توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواجع رجل أعمال!

  مصر اليوم -

مواجع رجل أعمال

سليمان جودة

فى واحد من فنادق مكة المكرمة، صافحنى رجل أعمال شاب وهو غاضب، ولم أفهم سر غضبه فى البداية، ثم فهمت منه أن الغضب راجع إلى أن الإعلام فى مجمله يتكلم عن أشياء لا وجود لها عند أصحاب الأعمال، وأنه شخصياً يعانى من ذلك كثيراً، وأنه يتألم عندما يقرأ ويشاهد كلاماً فى إعلامنا، فإذا تلفت حوله لم يجد مما يقال قدراً من الحقيقة على الأرض!
عرفت منه أنه يستثمر نحو عشرين مليوناً فى واحدة من المدن الجديدة، وفى غيرها من المدن، وأن مشكلته التى أصبح لا يجد لها حلاً أن أكثر الذين يعملون لديه لا يريدون أن يعملوا بضمير، كما أن الذين يفتقرون إلى مهارات العمل منهم لا يحبون ولا يرغبون فى اكتساب المهارات التى تنقصهم، رغم أنه يتيح لهم ذلك وبصدق، ولكنه اكتشف فى النهاية أن العمال والموظفين المصريين يريدون - فى غالبيتهم - أن يأخذوا دون أن يعطوا، ويريدون أن يقبضوا رواتب فى آخر الشهر دون أن يقدموا فى مقابلها عملاً منتجاً، وهو ما لا يقوله الإعلام بصراحة فى تقديره، بل أحياناً يقول عكسه!
كان صاحب الأعمال الشاب يتحدث بألم، بما يدل على أنه موجوع مما يلاقيه، ولابد أنه ليس حالة نادرة فى هذا الاتجاه، كما لابد أن الدولة فى حاجة إلى أن تتعامل معه، ومع غيره فى مجتمع الأعمال، وفق رؤية واضحة ترى هدفها، وتتجه من أقصر طريق إليه.
ولعلك لاحظت أننى أتكلم عن المستثمر الذى بين أيدينا ويعمل فعلاً، لا الذى نريده أن يأتى ليستثمر عندنا لأول مرة.

وفى كل الأحوال لابد أن تسأل الدولة نفسها هذا السؤال: ماذا سوف يجعل صاحب الأعمال المقيم بيننا يواصل إقامته وعمله، وماذا سوف يجعل الجديد يأتى؟
أول ما سوف يشجعه، أو يطفشه، هو الضرائب التى سوف يكون عليه أن يدفعها عن أرباحه، وهل هى معروفة مسبقاً، ومحددة بدقة، وثابتة، أم أنها متحركة حسب الظروف؟!
فضرائب الأرباح التجارية كانت ثابتة لفترة عند 20٪، وكان أى صاحب أعمال مقيم، أو جديد، يعرف قبل أن يضع طوبة فى مشروعه أنه إذا كسب ألف جنيه - مثلاً - فسوف يدفع منها مائتين للدولة، لا مائتين زائد واحد، أو اثنين، أو ثلاثة.. مائتين وفقط.. وربما كان هذا هو ما جعل الاستثمار ينتعش فى تلك الأيام!

اليوم تحركت الـ20٪ ووصلت إلى حدود الـ30٪، وهذا هو جوهر المشكلة التى يجب أن ننتبه إليها، وإلى ما قد يكون لها من عواقب، لأن الذى يعمل مستثمراً لا يعرف أى نسبة بالضبط سوف يدفعها عن أرباحه، وأخطر ما يواجه أى صاحب أعمال أن تكون الضريبة على أرباحه متحركة، لأن ذلك يخيفه، ولا يشجعه، ولا يطمئنه.. والباقى نعرفه! هذه واحدة.. والثانية أنك - كحكومة - كنت تدعمه بالطاقة الرخيصة زمان، ولم يعد شىء من هذا قائماً الآن، أو فى المستقبل القريب على الأقل، بما سوف يجعله، كصاحب أعمال، متردداً فى المجىء، إذا لم يكن قد جاء بعد، وفى العمل والتوسع إذا كان يعمل فعلاً! أما العمالة غير المدربة فهى مشكلة المشاكل، فما أسهل أن تجد عاملاً أو موظفاً فى أى وقت، وبأعداد لا حصر لها، كصاحب عمل، وما أصعب جداً أن يكون العامل ماهراً، وأن يكون الموظف صاحب ضمير يقظ!.. فما العمل؟!.. العمل أن تكون ضريبة الأرباح - لا الدخل - ثابتة، ومعروفة، ولا عبث فيها كل فترة، لأن الحكومة إذا كانت عاجزة عن الاستمرار فى دعم أصحاب الأعمال بالطاقة الرخيصة، قياساً على ما فى الدول حولنا، وإذا كانت غير قادرة على إتاحة تعليم يضيف المهارات المطلوبة للخريجين، فليس أقل من أن تطمئن أصحاب الأعمال بالضريبة الثابتة التى تغرى بطبيعتها ولا تطرد!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجع رجل أعمال مواجع رجل أعمال



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon