توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا الثالثة كانت ثابتة.. ولا الرابعة!

  مصر اليوم -

لا الثالثة كانت ثابتة ولا الرابعة

بقلم : حسن البطل

قد يرى البعض، الإسرائيلي والفلسطيني في توقيت زيارة رئاسية أميركية ثالثة مغزى معينا، فهي ستتم في شهر أيار المقبل؛ شهر النكبة الفلسطينية وإعلان قيام إسرائيل.

الواقع، أن زيارة ترامب لإسرائيل وفلسطين، جزء من جولة رئاسية أميركية، هي الأولى بعد قليل من مرور 100 يوم على رئاسته، وستشمل أوروبا، وأربع دول في الشرق الأوسط هي: السعودية، إسرائيل، العراق ومصر، إضافة إلى لقاء في المقاطعة في رام الله.

مع ذلك، فإن زيارته لإسرائيل وفلسطين ذات أهمية خاصة، ربما لأنها ستشكل الخطوات الأولى في "صفقة" ترامب للسلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

سبقت الزيارة الترامبية واحدة افتتاحية قام بها الرئيس بيل كلينتون في كانون الأول 1998 إلى غزة لحضور جلسة ـ حفلة للمجلس الوطني، لتأكيد اعتراف م.ت.ف بإسرائيل، بعد اعترافها بها في اتفاقية أوسلو، وكذا افتتاح مطار ياسر عرفات في غزة، وتدشين شجرة اعياد الميلاد في بيت لحم.

الزيارة الثانية أداها الرئيس جورج بوش ـ الابن في كانون الثاني 2008 إلى رام الله، بعد رعايته قمة أبو مازن ـ اولمرت، في أنابوليس، ولتأكيد مفاوضات لمدة عام للاتفاق على موضوعة "الحل بدولتين" التي أطلقها بوش قبل ذلك بخمس سنوات، تطويراً لـ "خارطة الطريق" و"الرباعية الدولية".

الزيارة الثالثة أداها الرئيس باراك اوباما في آذار 2013 والتي جرى خلالها استقبال رسمي كامل في ساحة المقاطعة.

إن معنى الزيارات الثلاث، وكذا الزيارة الرابعة، أن فلسطين "حقيقة سياسية" وليست "سيادية" منذ اتفاقية أوسلو، وحتى قبل موضوعة "الحل بدولتين"، علماً أن وزير الخارجية الأميركية، آنذاك، وارن كريستوفر زار غزة، والتقى عرفات في "المنتدى" في العام 1995.

إن خطّ الزيارات القدس الغربية ـ رام الله السياسية ـ الدبلوماسية الأجنبية، منذ ما بعد أوسلو يعني أن إسرائيل وفلسطين ساحة دبلوماسية ـ سياسية مشتركة، كما تعني اعترافاً دبلوماسياً واقعياً أن القدس الغربية هي عاصمة إسرائيل "دو فاكتو" وليست اعترافاً سياسياً بضم إسرائيل للقدس الشرقية، واعتبار القدس المكبّرة "عاصمة إسرائيل".

سبق لأبو مازن أن عقد اجتماعات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية في مقرها الرسمي بالقدس الغربية، دون أن يعني هذا اعترافاً سياسياً فلسطينياً بأن القدس عاصمة لإسرائيل.

الرئيس ترامب وعد، خلال حملته الرئاسية، وبعدها بقليل، بتنفيذ قرار للكونغرس يعود إلى العام 1995 بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وهو الأمر الذي يؤجله البيت الأبيض كل ستة شهور، وعلى الأرجح سيؤجله الرئيس ترامب خلال زيارة رئاسية أميركية رابعة، لكنه قد يعلن اعترافاً بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.

كما في كل "صفقة" فإن ترامب سيخرج من معادلة "دولة واحدة أو دولتين.. كما تشاؤون" بتصريح عن تأييده إقامة دولة فلسطينية، مؤجلاً الاعتراف بأن القدس الشرقية عاصمة لها إلى حين عقد قمة في البيت الأبيض بمشاركة زعماء عرب وإسرائيل وفلسطين في وقت ما متأخر من صيف أو خريف العام الجاري، وفق مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي يرفضها نتنياهو، أو يقبلها من آخرها، أي تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل قبل الانسحاب من الضفة الغربية.

يبدو أن ترامب يفكر بجعل السلام العربي ـ الإسرائيلي، والسلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي صفقة متزامنة خلال القمة الأميركية ـ العربية ـ الإسرائيلية المزمعة.

منذ موضوعة "الحل بدولتين" للرئيس بوش ـ الابن، صارت موضوعاً سياسياً دولياً، لكن الرئيس ترامب صار يتحدث عن "سلام بين إسرائيل والفلسطينيين" أي بين دولة وشعب تحت الاحتلال منذ نصف قرن، لكنه يؤدي زيارة بروتوكولية رسمية لقيادة هذا الشعب المعترف بها عالمياً، والتي تتعامل معها الإدارات الأميركية.

كما لا يوجد أميركيون بلا أميركا، وفرنسيون بلا فرنسا، وإسرائيليون بلا إسرائيل، فلا يوجد فلسطينيون بلا فلسطين.

حكومة نتنياهو اليمينية تستطيع أن تدير خلافاً مع كل دول العالم، بما فيه الاتحاد الأوروبي، واستطاعت أن تدير خلافاً مع إدارة باراك اوباما، لكن يصعب عليها إدارة خلاف مع إدارة أميركية يمينية مثل إدارة ترامب، التي تأخذ على سابقتها امتناعها عن استخدام "الفيتو" ضد القرار 2334، وتعهدت بصدّ كل محاولة فلسطينية لانتزاع قرار من مجلس الأمن حول تطبيق "الحل بدولتين".

في المقابل، فإن دولة فلسطين حصلت على اعتراف 137 دولة حتى الآن، ولكن بقية دول العالم الرئيسية، خاصة الأوروبية منها، تتردّد في الاعتراف بدولة فلسطين، بانتظار ليس تأييد ترامب المتوقع لإقامة دولة فلسطينية، بل اعتراف الولايات المتحدة بالدولة.

الفلسطينيون ربما علقوا آمالاً على قمة كامب ديفيد 2000، ثم علقوا آمالاً أقلّ على قمة أنابوليس واجتماعات أولمرت ـ أبو مازن.. لكنهم الآن، لا يعلقون تقريباً آمالهم لا على قمة ترامب ـ أبو مازن، ولا على زيارة رئاسية أميركية رابعة إلى رام الله.

مع ذلك، فإن الرئيس ترامب الذي يكره سياسة سلفه أوباما، ويقوم بنقضها في أميركا والعالم، أخذ عليه ولعه في "لعبة الغولف".. لكنه صار ولوعاً بها أكثر منه.

في لعبة الغولف عدة رمايات للكرة نحو علم فوق حفرة. نادراً جداً ما تصل ضربة مضرب إلى أقرب مسافة من الحفرة.. وبعد كل هذه السنوات منذ أوسلو، وثلاث زيارات رئاسية أميركية، يتصور ترامب أن كل ما عليه هو ركلة خفيفة ودقيقة تدفع الكرة إلى الحفرة!

ما تحتاجه "الصفقة الكبرى" ليس مشروعاً لبناء اقتصاد فلسطين، بل "مشروع مارشال" سياسي للمزاوجة بين مبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية. 

المصدر : صحيفة الأيام

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا الثالثة كانت ثابتة ولا الرابعة لا الثالثة كانت ثابتة ولا الرابعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon