توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كمال بلاطة لعلم الجمال المقدسي

  مصر اليوم -

كمال بلاطة لعلم الجمال المقدسي

حسن البطل


"من باب الخليل في القدس دخلتُ العالم، ومن باب العمود فيها خرجتُ إلى المنفى".. الفنان الفلسطيني المقدسي كمال بلاطة.
* * *
في محبّة القدس ينافسني ثلاثة: الحاخام والقس والشيخ. هل قلتُ ينافسني؟ عفواً! أقصد أنني أنافسهم. وفي محبّة القدس أنافس واحداً هو كمال بلاطة. هل قلتُ "أنافس"؟ عفواً! أقصد أنني لا أنافسه.
في كوخ صديقي الفنّان سمير سلامة، على طرف قرية سان فنسان، جنوب غربي باريس بمائتين وأربعين كيلومتراً، أحببتُ "سرّة العالم" بالطريقة الجمالية الصافية التي يحبّها فيها ابن القدس المنفي عنها: الفنان التشكيلي الفلسطيني المقدسي فلاديمير تماري. لماذا؟
إنّه مثلي غير معنيٍّ بقدس الحاخام والقس والشيخ، الذين يتنازعون العقار المقدسي وصكّ الملكية. فتاواهم لا ظلّ لها على لوحاته المكرّسة لعشق القدس (12 لوحة)، وفيها ترقص المدينة (هو يرقص مع مدينته) في لعبة ظلٍّ وضوء، لون وهندسة. يعصر عطر المقدّس من الكتب المقدّسة، أو يقطّر الجمالي العمراني من البلاغي المقدّس.. ومن ثم، يستند إلى الشاعر والفيزيائي والفنّان والمؤرّخ الفنّي والمهندس العمراني، ويجعلهم مرجعيته في برهان عشقه مدينته المقدّسة.
12 لوحة هندسية الخطوط الملوّنة لن تجد فيها القبّة والمئذنة، الشمعدان والصليب والهلال، إنّما تجد فيها، مثلاً، الشاعر الفرنسي، مهندس الصورة البلاغية الجمالية: سان جون بيرس. ماذا قال هذا؟ قال: "سأسكن اسمي"": القدس اسمها القدس. هي تسكن اسمها، أو اسمها يسكنها.
ماذا تجد في معرضه الذي طاف العالم، ومرّ، قبل سنوات، مروراً هيّناً في الأرض المقدّسة؟ تجد في لوحاته الذي قاله البصري الفيزيائي الرائد الحسن بن الهيثم. ماذا قال هذا؟ قال: "دون الضوء واللون لا يُدرك منظور بواسطة البصر وحده".
القدس ذات وجه مضيء ووضّاء في لوحات كمال بلاطة. ينكسر اللون على اللون في زوايا حادّة، ولكن اللوحة ترسم وجه المدينة رسماً هارمونياً. ما قاله ابن الهيثم في الفيزياء صاغه "الجنيد" في علم منطق الجمال: "الماء من لون الإناء".
فاتني معرض كمال، في مروره العابر برام الله والقدس، وهكذا أخذتُ أتملّى كاتالوج لوحات فلاديمير الـ 12، وأدقِّق لوحاته على نظريته في "علم الجمال المقدسي"! ماذا قلتُ: "علم جمال مقدسي".. لا فلسفي إغريقي ولا ديالكتيكي ماركسي. بل علم جمال عمراني. لماذا؟
ماذا تجد في ريشة كمال؟ تجد ما قاله غيوم أبولينير. ماذا قال هذا؟ قال: "الهندسة بالنسبة للفنون التشكيلية هي كالنحو بالنسبة لفن الكتابة". ما هذه أبجدية القدس الجمالية، علم الجمال العمراني المقدسي؟ إنّها عبقرية جمالية المربّع العربي ومضاعفاته (النجمة الثمانية). يقول كمال في مقدّمة كاتالوج معرضه: "من وحي سرة القدس". ماذا يقول: "أسرني الشكل ثماني الزوايا الناجم عن مربعين متقاطعين بزاوية 45 درجة.. وسلسلة طائلة لا نهاية لها تنجم عن تقاطعهما". هو، إذاً، رسم القدس في لوحاته تقاطعات لا نهائية مستوحاة من مربعين متقاطعين. 
* * *
في نصوص أوروبية قروسطية عن قبّة الصخرة أن القدس "سرة الأرض". كيف فسرها الفنان التشكيلي المقدسي في لوحاته وفي مقدمة كتالوجه عن "علم الجمال المقدسي"؟
للشكل المربع زوايا أربع هي جهات الدنيا الأصلية، وتكرارها بزاوية 45 درجة يضيف إليها جهات الدنيا الفرعية. رؤوس المربعين تلامس الدائرة. محيط المربع مساوٍ لمحيط الدائرة.. ومن ثم؟ مَن قال أنّ تربيع الدائرة مهمّة مستحيلة؟ المربعات ترمز للأرض والدائرة ترمز للسماء.. وهكذا تفهمون أنّ القدس "سرة" لقاء الأرضي والسماوي، أو تفهمون هالة السيد المسيح في أيقونة التجلّي.
كنيسة القيامة، كنيسة الصعود، ومسجد قبّة الصخرة بُنِيَ على صخرة عجيبة، وكنيسة الصعود ومسجد القبّة مضلّعة (مربّع داخل مربّع).
* * *
القدس تسكن اسمها، وعلم الجمال المقدسي يسكنها، وما على الفنان سوى "تشفيف الشكل" كما يقول فلاديمير.. بلا جدران. بلا أسلاك.. بلا منازعات على عقار "زهرة المدائن" بين الحاخام والقس والشيخ.
لتكن احتفالية مقدسية.. جمالية أيضاً.
ملاحظة: بلاطة وتماري كلاهما مقدسيان، وولدا في القدس ١٩٤٢، وهما صديقان منفيان عن المدينة، يعيش بلاطة في أميركا، وتماري في اليابان. الاثنان ينظران للقدس جمالياً .. وبغير عيون الحاخام والقس والشيخ.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كمال بلاطة لعلم الجمال المقدسي كمال بلاطة لعلم الجمال المقدسي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon