توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهداء الشرطة.. وخطاياها

  مصر اليوم -

شهداء الشرطة وخطاياها

محمود مسلم

لن أكل أو أمل من مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى باقتحام عش الدبابير وتطوير الجهاز الإدارى للدولة؛ لأنه عصب الحياة، وعلى رأسه فى المرحلة الحالية الجهاز الأمنى الذى تثبت الأحداث أنه يسير بلا رؤية، وأن التطوير والتدريب لا يواكبان تطور الجريمة سواء الإرهابية أو الجنائية، والأخطر أن جهاز الشرطة لا يستوعب حتى الآن ما يطالب به السيسى مراراً وتكراراً من إدراك أن البلد فى حالة حرب، وهناك تحديات كبيرة تستلزم تضحيات أكبر لكن الأحداث تثبت أن أهم جهاز فى مصر خلال المرحلة الحالية لا يدرك ذلك، بدليل تكرار التجاوزات أحياناً والفشل أحياناً أخرى.

لا يمكن أن تمر كل هذه التجاوزات مرور الكرام دون وقفة أو تصحيح من الرئيس، ولا يمكن تبسيط الوضع بأنها تجاوزات فردية لأنها تعكس فى جوهرها ثقافة تسيب وانفلات وسوء إدارة، وإلا بمَ يفسر الرئيس قيام ضابط شرطة بضرب مجند أمن مركزى، مما أدى إلى موته وتبرر الداخلية مرة بأنها أزمة قلبية وأخرى على أنها ضربة شمس، بينما تقرير الطب الشرعى المبدئى يؤكد وجود آثار ضرب على جسم المجند، بالإضافة إلى شهادة زملائه، وقد قررت النيابة حبس الضابط 4 أيام، لكن الأخطر أن ذلك يتم فى منطقة ملتهبة جداً على خط المواجهة مع الإرهابيين، وهى العريش، التى من المفترض أن القوات هناك على قلب رجل واحد فى مواجهة الموت والمخاطر، لكن الواقعة تؤكد أنه لا توعية ولا حواراً ولا إدراكاً.. وإلا بماذا تفسر عودة وقائع لم تحدث منذ سنوات مثل حصول أمين شرطة على رشوة لتهريب إرهابى من سجن المستقبل بالإسماعيلية، وبالمناسبة فإن الإسماعيلية منطقة مواجهة ملتهبة مع الإرهاب أيضاً، بالإضافة إلى اغتصاب أمين شرطة لمعاقة فى إمبابة وقيام أمناء آخرين بالتمثيل بجثة متهم، بالإضافة إلى وفاة 11 متهما فى الحجز بأقسام الشرطة وكذلك قيام ضابط بقتل مواطن بسلاحه الميرى رفض زواجه من كريمة شقيقته، وبالأمس فقط 3 وقائع: الأولى قيام 4 أمناء شرطة باغتصاب فتاة فى قرية دشلوط بأسيوط، وهناك أمينا شرطة قاما بتهريب أقراص مخدرة لسجين جنائى داخل قسم شرطة المطرية، بالإضافة إلى قيام ضابط شرطة بضرب محام فى السويس.

لا يمكن أن تكون كل هذه الوقائع مجرد أحداث فردية، بل ظاهرة تستوجب المراجعة، ولا يمكن أن تعالجها تصريحات للاستهلاك الإعلامى من وزير الداخلية مثل «إحنا ما صدقنا علاقتنا تتحسن بالشعب» أو «لن نتستر على فساد» خاصة مع عودة ظاهرة حصول أمناء شرطة على رشاوى فى إشارات المرور.. والتسيب فى أقسام الشرطة وعدم حصول المواطن على حقوقه بسهولة وغيرها من السلبيات التى كانت قد اختفت أو تراجعت خلال السنوات الماضية.

الأمر اللافت للنظر أنه مع زيادة الظواهر السلبية فى الجهاز الأمنى ما بين الفشل والتجاوز، يخرج من يبرر بأنها تصرفات فردية وهذا حق يراد به باطل، وينتفض من يدافع عن الوزارة باسم شهدائها من الضباط والجنود الذين راحوا جراء الإرهاب الأسود، وهو أمر يحتاج إلى توضيح لأن هؤلاء الشهداء الذين تعتصر قلوبنا حزنا عليهم، دفعوا أغلى ما يملكون من أجل نهضة الوطن والدفاع عن الشعب والقانون، وليس من أجل نشر الفوضى أو من أجل إتاحة الحق لزملائهم فى التجاوز ضد المواطنين، ومن أفضل القيم التى اتبعها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية أنه لم يستخدم دماء الشهداء من الجيش والشرطة، ولم يحاول حتى الاجتماع مع أسرهم الذين من المؤكد أنهم يعتزون به وبمواقفه من أجل مكاسب انتخابية، رغم أن الجميع يعلم أن تأثيرهم سيكون كبيراً جداً لصالحه فى الانتخابات، على عكس منافسه حمدين صباحى، الذى استخدم والدة خالد سعيد فى انتخابات 2012 وأسرة جيكا ومحمد الجندى فى انتخابات 2014 وهى ذات الطريقة التى اتبعها د. محمد مرسى من قبل، فلم يكف عن الحديث عن دماء الشهداء والقصاص وعندما وصل للحكم التقى بأسرهم وفشلوا فى مقابلته على مدى عام.. وبالتالى يجب ألا يكون شهداء الشرطة وسيلة للتجارة أو للتستر على خطايا الداخلية.

■ على الرئيس السيسى مراجعة منظومته الأمنية لأن هذا الأمر لا يحتمل الفشل، من أجل عودة الدولة وإعمال القانون ودماء شهداء الداخلية والجيش؛ وقد يكون التغيير هو الحل لأن هذه ممارسات قيادات اطمأنت فى البقاء على مقاعدها!!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهداء الشرطة وخطاياها شهداء الشرطة وخطاياها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon