توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا دونالد الثاني؟!

  مصر اليوم -

هذا دونالد الثاني

بقلم : حسن البطل

مرّتين وحسب، تابعت مراسيم تنصيب الرئيسين 44 و45 للولايات المتحدة. بروتوكول وأبّهة المراسيم في دولة جمهورية رئاسية عظمى، تبدو وكأنها تتعدّى انتقال وتسلم ـ تسليم السلطة إلى تقاليد تتويج ملكية!

الرئيس الـ 44 ينهي مهام منصبه وهو في عامه الـ 55، وخلفه يبدأ "تتويجه" في سن الـ 70، أي أكبر من محسوبكم بعامين. قلت تتويجاً وتكليلاً لحكم أكبر ديمقراطيات العالم قوة، ولم أشهد تتويج "الحيزبون" اليزابيث (إليصابات) الثانية ملكة على أعرق الديمقراطيات الأوروبية.

في حياتي تكررت عبارة "عصر جديد New Era" وقت استنساخ "النعجة دوللي" ثم وضع علماء الأحياء خارطة جينوم للبشر، والانتقال من ألفية ثانية إلى ثالثة.

أرى أن انتخاب الرئيس الأسود الـ 44 هو "عصر جديد" أميركي، لأنه سابقة غير مسبوقة في تقاليد تتويج رؤساء الولايات المتحدة وفق هذه الـ W.A.S.P أي رئيساً أبيض أوروبي الأصل (أنكلو ـ ساكسون) بروتستانتيا، بعدما كان جون. ف. كندي أول رئيس كاثوليكي، وربما أصغر رؤساء أميركا سناً، وكان أوباما ثاني أصغر رئيس، بينما دونالد ترامب (أو دونالد الثاني بعد دونالد ريغان) أكبر الرؤساء سناً!

لا أظنّ أن العمر سيمتد بي لأشهد مراسيم ـ تتويج الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، لكن هناك من وصف تتويج دونالد الثاني بأنه "عصر جديد" لأميركا والعالم، ربما لأنه قال في خطاب تتويجه عبارة شعبوية، وهي: سأنقل السلطة من واشنطن إلى الشعب.

قيل في انتخاب أوباما الأسود إن 46% من الأميركيين انقسموا في مستهل ولايته الأولى، لكن 86% منهم منقسمون حول شرعية انتخاب ترامب وسياسته الفاشية ـ الشعبوية لاستعادة أمجاد الولايات المتحدة.. وهيهات!

فاز المليونير بالرئاسة بعد أقل من عامين، منذ سباقه مع مرشحي الحزب الجمهوري، إلى سباقه مع مرشحة الحزب الديمقراطي، التي فازت عليه بغالبية أصوات 2.3 مليون ناخب، وفاز عليها بغالبية أصوات اللجنة لكبار الناخبين، أي خلافاً لأساس الانتخاب الديمقراطي: صوت واحد لكلّ ناخب.

لو فازت الست هيلاري لاعتبر فوزها "عصراً جديداً" أميركياً ثانياً، كأول امرأة تترأس الولايات المتحدة، بعد أول أسود من غير الـ W.A.S.P 

في توالي تنصيب ـ تتويج رؤساء الولايات المتحدة، قيل عن رئيس تم تتويجه مع صورة فوتوغرافية، وآخر مع صور متحركة سينمائية، وثالث مع اختراع الراديو، ورابع مع تلفزيون أبيض ـ أسود، وسادس مع تلفزيون ملون، وثامن في عصر الإنترنت.. لكن آخر الرؤساء من جيل استخدام "التويتر" وقصة شعره! وشهد مظاهرات احتجاج محلية وعالمية، ربما غير مسبوقة في مراسيم التنصيب والتتويج!

لم يخرق الرؤساء السابقون حضور المراسيم، ولعلّ الرئيس العجوز جيمي كارتر كان أقدمهم بين الرؤساء الأحياء، وهو الذي كتب مقالة يطلب فيها من الرئيس الـ 45 أن يكون الرئيس الأول الذي يعترف بالدولة الفلسطينية، وليس أول من ينقل سفارة بلاده إلى القدس.

إن القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، تعمل كبعثة دبلوماسية منذ 160 سنة، أي أكثر من ضعف سنوات عمر ترامب، بينما فتحت أميركا سفارتها في تل أبيب في العام 1949.

مع انتخاب وتنصيب ـ تتويج ترامب الميّال هو وطاقمه لإسرائيل وسفارة في القدس، تنتهي مرحلة "حرب باردة" بين المعسكرين، ومع ميل الرئيس فلاديمير بوتين إلى ترامب وبالعكس، تعود سياسة القطبين إلى علاقة انفراج، وتعاون غير مسبوقة ولها انعكاسات في تعاون ضد "الإرهاب".

روسيا ـ بوتين مشغولة بمؤتمر في آستانة تحضره فصائل المعارضة المسلحة والنظام، وعشية وبعد التنصيب الأميركي، تريد موسكو أن تشارك واشنطن، والدول الداعمة للمعارضة السورية في المؤتمر، الذي يقال إنه طبعة جديدة ثنائية عن يالطا ما بعد الحرب العالمية الثانية، أو سايكس ـ بيكو جديدة لتقاسم مناطق النفوذ.

كانت موسكو قد لعبت دوراً في "ترقيق" بيان مؤتمر باريس الدولي لإعطاء إدارة ترامب مجالاً لسياسة أخرى، علماً أن لموسكو ـ بوتين علاقة جيدة بإسرائيل ـ نتنياهو، بينما كانت لإدارة أوباما علاقة ممتازة بأمن إسرائيل، لكن ليس بسياستها إزاء "حل الدولتين" والاستيطان اليهودي في فلسطين.

ترامب سيكون رجلاً قوياً (سترونغ مان) في سياسته الخاصة بأميركا، لأن الجمهوريين يسيطرون على مجلسي الكونغرس، خلافاً لما كان مع الرئيس أوباما، وقريباً سيسيطر ترامب الجمهوري على تشكيل المحكمة العليا الأميركية، أيضاً، بما سيمكنه من نقض سياسة أوباما، وأولاً إلغاء إصلاحاته مثل "أوباما كير" في التأمين الصحي للفقراء.

لكن تحالف بوتين ـ ترامب سيجعل سياسة الأخير الخارجية توافقية، بما فيها الموضوع الفلسطيني، ومسألة نقل السفارة، وشروط "صفقة" السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

تشبه أبّهة حفلات تنصيب رؤساء أميركا، تتويج قياصرة الإمبراطورية الرومانية، لكن علاقة القياصرة الرومان مع مجلس الشيوخ (السينات) كانت بين مدّ وجزر، أو بين سلطة الجمهور الناخب وتحكُّم الإمبراطور، وكان تصويت مجلس الشيوخ الروماني على قرارات القيصر كما هو الآن: موافق. غير موافق. موافق بشروط، أو باللغة اللاتينية plachet و Non plachet وExta modumg، ومن الواضح أن تصويتات مجلس الشيوخ الأميركي ستكون غالبيتها "موافق".

ترامب يفكر بالانسحاب من معاهدة باريس لضبط المناخ، لكن في تنصيب أوباما كان الطقس في واشنطن بارداً جداً، لكن في تنصيب ترامب كان بارداً، ومن ثم، جرى أداء قسم اليمين لرئاسة أوباما مرتين في الهواء الطلق، ثم في قاعة مغلقة، لأن أوباما لم يردد عبارة "أنا باراك أوباما" بل قال: "أنا باراك حسين أوباما"!

حظي أوباما مسبقاً بجائزة نوبل للسلام على نواياه ولسانه المفوّه وثقافته وسيرة حياته، لكن ترامب لن يحظى بجائزة سلام، ولو غير وجه أميركا التي لن تغير وجه العالم، رغم خطاب رئاسي شعبوي وسياسة أقرب الى كلو. كلوكس كلان. K.K.K. العنصرية. 

المصدر : صحيفة الايام

GMT 05:49 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

عيون وآذان (المطلوب دولة فلسطينية مستقلة)

GMT 00:55 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

رهانات إيران

GMT 06:01 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

عيون وآذان (أنصار إسرائيل يكذبون أكثر منها)

GMT 06:05 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عيون وآذان (ترامب وإيران و«صفقة القرن» -٣)

GMT 00:21 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

تزوير في أقطان مصرية !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا دونالد الثاني هذا دونالد الثاني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon