توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

هكذا قضى عُمر

  مصر اليوم -

هكذا قضى عُمر

سليمان جودة


ماذا نريد بالضبط من القضاء؟!.. فمرة أقرأ ويقرأ معى الناس، قبل ثلاثة أيام، أنه تقرر نقل المستشار سعيد يوسف، رئيس محكمة جنايات المنيا، إلى دائرة مدنية، لا تنظر قضايا الإرهاب، مع ما نعرفه عن الرجل، من أنه هو الذى أصدر أحكام الإعدام الشهيرة إياها على متهمين إخوان!

ومرة أخرى، أقرأ، ويقرأ معى الناس، صباح أمس، أنه تقرر إلغاء دائرة إعدام الإخوان، أى دائرة المستشار يوسف، وتوزيع قضاياها على الدوائر القضائية المختصة، فى كل مركز من مراكز المحافظة.

وكما ترى، فإن الخبر فى الحالتين، له معنى واحد، وهو أنه لا يراد للمستشار يوسف، أن ينظر فى المستقبل قضايا من نوع ما كان قد نظر فيها من قبل، وأصدر أحكامه فيها.

ورغم إقرارى بأن توزيع الدوائر القضائية يظل شأناً خاصاً لمحاكم الاستئناف، وأنه لا يجوز أن ينازعها فيه أحد، ولا جهة، ورغم يقينى فى أن الجمعية العمومية لمحاكم الاستئناف، يظل لها مطلق الحق فى أن توجه أياً من السادة القضاة إلى الدائرة التى تراها، إلا أنى أتكلم هنا، تحديداً، عن «المعنى» الذى يمكن أن يصل الرأى العام فى مجمله، من وراء القرارين، سواء قرار إلغاء الدائرة، أو قرار نقل المستشار يوسف إلى دائرة غير دائرته.

ذلك أن القرارين لو كانا قد صدرا فى ظروف عادية، ما كان أحد قد توقف عندهما، وما كانا هما قد استوقفا أحداً.. أما أن يصدرا بعد أحكام من جانب الرجل أثارت ما أثارت فى وقتها، فهذا معناه المباشر أن أحكامه التى أثارت جدلاً واسعاً تقف وراء القرارين، وأنه لولا صدور تلك الأحكام عنه، ما كان قد تقرر نقله، وما كانت دائرته قد جرى إلغاؤها!

لقد راح كثيرون يروجون، على مدى الفترة الماضية، بوجه عام، ومنذ صدور أحكام المستشار يوسف، بوجه خاص، أن الحكومة تعمل على تسييس القضاء، وأنها تتدخل فى أحكامه، وأنها تضغط على بعض القضاة لإصدار أحكام بعينها، وأنها، وأنها، إلى آخر ما قيل فى هذا الاتجاه، ولا أعرف كيف فات على الحكومة أن تستخدم أحكام المستشار يوسف على وجه التحديد، للتدليل القاطع على خطأ كل ما يقال فى حقها، فى هذا الموضوع، وعن أنها لو كانت تتدخل حقاً، لكانت ببساطة قد أوحت للرجل بأن يصدر أحكاماً بخلاف التى أصدرها، وكانت بالتالى، وعندئذ، قد تجنبت تماماً ما ثار ضدها فى هذا الشأن؟!

أما أن يأتى القراران إياهما هكذا، فإنهما يوحيان بأننا، من خلال الجمعية العمومية لمحاكم الاستئناف، لا نريد أحكاماً كهذه من المستشار يوسف، مرة أخرى، وهو ما لا يجوز، تحت أى ظرف، لأن الأحكام يراها ويريدها القاضى، والقاضى وحده، وبما أمامه من أوراق، وليس بأى شىء سواها.

لقد قضى الرجل بأحكام الإعدام، لأنه رأى أن المتهمين الماثلين أمامه، قد ارتكبوا جريمة محددة، وأن القانون يضع للجريمة المرتكبة عقوبة محددة أيضاً، فلم يفعل هو سوى أنه طبق القانون، ولم يخترعه، ولم يؤلفه، ولم يستحدث عقوبات من عنده.

وقديماً كانوا قد لاموا الخليفة العادل عمر بن الخطاب فى أنه اقتص من ثلاثة رجال معاً، لأنهم اشتركوا فى قتل غلام باليمن، فكان رد الخليفة الراشد الثانى أن أهل اليمن جميعاً لو كانوا قد اشتركوا فى قتل الغلام، لقتلهم عن آخرهم دون أن يبالى.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا قضى عُمر هكذا قضى عُمر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon