توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هامش مهني

  مصر اليوم -

هامش مهني

بقلم : حسن البطل

 صدر العدد الأول من «الأيام» يوم عيد الميلاد 1995. هنا يوم من أيام صعبة مرّت على الجريدة خلال الانتفاضة الثانية. ميلاد مجيد لفلسطين والعالم!

هامش مهني

نقز قلبي. ردهات التحرير استحالت مهاجع. طراريح الإسفنج الصناعي في كل قرنة من ردهة التحرير الرئيسة، والثانوية، وحتى ردهة التنضيد والإخراج.

الجريدة اليومية «كائن ليلي» ذو وجه صباحي برّاق. وفي ذلك الصباح نقز قلبي. وحدي كنت «وردية النهار»؛ والأشياء، على طاولات التحرير، وعلى أرضية ردهات التحرير/ المهاجع، ليست في مواضعها المألوفة.

الوجوه المألوفة، بعد عِشرة عمل، كانت غير شكل، لعلّها تشبه وجهي عندما كنت، في بيروت، مسؤولاً مناوباً عن «وردية الليل» في جريدة م.ت.ف اليومية، خلال سنوات الحرب.

مكاتب مجعلكة. طاولات ملأى بكاسات شاي، فناجين قهوة، أكواب من البلاستيك الأبيض.. وجميعها ملأى، ولكن بأعقاب السكائر.

الجريدة كائن ليلي، وبعض محرّريها، مثلي، كائنات نهارية. بين ورديتي الليل والنهار تعمل وردية العمال على تأهيل المكاتب.

في ذلك الصباح، حيث نقز قلبي، اختلطت أطراف نهار الوقت بآناء الليل.. بذروة أعمال التنظيف.

منذ عامين، تقريباً، صارت أعمال «الأيام» تسير بقوة «البدائل»، الذين يسدون فراغ غياب هذا المحرّر، وذاك المنضّد، أو المخرج الفنّي. مهنة المتاعب طافحة بأوضاع الطوارئ.

تصوّرت نفسي أعود إلى وردية الليل قتيلاً تعباً على وجه الصباح، مرمياً على طُرّاحة من الإسفنج.. لكن، جملتي العصبية لا يدغدغها وسن عابر.. إذا تسلّل شعاع من مصابيح الشارع، عبر نوافذ الردهات العديدة والفسيحة. نسيت كيف ينام البعض في غرف مضاءة.

***
لـ «الأيام» خمسة أيام احتجاب على مدار العام. يومان في عيد الفطر، وثلاثة في عيد الأضحى. وفي هذا العام اختزلت الإدارة الأيام الخمسة إلى أربعة، فقد استقرضت إلى دوام العمل يومين من أيام «عيد الأضحى» الثلاثة.

ثلاثة اجتياحات خلال أقلّ من ثلاثة شهور، أجبرت «الأيام» على الاحتجاب أكثر من مجموع عطلات المؤسسة خلال ثماني سنوات.. وأجبرت الإدارة، بعد اجتياح آخر نيسان ومعظم أيار، على اختزال رواتب العاملين بمقدار النصف.

في الحسابات الإدارية، المهنية المحضة، اعتبروا استقطاع نصف الراتب بمثابة «راتب سلفة». أما في الاجتياح الثالث، الذي قال المجتاحون إنه غير محدد الأمد، فقد كان على إدارة «الأيام» أن تعيد ترتيب ورديات العمل واستنزاف المتطوّعين والبدائل، وأمّا العاملون في قسم التوزيع فعليهم تحمُّل أثقل الأوزار، وهو وزر المحافظة على خطوط الإمداد/ التوزيع القديمة، ولو في حدّها الأدنى، مع مفارقات «لوجستية» عجيبة، مثل وصول الجريدة إلى غزة، وعدم وصولها إلى بيرزيت.
***

الكتابة، المنتظمة بخاصة، ذات عادات معينة، يتألّف نسيجها من عناصر التوقيت (الزمني والنفسي)، ومن أُلفة المكان حيث تكتب، وأُلفة الوجوه.. وأيضاً، عادة تصفُّح الشبكة الإخبارية (الوكالات)، والشبكة المعلوماتية الدولية (الإنترنت).

كلها عادات تتبدّل.. إلاّ عادة الذهاب إلى العمل الصباحي بعد قسط من النوم الليلي.. في غرفة مظلمة تماماً. يكفي أن يضغط أحد ما مفتاح النور، لأفتح عيني بعد ثوانٍ قليلة.

.. لذلك، نقز قلبي، إذ تصوّرت نفسي أكتب مادّتي اليومية، في موعدها اليومي المعتاد، الرابعة ظهراً، وقد اختلطت أطراف النهار بآناء الليل. لا توجد قيلولة النهار لمادة صحافية نهارية.

في العاشرة مساءً، قبل ثلاثة أيام، دهمني فاكس من إدارة التحرير، يطلب، على عجل، مادة العمود لليوم التالي محظور التجوّل، بطريقة ما أوجدتُ ما يسدّ مسدّ النقص.

الناس لا تسأل، أمام الأفران، عن سبب مقنع لغياب الرغيف اليومي. الناس، نفسها، تسأل، إذا صدر عدد الجريدة، رغم حظر التجوّل.. كيف ولماذا صدر؟!

الصحافي جندي، والجندي في المعركة لا يطرح أسئلة زائدة.. لكن الناس تناقلت إشاعة ظالمة، مفادها أن صدور «الأيام» رغم أيام حظر التجول، نتيجة «تنسيق» مع الجانب الإسرائيلي..؟! زملاء غيارى، أو زميلات غيورات.. أو أننا شعب تلوك ألسنته كل شيء؟!

أنا الذي نقز قلبي، بعدما رأيت المكاتب مهاجع، شعرت بوجع زملائي من وردية الليل، الذين يُمسُون ويُصبِحون يومين أو ثلاثة.. وهم يلوبون في مكاتب الجريدة. سألوني أن أدافع عن شرفهم المهني.. كما يسهرون على حروفي!

أفكر، خاصة، بزملائي في قسم التدقيق. معظمهم مُعلِّمو مدارس براتب لا يتعدّى 2100 شيكل، ومثلها راتب من الجريدة.. والمجموع يكاد يسدّ الحدّ الأدنى من تكاليف العيش.. جمع متاعب مهنة التعليم إلى مهنة المتاعب.

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هامش مهني هامش مهني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon