توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. ويا أحمد الفلسطيني

  مصر اليوم -

 ويا أحمد الفلسطيني

بقلم : حسن البطل

بين الفخر والتأسّي، كان إميل حبيبي يهزج أحياناً وينوح أحياناً: «جيلي.. جيلي!». ما الذي ذكرني بذلك في مجلس عزاء أحمد دحبور؟ ربما عبارتان أسفل الملصقات على جدران «قاعة الزهراء. الأولى: «ذاكرة المخيم»، والثانية: العاشق الأبدي لحيفا.

إميل وأحمد (وآخرون كثيرون) من جيل النكبة. الأول، عايشها في البلاد، والثاني، عايشها في المنفى. ذاكرة المخيم اختصار، أيضاً، لذاكرة الفدائيين.

في مطلع مكوثه بالمستشفى، زرت أحمد مع صديق، وسألتني زوجته، التي رحلت قبله: ألست أخ «أبو مشهور»؟ أحمد بين الوسن واليقظة قال: آه.. أبو مشهور.

كيف يتذكر أن فدائياً رحل قبل أكثر من 45 عاماً؟ ذاكرة المخيم هي، أيضاً، ذاكرة فدائيي الانطلاقة وشهداء معاركها المبكرة.

أبو مشهور يصغر أحمد بعام؛ وأحمد يصغرني بعامين، ومعظم الجيل الفدائي الأول كان من جيل السنة الأولى حتى العاشرة عام النكبة.. وهو مفجّر الانطلاقة.

أحمد ولد في المدينة الأجمل، وأنا ولدت قبله في طيرتها الأكبر. لمّا سألت أحمد امرأة عجوز عن مسقط رأسه وعرفت أنه من حيفا، قالت: «يعني كلّ اللاجئين صاروا يقولون إنهم هجّوا من حيفا»!

قرأت واقعة عن زيارة أحمد الأولى لمدينته. سأل: أين كان فرن أبي. على رصيف ما كان الفرن، زودوه بـ»طرّاحة ولحاف ومخدّة وزجاجة ماء» وآوى.. ليلته الأولى على الرصيف، كأي «مشرّد» أو «هوم ليس».

أحمد الأصغر من حسن بعامين، سبقه إلى حركة فتح وصار شاعرها: «أنا الولد الفلسطيني». كان هذا في أولى مراحل مسيرة حياته: من اللهيب إلى الجمر.. فإلى ما بدا له أول الرماد.. ولغيره، أيضاً من جيل النكبة.

التقيت أحمد وجاهياً للمرة الأولى في شارع 29 أيار بدمشق، بعد خسارة الفدائيين ساحة الأردن عقب معركة الأحراش 1971. كنت أتسكّع مع صديقيّ: عدنان الأسدي وفاروق أبو العينين.

أحمد «عيّب» علينا، واقتادنا إلى قبو عمارة في الشارع، وأعطانا أوراقاً واقلاماً: اكتبوا في جريدة «فتح». كتبنا أياماً يسيرة في جريدة «الثورة» التي كانت توزع 100 الف نسخة، بما فيه طبعاً في الأردن.

هذا مسار اثنين فلسطينيين من جيل النكبة في المنفى، ثم صارا كادرين في «فتح» والمنظمة، انتهى إلى مصادفة زمالة في العام 1998؛ زمالة قلمية كان تتويجها لما نال أحمد دحبور جائزة فلسطين في الشعر «جائزة توفيق زياد» ونلتُ أنا جائزة المقالة، لما كانت الجائزة برئاسة الشاعر محمود درويش.

خِرِّيجا دفعة واحدة، وليس في دفعات تخريج مدرسية، أو أكاديمية، أو عسكرية مثل «ويست بوينت» الأميركية، أو «فرونزوة» السوفياتية أو ناصر العربية.

لعلّ دفعة تخرجنا «الإبداعية» كانت مميّزة، فهي ضمّت سلمى الخضراء الجيوسي، عبد اللطيف عقل، إلياس خوري، مسرح القصبة، الموسيقي سليم عبود أشقر، وجائزة القدس لوليد الخالدي.

كانوا يخطّون على الجدران: «فتح مرّت من هنا» وأحمد مرّ من عمّان؛ من بيروت؛ من تونس؛ من غزة.. ومن رام الله. شاركته في كل محطات الترحال عدا عمّان.

لا أعرف متى كانت بداية مرض أحمد، لكن صدمة غزة 2006 جعلت درويش يقول: «أنت منذ الآن غيرك» لكنها جعلت عاشق فلسطين والمخيم والثورة يذوق طعم الرماد، بعد اللهيب، وبعد الجمر.. ثم عاد من مخيم حمص إلى رام الله مثواه الأخير، كما مثوى محمود درويش، والكثير من كوادر جيل الفدائيين الأوائل.

في الجنازة ومجلس العزاء (يسمونه «بيت الأجر») ترى رفاق المسيرة والدرب؛ كأنك ترى عمرك على صفحات وجوههم، صاروا كهولاً بعضهم ما زال يقبض على جمر لهيب البدايات، وبعضهم كأن الرماد تحت ألسنتهم.

هو الشاعر والكاتب والصحافي ومؤلف الأناشيد والأغاني، والمثقف في هذه المجالات، وأنا الذي كتبت شيئاً في جريدة «فتح» انتهيت محرراً للمجلة المركزية، وصاحب الأعمدة المزمن.

لجيل النكبة والانطلاقة والثورة والمنظمة والسلطة أن يمارس دوره وواجبه في تحويل التجربة إلى الوعي.

نيسان ـ 1 
نقل شاعر عن شاعر قوله: نيسان أقسى الشهور. الفلسطينيون ملؤوا شهور العام والأعوام بالمناسبات، والعرب منذ نيسان وسقوط بغداد 2003، ثم منذ الربيع العربي 2011 ربما يعيشون أقسى سنواتهم وشهورهم وأيامهم وأشدها حلكة.

.. أو هم في حلكة ظلام وديجوره الذي قد يسبق فجرا يأتي بعد سنوات وشهور وايام قاسية.. وقد لا يأتي.

نيسان ـ 2
شاعر يرى في نيسان أنه شهر «تردّد نيسان» بين الشتاء والربيع. نهاراته دافئة غالباً، ولياليه تميل إلى برودة الشتاء أحياناً. بعد ست سنوات على «الربيع العربي» ربما نمرّ في مرحلة «التردّد» بين أوّل الفجر والفجر الكاذب.

نيسان ـ 3
في مناخ وطقس بلادنا يقولون «نوار نيسان» حيث ترتدي الأرض حلّة من الزهور، أو تستيقظ زهور الأرض البرية من سباتها الشتوي.

كان آذار هذا العام بخيلاً في المطر، ويبدو أن نيسان هذا العام «بخبخ» القليل من المطر الذي يحيي الأرض والإنسان. في نيسان قبل خمس سنوات أثلجت!

هذه «داعش»!
العالم يخوض حرباً عالمية على «داعش» التي تخوض ضد العالم حرب إرهاب عالمية، آخر ضرباتها نالت من كنيستين قبطيتين في مصر، بعد ضرباتها في شمال سيناء ضد جيش مصر.

وكالة أنباء «داعش» تسمى «أعماق»، وورد فيها وصف جديد للعمليات الانتحارية، وهي العمليات «الانغماسية»، بعدما كان البعض يصفها «تفجيرية» أو «استشهادية».

إذا سلمت مصر من هذا «الربيع العربي» الوخيم لن يعود نيسان أقسى الشهور!

المصدر : صحيفة الأيام

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ويا أحمد الفلسطيني  ويا أحمد الفلسطيني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon