقراطية "فيللا في غابة" أو حتى دول عريقة في الديمقراطية.. مثل أميركا!
في السنوات الأولى من حقبة سلطوية فلسطينية، صرفت الدول المانحة أموالاً لإعداد وتدريب وبناء جهاز أمني وقضائي سلطوي فلسطيني يراعي تطبيق أجهزة الأمن لحقوق الإنسان، والجهاز القضائي للعدالة في أحكامه.

في الواقع، تحقق في البناء السلطوي ـ القضائي أمر واحد متحقق في الدول الأوروبية، وهو حظر إنزال عقوبة الإعدام في الجرائم الجنائية، وكذا في الجرائم السياسية ـ الوطنية، مثل العمالة الأمنية للاحتلال، أو سماسرة بيع وتسريب الأراضي لصالح الاستيطان اليهودي.

طيلة حكم الرئيس المؤسس صادق على أربعة ـ خمسة أحكام لتنفيذ عقوبة الإعدام، كلها أو معظمها تحت ضغط هياج الشارع.
في حكم الرئيس الثاني، الممأسس، لم يصدر ولم ينفذ حكم إعدام واحد، مع استثناء أحكام إعدام صدرت ونفذت من جانب سلطة "حماس" واعتبرت غير شرعية لأن الرئيس لم يصادق عليها.

حتى زمن "القضاء الثوري" لمنظمة التحرير، لما كانت في المنفى، كان تنفيذ عقوبة الإعدام أقل بكثير من سائر حركات التحرر الوطني.

إذا كان جهاز "الكفاح المسلح" لمنظمة التحرير هو بمثابة شرطة عسكرية للفصائل، وشرطة قضائية للجمهور، فلم يشهد حالات قمع لاحتجاجات الجمهور.
آنذاك، كانت "لجان تحقيق" لصدامات بين منتسبي الفصائل تنتهي أحكامها إلى التطويق والتوفيق.. وشيء كبير من التلفيق.

أذكر هياجاً شعبياً لبنانياً ضد المنظمة، والفدائيين والفلسطينيين، بعد حادثة اغتصاب نفذها فدائيون في فصيل جرت في جبال الشوف وكانت الضحية سيدة مجتمع لبنانية معروفة.
المجرم المغتصب لاقى مصرعه في اشتباك مع جهاز "الكفاح المسلح".
رجال الكفاح المسلح تحولوا، بعد أوسلو، إلى جنود قوات الأمن الوطني ورجال شرطة، وجهاز الأمن الفصائلي صار جهاز الأمن الوقائي لخريجي الانتفاضة الأولى.
الآن، لا يشكل العائدون، بعد أوسلو، سوى "أقلية في الجهاز الحكومي ـ السلطوي ـ الإداري، وكذا في ضباط الأمن الوطني، وكل جنوده، أيضاً، من أهل البلاد.
"القضاء الثوري" صار قضاءً مدنياً محلياً مثقلاً بإرث معقد من قوانين سابقة على تشكيل السلطة الوطنية، وتعامل مع قضية الشهيد باسل الأعرج وفق بيروقراطية فتح قضية سابقة وإغلاقها بعد استشهاده.

هذا لم يُرض الجمهور المحتج، وسلوكه في التجمهر وقطع الطريق، وبالذات صراخه وهتافاته الجارحة، سياسياً وأخلاقياً، التي استفزت رجال الشرطة، وتم فض الاحتجاج بالقوة، وتوقيف بعض المحتجين، وإطلاق سراحهم في اليوم ذاته.

في اليوم التالي، وبعد تشكيل لجنة تحقيق ثلاثية، لم يحصل احتكاك واشتباك في تجمهر ثانٍ وسط المدينة.. ومن قبل، في إضراب المعلمين الطويل.
لا بأس بمقارنة بين "ديمقراطية غابة البنادق" في بيروت، واحتجاجات الشعب وصداماته مع أجهزة السلطة.

كان هناك في كوادر ومقاتلي الفصائل من المثقفين من شكل جماعة "الرصيف" التي أصدرت نشرة صحافية ضد م.ت.ف وسياستها وإدارتها وأجهزتها، وكان نقدها جذرياً ولاذعاً وساخراً بأسلوب شعري وثقافي.. لكن، إبّان الاجتياح الإسرائيلي كان رجال "الرصيف" جنوداً بالسلاح والكلمة والصحافة دفاعاً عن م.ت.ف (مثال: علي فودة).
في تلك المرحلة لم تكن هناك إضرابات مطلبية أو احتجاجات جماهيرية.. ولا رجال حفظ النظام العام والقانون.. ولا محاكم مدنية مختلفة الدرجات، ولا هيئات حقوق المواطن، ولا فصل بين السلطات، ولا انتخابات تمثيلية للشعب.

نعم، كانت خلافات فصائلية لم توفر اتهامات الانحراف والتخوين ضد القيادة، وانشقاقات مسلحة وصدامات فصائلية مسلحة.
الآن، سلطة الثورة غير سلطة الشعب، وحكم شعب على أرض غير حكم لاجئين وثوار في المخيمات.
القضاء المصري هو الأعرق عربياً، لكن محاكمة الرئيس مبارك خلال سنوات، انتهت من الإدانة والتجريم في مسائل معينة إلى البراءة في مسائل معينة. هو ابن الجيش والجيش يحكم!
لا يستطيع الشرطي في السلطة الفلسطينية أن يتمتع بروح رياضية، كما في حالة "نطحة" اللاعب زين الدين زيدان لزميله في الفريق الآخر "سبّ أخته" وليس بأقذع، أخلاقياً وسياسياً، من سباب قسم من الجمهور للسلطة.

يمكن أن القضاء أظهر "بلادة" قانونية معينة، والشرطة أظهرت عنفاً في القمع، والجمهور أطلق سباباً قاسياً، سياسياً وأخلاقياً.
لكن، لجنة التحقيق الحالية لن تكون الأخيرة، لأن الثورة حديثة العهد بتقاليد السلطة المدنية؛ والشعب حديث العهد في العيش تحت ظل سلطة وطنية، ونأمل من لجنة التحقيق أن توازن بين التوفيق والتطويق، وأن تبتعد ما أمكن عن التلفيق.

GMT 01:49 2019 السبت ,02 آذار/ مارس

لـ «الخيانة» وجوه عدة..!

GMT 00:47 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

ليس من حق أردوغان أن يعظ فى حقوق الإنسان!

GMT 03:35 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

تركيا وفقدان البوصلة

GMT 01:16 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

حقوق الإنسان

GMT 01:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

من يدافع فعلا عن حقوق الإنسان؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لجنة تحقيق للتطويق والتوفيق بلا تلفيق لجنة تحقيق للتطويق والتوفيق بلا تلفيق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon