توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجع عاش به السادات

  مصر اليوم -

وجع عاش به السادات

سليمان جودة

أدعوك للعودة إلى قراءة مانشيت «المصرى اليوم»، صباح أمس، والذى كان هكذا: رفع سعر البنزين فى مايو.. وتعويض الفقراء!
ثم أدعوك، من فضلك، إلى أن تحاول أن تتذكر كم مرة بالضبط قرأت عنواناً بهذا المضمون منذ عام 1977 إلى الآن، وكيف أنه كان، فى كل مرة، بصيغة مختلفة، ولكنه كان تحت عنوان عام واحد هو: كيف يمكن لدعم الحكومة أن يصل إلى مستحقه فعلاً، وكيف يمكن منعه عمن يشكل حصوله عليه جريمة؟!
أما لماذا عام 77 بالذات، فلأن السادات فى يناير من ذلك العام حاول أن يحقق انتصاراً آخر، يحسبه له التاريخ فيما بعد إلى جوار نصر 73 الأعظم، لولا أنه أخفق فيه، وكانت هذه هى هزيمته الوحيدة، إلى جانب انتصارات كثيرة بلا عدد.
وإذا شئنا الأمانة مع النفس، قلنا إن هذه إذا كانت هزيمته الوحيدة، فهو قد أقدم على شىء آخر ندفع ثمنه فادحاً إلى اللحظة الراهنة، وهو سماحه بعودة الإخوان المتخلفين إلى العمل العام.. غير أن هذه قصة أخرى.
كانت للرجل، الذى أراه عظيماً، انتصارات بعدد السنوات التى حكمها، من عام 1971 إلى 1981، لولا أن هزيمة 77، إذا جاز التعبير، قد وقعت، ليس لأنه لم يكن صادقاً فى اقتحام ملفها، وإنما لأنه لم يتهيأ لها جيداً، على نحو ما كان قد تهيأ لنصره الأكبر فى عام 73.
ولأنه لم يتهيأ جيداً، فإن السهم قد طاش من يده، فتراجع عن قرار كان قد اتخذه فى حينه بألا يكون فى البلد شىء خادع اسمه دعم، وأن يزيد المواطن، فى المقابل، فى دخله، بحيث يستطيع أن يشترى السلعة بتكلفتها الحقيقية، وبجودتها المفترضة، فنكون عندئذ، أمام اقتصاد صحى، وسليم، ونقطع الطريق على الذين يذهب الدعم إلى جيوبهم، على مدى 37 عاماً، دون أن تعرف الحكومات المتعاقبة، بامتداد كل هذه السنين، كيف توقفه!
والحقيقة أن القرار فى حاجة الآن إلى شجاعة مماثلة لتلك التى كان السادات قد تحلى بها، وهو يأخذ قراره، ثم إنه كقرار فى حاجة إلى إعداد جيد، وهو الشىء الذى كان ينقصه فى تلك الأيام.
تصور أنت بلداً تقضى حكوماته 37 سنة، فى اللف والدوران حول مشكلة واحدة، ثم تظل، فى كل مرة، تتقدم خطوة، وتتراجع خطوات، بينما المشكلة على حالها، بل تزداد تضخماً، وتكبر وتكبر، حتى صارت تمثل «عقدة» حقيقية لكل حكومة جديدة تأتى إلى مقاعد الحكم.
وتصور أنت أيضاً أننا لسنا وحدنا بالطبع، الذين نواجه مشكلة من هذا النوع، فى هذا الكون، فهناك دول أخرى واجهتها، ثم اقتحمتها، وأنهت صداعها إلى الأبد، خصوصاً فى أمريكا الجنوبية، وبشكل أخص فى البرازيل.
ليس مطلوباً منا، إذن، فى عام 2014، إلا أن نكون على يقين بأن لكل رجل من رجالنا، من عبدالناصر إلى مبارك، انتصاراته، كما أن له إخفاقاته، وقد كان إخفاق 77 هو الأشد وجعاً، بالنسبة للسادات فى حياته، كما روى هو أكثر من مرة، وبالنسبة لنا أيضاً، فيما بعد حياته!
وقد ذكر أحمد بهاء الدين، فى مذكراته، أن شيئاً لم يوجع السادات، خلال 11 عاماً كان حاكماً فيها، بقدر ما أوجعه إخفاق 77، عندما خرجت المظاهرات ترفض قراره، رغم أنه كان قراراً لصالح الجماهير الغاضبة المتظاهرة، ولم يكن فى غايته النهائية ضد صالحها، بأى حال.. ولكن.. منذ متى يتقبل المريض علاجه راضياً؟!
ولا مفر أمامنا، هذه الأيام، إلا أن نحول هزيمة الرجل اليتيمة إلى انتصار، فنعطى المصريين فى عام 2014 دواءً مراً رفضوه فى 77!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجع عاش به السادات وجع عاش به السادات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon