توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بشّار "الذهبي" سماؤه بيضاء! صرفت عمراً لأرسم كالأطفال.

  مصر اليوم -

بشّار الذهبي سماؤه بيضاء صرفت عمراً لأرسم كالأطفال

حسن البطل

خوان ميرو
* * *
الشاعر والرسام كلاهما يرسمان. الأول يرسم بالكلمات؛ والثاني يرسم بالألوان - كلاهما "أرى ما أريد" حسب تعبير درويش!
كيف ترى معرض لوحات لرسام؟ أنت، أيضاً، ترى ما تريد .. شرط أن لا يشوش على رؤياك "كاتلوغ" أو "برشور". افتحه، فقط، بعد أن ترى.
الناقد الفني يريك على أي مقعد في أية مدرسة فنية يجلس الرسام، وهذا يسافر بك في قطار تجربته ومحطاتها.
بشار الحروب فنان شاب وموهوب، وعلى حداثة سنّه وتجربته، قياساً لعطاء الفنانين التشكيليين، فقد وجد خطّه ومكان جلوسه في مدرسته.
هو ليس ككبير من كبراء المدرسة التجريدية، مثل الإسباني خوان ميرو، لكنه مثله يرسم كالأطفال: بساطة في مفردات التعبير الفني، وتقشف في ألوان اللوحة. وفي لوحته "اللا-مكان" قلم رصاص. طلاء ذهبي. أكليريك.
بعد "الشخابيط" بخطوط عشوائية، سيرسم الطفل تفاحته وسط ورقة بيضاء. الأبيض كما تعلمون سيد الألوان. إنه الفضاء او حقيبة الوان موشور الطيف.
لوحات بشار، في معرض ثانٍ، أراه بعنوان اللامكان، يتنفس فضاءً ابيض رحباً، لكن مؤطراً بكادر ذهبي. الذهب ملك المعادن (ضع حجارة الألماس جانباً) لكنه، في لوحاته، ذهب هش ومبتذل عمداً، فهو يلون حذاء فقير يمتطي حماره المرسوم بقلم الرصاص، او حقيبة ولد ذهبية، او حتى صندوق كرتون على هامة الولد.
لست بحاجة، حتى للوحتي فيديو عن حياة ازقة مخيم فلسطيني، لتدرك ان "اللا-مكان" دلالة على "اللا-وطن" وان الذهبي الخالد يصير في حياة المنفى واللجوء واللا-وطن هشاً ومبتذلاً.
المخيم "كركوبة" متراصّة البيوت وهشة عادة، لكنها في لوحتين أساسيتين من لوحاته، تصير بيوتها البيضاء نثاراً عشوائياً وسط لون ذهبي يطغى، هو والبيوت، ويمتد حتى الإطار المذّهب، خلاف بقية رسماته حيث يطغى البياض او يؤطر رسمه بقلم الرصاص الاكريليك.
"أن تكون في المكان البديل الهش، وتعيش فكرة المؤقت من جيل الى جيل" هكذا يوضح بشار فكرة معرضه .. وهكذا تراها أنت كما يريد الرسام ان تراها، وكما يراها هو ايضاً.
المفردات بسيطة والدلالات مباشرة، وكانت كذلك، مع درجة اقل من الوضوح والمباشرة، في معرضه "معنى العقل" وسافرة الوضوح، والدلالات في معرضه الراهن "اللا-مكان".
لماذا بيوت المخيم تسبح، مبعثرة، في بحر ذهبي، بينما هي كالحة ومتراصة في الواقع والمكان الأرضي؟ انها آتية من سماء كما أنت ترى نجوماً تشكل مجموعة الدب الأكبر والأصغر. لا يريدها ان تختنق بالمجال الضيق بل أن تتنفس سماء ذهبية زائفة، شهيقاً وزفيراً وان تصل حدودها وتتعدى حتى اطارها الذهبي .. الى اللا-مكان.
سماء بيضاء في معظم اللوحات (هناك لوحات قليلة سماؤها بيضاء، لكن يحل الاسود الكالح مكان الذهبي المشرق .. والفكرة هي ذاتها) .. وبيوت بيضاء في لوحتي المخيم.
الخيميائيون حلموا، عبثاً، بل حاولوا تحويل المعدن الوضيع ذهباً. إنه معدن ثمين ورمز الخلود. ليس كل ما يلمع ذهباً، ولا كل لون الذهب هو معدن الذهب، وهكذا صار لون الذهب مثلاً قشرة تغلف شوكولاته رخيصة كانت او غالية.
يقول الناقد عن لون الذهب في معرض "بشار الذهبي" "زيف هذا الذهب ينسكب فوق كل مشهد، ويرهق كل التفاصيل، وهو بذلك يجّسد الزيف في نظام اكبر. فهل هذا الذهب "ذهب الحمقى، الذي يمثّل نفاق الأمم والشعوب التي تنادي باحترام حياة البشر، وتدعو الى حقوق الإنسان ثم تلغيها".
الذهب الحقيقي بعدنا غير قابل للتآكل والصدأ، فماذا ان عاش شعب في اللا-مكان، اللا- وطن؟
يولد الطفل من رحم أمه حراً، وفي لوحة يطل اولاد ضاحكون من حبة قمح ذهبية او فرج ذهبي اللون (سيّان) الى حياة اللا-مكان، أي اللا-وطن.
* * *
معرض بشار الحروب في "غاليري دان" في مبنى مقهى "زمن" - رام الله يستمر حتى ١٦ تشرين الأول .. والأسعار "ذهبية" او بالدولار بين ٨٠٠٠ - ١٢٠٠٠ دولار. إذا كان عفشك ذهبياً تليق بالحيطان لوحة مذهبة!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بشّار الذهبي سماؤه بيضاء صرفت عمراً لأرسم كالأطفال بشّار الذهبي سماؤه بيضاء صرفت عمراً لأرسم كالأطفال



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon