توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الرئيس «مقفول عليه» حقاً؟!

  مصر اليوم -

هل الرئيس «مقفول عليه» حقاً

سليمان جودة

بحثت عن الدكتور محمود عمارة، فى لقاء الرئيس مع الفلاحين، فلم أعثر له على أثر، وإذا كان الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة، قد جلس إلى يمين الرئيس فى اللقاء، فقد كنت أتوقع أن يكون الدكتور عمارة على يساره مباشرة لأسباب سوف أسردها حالاً، غير أن هذا لم يحدث بكل أسف، وحين سألت اكتشفت أن الرجل لم يحضر، وفقط، وإنما لم تذهب إليه دعوة من أصله!

وعندما قلت من قبل، فى مناسبة مختلفة، إن المواطن إذا صادف هذه الأيام شيئاً يدعوه إلى التفاؤل بمستقبل هذا الوطن، فإنه يصادف بعدها عشرة أشياء تدعوه للتشاؤم، كنت أقصد بالضبط مسائل من نوع ما جرى فى لقاء الرئيس مع ألف فلاح، أمس الأول.

فالغالبية من هذا الرقم جاءت فيما يبدو، لا لتقول للرئيس ما يجب أن يسمعه عن الزراعة، ولا لتسمع ما يتعين عليها أن تسمعه منه، وإنما لتصفق، وتقاطع، وفقط، وقد كان هذا واضحاً على أبلغ ما يكون فى عدد المرات التى قاطعوا فيها رئيس الدولة وهو يتكلم!

وإلا.. فإن لك أن تتصور مقاطعة رأس الدولة 87 مرة خلال لقاء دام ساعة أو ساعتين!!. إذ ليس لهذا من معنى إلا أن الرئيس لم يتكلم كما ينبغى، ولا الذين جاءوا قد سمعوا كما كان لابد أن يسمعوا، فضاع وتبدد وقت الطرفين، ولعل الذى يطالع تفاصيل اللقاء فى صحف الأمس، سوف يلحظ بشكل خفى وقوى، أن الرئيس قد ضاق كثيراً، فى أثناء اللقاء، من طول وكثرة المقاطعات، ولا أريد أن أقول كثرة التهريج، لدرجة أنه قال فى لحظة، ما معناه، إنه لو كان قد جلس مع مجموعة من سيدات الريف لاستطاع أن يتحدث أفضل، ولاستطاعت كل واحدة منهن أن تسانده على نحو ما يجب أن تكون المساندة الحقيقية له فى مكانه!

لماذا حدث هذا كله؟!.. حدث لأن الذين نظموا اللقاء، فى وزارة الزراعة، قد جاءوا بكثيرين إليه، ممن لا علاقة لهم بالموضوع أصلاً، بما جعل الرئيس يخرج منه، فى النهاية، وقد ضاق صدره، ولم ينطلق لسانه!

وحين قلت إنى توقعت أن يكون الدكتور عمارة مستقراً فى اللقاء على يسار الرئيس، كنت أقصد أن لقاء كهذا لابد أن يخرج منه رئيس الدولة، وهو عارف تماماً بما سوف يكون عليه أن يقدمه للزراعة فى بلده، وبطريقة منظمة، ومرتبة، تجعل المقدمات مؤدية إلى النتائج بطريقة منطقية مجردة!.. وهو ما لم يكن متاحاً له فى لقاء من نوعية ما جرى!

أما لماذا الدكتور عمارة تحديداً، فلأنه أنفق سنوات عمره إلى الآن، فى شيئين لا ثالث لهما، أولهما ممارسة العمل بالزراعة، خارج مصر، وداخلها، على مستوى كبير وحقيقى، وثانيهما أنه واصل، ويواصل الكتابة عن مشاكلها عندنا على نحو يقنع القارئ لكتاباته، بامتداد سنين، أنه يكتب فيما يفهم حقاً، وأنه راغب فى نقل ما رآه خارج حدود وطنه إليه، وبالنجاح ذاته الذى شهده وحققه هناك فى الخارج، فى فلوريدا بالولايات المتحدة، مرة، وفى فرنسا مرات.

وإذا كان أحد سوف يظن أنى أبالغ فيما أقول، فليتابع ما يكتبه الرجل فى «الوطن»، صباح كل ثلاثاء، وليحكم على مدى صدق ما أقول، بعدها، لا قبلها.

وأما لماذا غاب عن اللقاء، فالمسؤولية فى الحقيقة عن الغياب يجب إلقاؤها على عاتق المسؤولين عن التنظيم فى الرئاسة، لا فى الوزارة وحدها، لأنى أتصور أن يكون للمحيطين بالرئيس رأى فيمن يجب أن يجلس معه، فى كل لقاء، وأن يكونوا أمناء فى ذلك، للوطن، وللرئيس، ولا أتصورهم يبصمون على القائمة التى تأتيهم من «الزراعة» أو من غير هذه الوزارة، ويسلمون بها، ويسكتون.. لا.. فالأمر خطير، وقد بدأ الناس يلاحظون إقصاء أصحاب الشأن، فى لقاءات كثيرة، وحضور أسماء لا علاقة لها بالأمر من قريب، ولا من بعيد، وما أنزل الله بها من سلطان!

إذا كان هذا يحدث حول الرئيس، وليس له فى الحكم إلا مائة يوم، فماذا سيحدث بعد عام، أو عامين، أو ثلاثة؟!

الآن فقط بدأت أدرك معنى وعواقب عبارة سمعتها من الدكتور صبرى الشبراوى، قبل أسابيع، حين همس لى بأنه بدأ يشعر بأن الرئيس «مقفول عليه»!!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الرئيس «مقفول عليه» حقاً هل الرئيس «مقفول عليه» حقاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon