توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلام مناسبات، أو «تناص»، أو هندسة عكسية..!!

  مصر اليوم -

كلام مناسبات، أو «تناص»، أو هندسة عكسية

بقلم : حسن البطل

مغرب يوم الثلاثاء في رام الله، جمهرة على قارعة الشارع، بين كافتيريا كرامة ومطعم الناصرة. الجمهرة تنتظر باصات قرى غرب رام الله، بدلاً من موقفها المعتاد في ساحة كانت مطعم ومشرب «الانكل سام».

صباح اليوم التالي، أمس، كانت حركة السير خفيفة في المدينة، المدارس في عطلة عيد، وموظفو الحكومة كذلك، وكذا القسم الاداري في «مؤسسة الأيام».

ظهر الخميس، غداً، ستغيب عجقة - ازمة السير المعتادة، المرافقة لانصراف موظفي السلطة الى قراهم، حتى يوم الاحد.

المعنى؟ عطلة يوم عيد ١٥ - ١١، وأما التعطيل فسيكون أربعة أيام للموظفين، اسم يوم العيد ليس يوم اعلان استقلال فلسطين، وانما يوم اعلان دولة فلسطين. هناك فرق بين هذا وذاك، كما لاحظ صديقي نصري الحجاج، ولاحظ صديقي عماد الأصفر، ان للدولة أركانا، والاعتراف الدولي بها ركن من الأركان.

هل ما سبق، هو «كلام مناسبات على وتر» كما قال درويش، الذي كتب مع ادوارد سعيد ثاني اهم خطاب لعرفات، بعد خطابه امام الجمعية العامة في دورة العام ١٩٧٤.

كان ابو عمار ويبقى هو «الأخ» قائد، الاخوة، لكن كان الاخوة ينادونه «الختيار» الذي صار منذ الخطاب في قصر الصنوبر الجزائري ١٩٨٨، ومنذ اقامة السلطة، هو الرئيس - المؤسس للدولة المعلنة، المعترف بها من ١٣٧ دولة حتى الآن.

الاعتراف الدولي ركن من أركان الدولة، وباقي الدول التي لم تعترف بالدولة المعلنة، تعترف بالحل الدولي الذي هو «الحل بدولتين».

مؤسس اسرائيل، دافيد بن-غوريون، اعلن قيام «دولة اسرائيل» في ليلة ١٤ - ١٥ تشرين الثاني عام 1948، وحتى استقالته وموته كان الاسرائيليون يطلقون عليه تحبباً نعت «العجوز».

مؤسس دولة فلسطين المعلنة في ١٥ تشرين الثاني ١٩٨٨ كان اخوته في «فتح» يطلقون عليه احتراماً وتحبباً «الختيار» .. حتى في شبابه.

يتحدثون في لغة الأدب المقارن عن «تناص»، لكن من اطلق في اسرائيل على مؤسس دولتها نعت «العجوز» لم يخطر في باله ان قائد «فتح» والثورة والمنظمة.. والدولة المعلنة، سيطلق عليه الفلسطينيون نعت «الختيار»، وربما يكمن في خلد الفلسطينيين أن نعت «اختيار» فلسطين هو نعت «عجوز» اسرائيل.
ماذا كان الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على يوم ١٥ - ١١ قبل اعلان دولة فلسطين؟ لا يعرف الكثيرون انه كان «يوم النضال الفلسطيني»، كما ان يوم ٢٩ تشرين الثاني كان اسمه منذ خطاب عرفات في الجمعية العامة ١٩٧٤ «يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني».

في «يوم التضامن العالمي» كان رئيس الجمعية العامة يوجه، سنوياً، رسالة عالمية، وكان رؤساء الدول يفعلون مثل هذا. انه «يوم مشؤوم» آخر وافقت فيه الجمعية العامة على قرار تقسيم فلسطين، وهناك «يوم مشؤوم» آخر في ٢ تشرين الثاني ١٩١٧ هو اعلان - وعد اللورد بلفور مصادفة تشرينية أخرى، او لا مصادفة، ان اعلان قيام دولة فلسطين يتوسط يومين مشؤومين في تاريخ الشعب والنضال الفلسطيني.
هل نضيف الى المصادفات التشرينية، أن قاتلاً اسرائيليا غيّب رابين، شريك اوسلو الاسرائيلي، وان اسرائيل غيبت شريك اوسلو الفلسطيني.. لكن، لا مصادفة ان عشرات آلاف الاسرائيليين تجمهروا، هذا العام، في ساحة رابين، بينما تجمهر مئات الألوف من الفلسطينيين في ساحة السرايا - غزة.

في مرور قرن على اعلان وعد بلفور، قال نتنياهو ان دولة اسرائيل تأخر قيامها ٣٠ سنة بين الوعد البريطاني واعلان قيامها بعد قرار التقسيم الدولي. الفلسطينيون يخلطون بين «اعلان الدولة» واعلان الاستقلال. لدينا علمنا المرفوع بين اعلام الدول امام مقر الجمعية العامة، ودولة فلسطين المعلنة عضو منقوص العضوية الكاملة فيها، ولدينا ممثليات وسفارات في دول العالم اكثر من اسرائيل.
فلسطين كدولة معلنة ليست مثل اقليم كردستان - العراق، ولا اقليم فلمنكي في مملكة بلجيكا، ولا وضع اسكتلندا في المملكة المتحدة، بل هي «دولة تحت الاحتلال».

يدعي اسرائيليون ان الفلسطينيين يضيعون الفرص بعد اوسلو، في قبول تقسيم ثالث جائر لأرض فلسطين. رفض الفلسطينيون مشروع التقسيم الاول لعام ١٩٣٧ لماذا؟ لأنه كان يعني طرد ٢٢٠ الف فلسطيني من الدولة اليهودية، باسم «تبادل السكان» مع الدولة العربية، مقابل طرد لا اكثر من ١٢٥٠ يهودياً من الدولة العربية.
رفض الفلسطينيون قرار التقسيم الثاني الدولي لعام ١٩٤٧. لأن الدولة اليهودية تتشكل من ٤٥٪ من العرب و٥٥٪ من اليهود.

الآن، يوجد في أرض فلسطين ٥،٥ مليون فلسطيني مقابل ٦،٢ مليون يهودي، ومنذ التقسيم الاول والثاني يفكر الاسرائيليون بحل المشكلة الديموغرافية إما بهجرة يهودية كثيفة (ومشروع استيطان مليون يهودي في الضفة) او بترانسفير الفلسطينيين، او اما بحل الدولتين او حل الدولة الواحدة او بدولة فلسطينية غير مسلحة و«محدودة السيادة» كما يقول نتنياهو.
بعض الاسرائيليين يجدون «تشابهاً» أو «تناصاً» بين اعلان «العجوز» بن - غوريون، وإعلان «الختيار» عرفات، كما يجدون «تضاداً» بين إقامة إسرائيل ونكبة فلسطين.

هذا صراع وفق «هندسة عكسية» أحياناً، وما يبدو «تناصاً» بين مفردات الإعلانين.

مجرد ملاحظة: لماذا يبدأ كتاب اللغة العربية للصف التاسع في المنهاج المدرسي الفلسطيني بسورة بليغة من سور القرآن، بدل نص أدبي - تاريخي رفيع هو نص إعلان قيام دولة فلسطين. لذا، يخلط الناس بين إعلان الدولة وإعلان الاستقلال.

GMT 08:21 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

دولة مجوّفة !

GMT 07:55 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

الاسم: سامي طه الحمران!

GMT 12:20 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

عن الاعتدال والوسطية

GMT 08:50 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصف المشكلة في «أن المضمرة»؟

GMT 08:10 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

هامش مهني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام مناسبات، أو «تناص»، أو هندسة عكسية كلام مناسبات، أو «تناص»، أو هندسة عكسية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon