توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حضرها ملاك الشعر

  مصر اليوم -

حضرها ملاك الشعر

القاهرة – مصر اليوم

رأيتُ كيف يحضرهم (زملائي) شيطان الشعر هذا. سأنسى حضراتهم في حضوره، وسأبحث عن حضوره في شعرهم.. عبثاً!  

.. وفي الغرفة 401 رأيتُ كيف يحضر ملاك الشعر، ما سوف أدعوه، من صبيحة تلك الجمعة 16 أيلول 99، «عروس الشعر». للست فدوى صورتان في بالي لا تطغى عليهما جملة صور فوتوغرافية:  

الأولى: تلك التي ارتسمت من مراسلات بينها (في نابلس) وبين شقيقها ابراهيم طوقان (خلال دراسته البيروتية، خصوصاً). هذه الصورة تشف أكثر فأكثر. صبيّة شفيفة تحاول قرض الشعر أو نظمه وأستاذها - شقيقها، الشغوف بها وبالشعر، يزجرها مداعباً: لا تقولي هذه الكلمة (التعبير) الفصيحة؛ وحاولي هذه الكلمة (العبارة) الأكثر فصاحة.  

الثانية: تلك التي لن تمّحي قطّ: عجوز هشّة الجسم، وضاءة الأسارير، باسمة الثغر (ظلال ابتسامة)، وهي «تؤذّن بينما وجهها مرآة صورة ملاك الشعر.  
   
لم تكن شمس الصباح أدركت تلك الغرفة في الجناح الغربي من «مستشفى الرعاية الطبية العربية». الصمت أمر سيّد ومطاع، بحركة السبّابة على الشفاه: صمتاً:  
خمس سيدات (بينهن ليانا بدر) وثلاثة رجال (بينهم طبيب القلب محمد البطراوي) كانوا يدوّنون ميلاد قصيدة فدوى. إبرة المصل في ظاهر كفّها الأيسر، ويدها اليسرى على خدها؛ واليمنى تحت رأسها: هكذا ينام الطفل في حضرة أحلامه الوردية. هكذا تأخذ الشاعرة غيبوبة ملاك الشعر.  

في تلك اللحظة حضَرت صورتها من مراسلاتها مع شقيقها. جزعتُ. هل ملاك الشعر هو الإله «ايكاروس» الذي حلّق إلى أمه الشمس بجناحين من الشمع.. فهوى؟  

وجهت إشارة سؤال إلى صديقي الطبيب، فردّ بإشارة جواب نافية.. ومطمئنة!  
هذه هي النسخة الأولية المحققّة، قبل أي تحسين لاحق تولته السيدة ليانا. تتلو لها القصيدة الارتجالية، وتسألها أن تقدّم ما تشاء أو تؤخر:   
«إلى أين تنأين عن جاذبية شيء مقدّر    
«يشدّك قسراً إليه.    
«رويدك:    
«مهما تشبثت أنت بذيل الفرار    
« فما من مفرّ   
«بأي جناحينِ أنت تطيرين هاربة منه؟   
«جناحاك طيري..   
«.. اهربي منه حتى أقاصي المدى «جناحاك من طينة الشمع  
«.. والشمس ملء الأقاصي»                           

اعتدلت الشاعرة من سرير المرض. مشت وئيداً إلى كرسيّ قرب النافذة. بينها وبين النافذة حمّالة المصل. بين حمّالة المصل وبينها كانت ليانة تحنو بأبلغ رفق بَنَوي على «الأمّ فدوى». بإبهامها وسبّابتها تدغدغ أديم ذراعها. جلد على عظم، والجلد يرقّ مع التقدم في العمر. ووجه فدوى كان وضّاء حقاً. 
 
لـ «الوعكة الصحية» وجهها الآخر: صوت واهن. كلمات مقتصدة. يحاكيها الجميع بمرح، وفدوى تجيب بأربع كلمات.. وبعبارة واحدة:  
الكلمات هي: نعم. آه. لا. طيّب.  
العبارة هي: «إن شاء الله.. يا رب».  

انتظرتُ دورة الأسبوع الثانية، فالثالثة.. وهذه هي الجمعة الرابعة، منذ أن رأيت - للمرة الأولى - شاعراً يرتجل قصيدة وهو على فراش المرض. في الغرفة 401 سألتني ليانة: «أرأيت الشريط الوثائقي» اكتشفتُ أن جميع أحبّاء فدوى في الغرفة رأوه ما عداي. آسف. لكن، لا أعتقد أنه أجمل مما أراه.. كأنك الابنة، وكأنها الأم. .. وفي الأفق عمق أبعد ليطير فيه وإليه جناحا فدوى طوقان.

 - دكتور محمد. مِمّ تشكو فدوى بالتحديد؟  
- لا تشكو من شيء.. سوى من العمر.  
«إلى أين تنأين عن جاذبية شيء مقدّر»؟!   

.. لفدوى صورتان لا تمحيان: نبض مراسلاتها الشقيّة مع شقيقها إبراهيم؛ وشاعرة في عامها الثاني والثمانين. المصل في يدها.. وتطير من سريرها مع ملاك الشعر: «الشمس ملء الأقاصي».                                  

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حضرها ملاك الشعر حضرها ملاك الشعر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon