توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصف العمى يكفى أفندينا عمر!

  مصر اليوم -

نصف العمى يكفى أفندينا عمر

سليمان جودة

بقدر ما أنا سعيد بالمليارات الخمسة التى تبرع بها عدد من كبار رجال الأعمال، خلال حفل إفطار فى الرئاسة، قبل يومين، بقدر ما أنا قلق للغاية، وحزين، خشية أن يكتشف الرئيس، ونكتشف معه فى النهاية، أن علينا أن ندفع هذا المبلغ، وربما معه ما يماثله، فى شركات قطاع عام خسرت، ولاتزال تخسر!
أقول هذا، وأمامى الخبر المنشور فى «المصرى اليوم»، أمس الأول، ويقول إن شركة «عمر أفندى» أرسلت مذكرة إلى السيد أشرف سالمان، وزير الاستثمار، تطلب عرضها من خلاله على رئيس الحكومة، لإسقاط 800 مليون جنيه، هى إجمالى مديونيات الشركة!
هنا.. نحن أمام شيئين مفزعين للغاية، أولهما أن ديون الشركة تستهلك وحدها ما يقرب من خمس المبلغ المجموع من كبار رجال الأعمال، بدلاً من توجيهه كله إلى شىء يفيد الناس، والشىء الثانى أنها خسائر مستمرة، ولم تتوقف إلى الآن، بمعنى أن «أفندينا عمر»، إذا جازت تسميتى هذه لها كشركة لاتزال تخسر فى هذه اللحظة التى أكلمك فيها، وسوف تخسر غداً، وبعد غد، إلى أن نملك الشجاعة لوقف هذا النزيف، وهذا الجنون!
والمشكلة الأكبر أن الأمر لو كان محصوراً فى حدود «عمر أفندى» وحدها لهانت المسألة، ولكن البلوى ليست فيها وفقط، وإنما هى ممتدة إلى عشرات الشركات المماثلة، التى تنوء بها، وبحملها، وبديونها، خزانتنا العامة فى كل صباح!

ولو كنت فى مكان المهندس إبراهيم محلب لجئت بأشرف سالمان، ثم أدخلته غرفة فى مجلس الوزراء، وأغلقت بابها عليه، مع عدد من ذوى الثقة والأمانة، وأفهمتهم جميعاً أنهم لن يغادروا غرفتهم، ولن يبرحوها، إلا إذا جاءوا بحل حاسم، وقاطع، يوقف هذه الخسائر التى تستنزف مالنا العام فى كل دقيقة!
ومن أغرب ما قرأت فى الخبر إياه، أن رئيس الشركة تقدم مع طلب إسقاط الديون، بورقة أخرى توضح رؤيته لإعادة هيكلة شركته، ومحاولة إنقاذها، بتأجير فروع منها، وهذا فى حد ذاته قد يكون شيئاً جيداً، أن يفكر رئيس شركة تخسر فى حل ينقذها.
ولكن الشىء غير الجيد فيه أن الحكاية هنا تبدو وكأن كل رئيس شركة من نوعية عمر أفندى مطلوب منه أن يبحث عن حل خاص به، وبحالته فى حدودها، فى حين أن المتصور أن يكون هناك حل شامل جامع، للشركات كلها، حتى يمكن أن نفرغ من هذا الصداع المزمن، ونتفرغ لغيره من بلايانا، وما أكثرها!

وقد يصاب القارئ الكريم بدهشة بالغة، وربما بصدمة، إذا ما عرف أن قراراً بإبقاء عمال وموظفى «عمر أفندى» وعمال وموظفى غيرها من الشركات الشبيهة فى بيوتهم، مع دفع رواتبهم كلها، أو 75٪ منها لهم، دون أى عمل يقدمه أى منهم، سوف يكون أرحم، وأوفر، وأفضل من الوضع الحالى بكثير، لأنك عندئذ لن تتحمل استهلاك ماء، ولا كهرباء، ولا غيرهما من وجوه الإهلاك والاستهلاك اليومية، فى هذه الشركات، ولكن ستتحمل الرواتب وحدها.. وبمعنى أوضح فإننا سنتحمل، حينئذ، نصف العمى، كما نقول فى أمثالنا الشعبية، لا العمى كله!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف العمى يكفى أفندينا عمر نصف العمى يكفى أفندينا عمر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon