توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«وداعاً للسلاح»

  مصر اليوم -

«وداعاً للسلاح»

بقلم : حسن البطل

أعود، مرة ثانية او ثالثة، الى تعقيب زئيف شيف على كتاب يزيد الصايغ: «الكفاح المسلح، والبحث عن الدولة». كان شيف المحرر العسكري المتوفى لصحيفة «هآرتس».

خلاصة مؤلف الصايغ الضخم، الذي ينتهي على مشارف «اوسلو» هو نقد لمسيرة الكفاح الفلسطيني، ليس في انجاز هدفه القومي «تحرير فلسطين»، ولكن في انجاز هدفه المرحلي في اقامة دولة وطنية فلسطينية.

خلاصة نقد شيف لكتاب الصايغ، هو: لم يفشل تماما الكفاح المسلح الفلسطيني، الذي قاده ياسر عرفات، لأن خروجه وقواته من بيروت، وعودته الى ارض البلاد مثّل نقلة استراتيجية قد لا تقل عن نقلة الجنرال ماك ارثر من ضربة الجنرال الياباني ياماموتو في «بيرل هاربر» ونهاية اسطورة «الكاميكاز» الياباني، وانكسار امبراطورية «الشمس المشرقة» وعودة الجنرال الأميركي الى طوكيو تحت حراب الاحتلال.

أميركا غير اسرائيل، واليابان غير فلسطين، وطوكيو غير رام الله، واوسلو غير استسلام سياسي كاستسلام امبراطور اليابان، و«حرب الايام الستة» الخرافية غير حرب العبور العربي في اكتوبر .. «لكل نهر مجرى وحياة».

تصادف أن يوم وفاة عبد الناصر آخر ايلول ١٩٧٠ ليس بعيدا عن يوم العبور مطلع اكتوبر ١٩٧٣، لكن يشار الى الاول كبطل قومي، والى الثاني يشار بالذّم لأنه وقّع في كامب ديفيد اول صلح تعاقدي عربي مع اسرائيل.

أنا احترم ناصر لأمرين. الاول: قوله بعد انقلابه خلاصة تجربته في حصار الفالوجا: كان على الانظمة وجيوشها دعم كفاح الفلسطينيين التدخل لمنع اقامة اسرائيل؛ وثانيهما: الصراع العربي - الاسرائيلي هو صراع حضاري اولاً، لكنه في النتيجة كان مثل «عبد الحليم حافظ» ولكن في النشيد السياسي القومي.

أحترم اكثر انور السادات لأنه فاجأ إسرائيل مرتين حرباً وسلماً، وهذا اهم من المآخذ عليه، مثل رفعه شعار «دولة العلم والإيمان» ونكوصه على التحول الاشتراكي، وفي هذا وذاك كان سابقا على عصره، بدلالة الفورة الإسلامية الراهنة، وكذا بالانهيار الاشتراكي في العالم.

احد الزملاء، من نقاد انهيار الربيع العربي، وصل الى خلاصة هي نقد المقاومة المسلحة لصالح المقاومة الشعبية السلمية، فاذا كان السادات قال ان حرب اكتوبر هي آخر الحروب النظامية العربية - الاسرائيلية، فإن خلاصة سياسة الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية هي، بعد الهزيمة العسكرية للانتفاضة الفلسطينية المسلحة الثانية، المقاومة الشعبية والسياسية، التي كانت في الانتفاضة الاولى هزيمة سياسية لاسرائيل.

بعد الانهيار العراقي والسوري من يتحدث الآن عن «الجبهة الشرقية». أما على الجبهة الجنوبية، فإن سلام كامب ديفيد المذموم افضى الى دور مصر الحالي في قيادة انهاء الانقسام الفلسطيني الذي في حال نجاحه، قد يكون نهاية الحروب الإسرائيلية على غزة.

انهاء الانقسام تراه إسرائيل نصراً لسياسة ابو مازن، وأحد نواب «الليكود» الحاكم، اورين حزان، يقول: لم يبق في قيادة الفلسطينيين سوى «ابو واحد» وعلى اسرائيل ان تغتاله، كما فعلت مع كبار قادة «فتح».

تستطيع السلطة الفلسطينية ان تضم دعوة عضو الليكود والكنيست الى ملفاتها الجاهزة لتقديمها الى محكمة الجنايات الدولية، علماً ان اغتيال ابو جهاد لم ينه الانتفاضة الأولى، واغتيال عرفات انهى الانتفاضة الثانية، لكنه لم ينه ما تدعوه إسرائيل بـ «الإرهاب السياسي والشعبي» الذي يشنه عليها ابو مازن، وقد ينتهي عصر الأبوات، لكن لن تحسم إسرائيل حربها السياسية مع فلسطين، ولا صراعها مع مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال. فلسطين احق بالاستقلال من كردستان وكاتالونيا.

اسرائيل انتصرت مرتين في حربي العام ١٩٤٨ و١٩٦٧، وكانت هذه حروبا قصيرة او خاطفة مع الجيوش العربية، لكن فشلت في حروب تالية مع الفلسطينيين في لبنان، ثم مع حزب الله وحماس، في حسم عسكري، حيث طالت هذه الحروب اياماً طويلة، بينما طالت الانتفاضات الفلسطينية الشعبية والمسلحة و«انتفاضة الافراد» الجارية سنوات، دون حسم عسكري او سياسي، بل وتزداد فلسطين في حضورها السياسي العالمي، وخاصة اذا نجحت، اخيراً في انهاء انقسام سياسي فلسطيني.

نتنياهو والجيش والتوراة

لسنا نحن من يقول: «لكل دولة جيش» واسرائيل جيش وله دولة، لكن نتنياهو يقول الآن، في اجتماع مغلق في بيته بمناسبة الأعياد اليهودية: «ليس هناك وجود يهودي بدون الكتاب المقدس، ولا مستقبل يهوديا بدون الكتاب المقدس»!

انه وفيّ لوالده المؤرخ التوراتي بن - تسيون، ربما يذكرّنا بالحركات الإسلامية التي ترفع «القرآن». يقول المؤرخون اليهود انفسهم انه لا علاقة للفلسطينيين في دمار الهيكل الاول والثاني، وأحد المؤرخين اليساريين الصهيونيين أسمعَ نتنياهو فقرات من التوراة: «ستدخلون البلاد، وستسكنون في بيوت ليست لكم، وكروم لم تزرعوها».

دمار الهيكلين كان في زمن تاريخي سحيق، لكن نتنياهو له وجهة نظر اخرى، وهي ان «طرد اليهود من بلادهم لم يكن على يد الرومان ولا البيزنطيين، بل على يد الاحتلال العربي في القرن السابع الميلادي».

هكذا، فإن وجود الشعب الفلسطيني العريق على ارض بلاده هو نتيجة احتلال عربي لفلسطين «ولسنا مهتمين بالمصالحة الوهمية التي تتصالح فيها الفصائل الفلسطينية مع بعضها البعض على حساب وجودنا».

ترامب
انسحب ترامب من اتفاقية المناخ الدولية، ثم انسحب من «اوباما-كير» ويفكر في الانسحاب من الاتفاقية الدولية مع ايران، وهو يريد ان يتم «صفقة تاريخية» بين اسرائيل والفلسطينيين .. بعد ان انسحب من «الحل بدولتين» وكذا من اعتبار العالم ان الاستيطان غير شرعي، ويراه انه ليس المشكلة؟

منذ رئاسة الجنرال دوايت ايزنهاور، وهو جمهوري بعد الحرب العالمية، لم يمرّ على البيت الابيض رئيس يقود بلاده الى فوضى في ادارته بل في حزبه ايضاً.

آخر طرائف ترامب هي رده على اتهامه من وزير خارجيته بأنه غبي و«مغفل» بدعوته الى اختبار ذكاء للبرهنة انه يفوق الوزير في الذكاء.

حقاً، هو يفوق القذافي وعيدي امين دادا في غرابة الأطوار والتصريحات، أكثر قليلاً من نتنياهو!

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وداعاً للسلاح» «وداعاً للسلاح»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon