توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه الفتوى المفخخة!

  مصر اليوم -

هذه الفتوى المفخخة

سليمان جودة

مساء أمس الأول، لم يكن للناس حديث فى العاصمة البحرينية المنامة، إلا عن فتوى صدرت عن رجل دين إيرانى اسمه آية الله العظمى مكارم الشيرازى!

الفتوى كانت تنصح الناخبين فى البحرين، والشيعة منهم على وجه الخصوص طبعاً، بأن يخرجوا ليشاركوا فى انتخابات البرلمان، التى جرت أمس، والتى سوف تكون جولة الإعادة فيها يوم 29 من هذا الشهر.

والمشكلة لم تكن فى الفتوى فى حد ذاتها، رغم أنى أراها مشكلة بنفسها، ولكن المشكلة كانت فى السبب الذى رأى آية الله العظمى أن على الناخبين أن يذهبوا من أجله إلى صناديق الانتخاب!

فالسبب كما ذكره هو فى فتواه، وكما جاء فى الصفحات الأولى من الصحف اليومية الخمس، أن على الناخب ألا يقصر فى أداء حقه الانتخابى، لأن تصويته سوف يؤدى إلى «إعلاء كلمة الإسلام ومنع صدور القوانين المخالفة للشريعة فى البرلمان حين ينعقد»!

ليس هذا فقط، وإنما تمادى الرجل فى فتواه إلى حد القول بأن الاستجابة لدعوات المقاطعة التى كانت قد انطلقت قبل موعد الانتخابات، فيها خطر كبير على الإسلام وعلى المسلمين!!

ثم ذهب إلى أبعد مدى، فقال إنه «لا يجوز التصويت للشيوعيين وأمثالهم»!

فتوى من هذا النوع تظل فى تقديرى، من نوع الفتاوى المفخخة، التى يجب أن نحذرها جميعاً، وأن يتوقف عنها رجال الدين، سواء فى إيران أو عندنا نحن هنا فى الأزهر، أو فى غيره، لأن الانتخابات كعملية حين تتم، فإنها مسألة دنيوية مدنية بحتة، لا علاقة لها بالدين من قريب ولا من بعيد، وإذا كان للمواطن، سواء كان بحرينيا أو غير بحرينى أن يستمع لأحد فيها، فإن عليه أن يستمع لخبراء السياسة ورجالها، ومفكريها الذين يثق فيهم وحدهم، لا لأحد من رجال الدين، أياً كان حجمه، وأياً كانت مكانته!

فالصحيح أن على المواطن أن يذهب للإدلاء بصوته من أجل إعلاء كلمة الوطن، كوطن، كما أن عدم مبادرته بالإدلاء بصوته، فيه خطر على الوطن، والمواطنين، لا على الإسلام، ولا على المسلمين، كما قال آية الله الشيرازى!

المواطن يذهب إلى صناديق الانتخابات ليأتى بممثلين عنه، فى مجلس نوابه، يستطيعون أن يحاسبوا الحكومة، ويراقبوا أداءها، ويستطيعون أن يشرعوا القوانين التى تيسر حياة المواطنين، وتجعلها أكثر سهولة، وأكثر راحة، وأقل مشقة وتعقيداً.

وتلك مسائل لا يجوز إدخالها فى أمور الإسلام، ولا شؤون المسلمين بأى صورة، لأننا هنا نتكلم عن مواطن، نفترض فيه أن ولاءه الأعلى لوطنه الذى يعيش فيه، ولأرض وطنه التى يحيا عليها، ولبلده الذى يحمل جنسيته، بصرف النظر تماماً عن ديانته، أو دينه الذى يدين به.

إذ السؤال الذى سوف يطوف فى ذهن أى مواطن بحرينى- مثلاً- لا يدين بالإسلام سوف يكون كالتالى: ولماذا أذهب أنا، إذن، كمواطن غير مسلم، إذا كان المسلمون سوف يذهبون لإعلاء كلمة الإسلام؟!

إننى، مخلصاً، أخاطب كل مواطن، فى المنامة، أو فى أى عاصمة عربية، أن يسارع إلى أى انتخابات فى بلده، حين يأتى موعدها، لا ليرفع راية الإسلام كما نصح الشيرازى، وإنما ليحمى وطنه ويحفظ حدوده، وليدافع عن بلده، ويتمسك بكيانه، فالدين له ربه الذى خلق الكون، ثم إن له رجاله المخلصين، أما أوطاننا فليس لها إلا مواطنوها، كما أن وجود المواطن من وجود الوطن نفسه، ولا وجود لأيهما دون الآخر.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه الفتوى المفخخة هذه الفتوى المفخخة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon